رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مليونيرات الغد.. 67% من الشباب يرثون أجدادهم ويتحولون لأثرياء

جريدة الدستور

«شبابنا سيحصلون على أكثر من ١.٢ تريليون جنيه إسترلينى خلال الثلاثين عامًا المقبلة».. معلومة قد تكون صادمة للبعض، كشفها تقرير شركة «Sanlam UK» البريطانية المتخصصة فى إحصائيات المواريث، إذ أكدت أن ٦٧٪ من شباب المملكة المتحدة سيكونون أغنياء بسبب ميل الأجداد إلى توريث أحفادهم.

حسب التقرير، فإن البريطانيين، الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٥ و٤٥ عامًا، يشهدون أعظم وأكبر طفرة فى الميراث، أكثر من كل الأجيال الماضية، مشيرًا إلى أن جيل الشباب فى بريطانيا حاليًا يعتمد بشكل كبير على الميراث المنتظر، وأن البيانات الرسمية تُظهر أن الملايين ينتظرون ميراثًا.
وتقول الشركة إن ٦٤٪ من شباب بريطانيا يحصلون على ميراث من أجدادهم يقدّر بنحو ٥ آلاف جنيه إسترلينى فى العام، وهو أكبر من المعدل الذى ترث فيه الأعمار من ١٦ إلى ٢٤ عامًا، وهو ٤ آلاف جنيه إسترلينى سنويًا.
وتوضح الشركة أن الإحصاءات تؤكد أن الشباب البريطانى سيكون صغيرًا وثريًا نسبيًا، إذ وجد مكتب الإحصاءات الوطنى، الذى حلل بيانات مسح الثروة والأصول، أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ٤٥ عامًا، خاصة بين ٢٥ و٣٥ عامًا، هم الفئة العمرية الأكثر احتمالًا لتلقى الميراث من العائلة، مؤكدة: «من المرجح أن يمتلكوا الكثير من العقارات».
وقال المدير التنفيذى للشركة، إخصّائى الرهن العقارى، ستيف ويلكى: «ليس غريبًا أن يكون الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٥ و٤٥ عامًا هم الأكثر احتمالًا لتلقى ميراث من أحد أفراد الأسرة، فهم الفئة التى تكافح من أجل الحصول على السكن، ويحصلون على رواتب قليلة، مع ارتفاع تكاليف الإيجار والمعيشة».
وحسب التقرير، فإن ٦٧٪ من الميراث الذى سيتلقاه الشباب، من سن ١٦ إلى ٣٤ عامًا، سيكون مصدره أحد الأجداد وليس الآباء، موضحًا: «عندما يتوفى الجد أو الجدة، يتلقى أيضًا الأبناء نسبة من ممتلكاتهم، ولكن يكون دائمًا هناك نصيب كافٍ للأحفاد».
وذكر أن الأجداد يتركون لأحفادهم جزءًا من الميراث، حتى يشعروا بالاطمئنان عليهم، ولحمايتهم من المعاناة التى عاشها الكبار فى شبابهم، مشيرًا إلى أن هناك أجدادًا لديهم عقارات تصل قيمتها إلى ١١ مليون جنيه إسترلينى، ويتركون جزءًا كبيرًا من هذا الإرث لمساعدة أفراد الأسرة الأصغر سنًا، وهم الأحفاد، على شراء عقار ودفع تكاليف الدراسة والمعيشة.
وأوضح التقرير أيضًا أن المواطنين البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين ٣٥ و٥٤ عامًا، يرثون من آبائهم بشكل أكبر، وأظهرت الدراسة أيضًا وجود صلة بين الدخل الحالى للمواطنين والمبلغ الذى قد يرثونه، فدائمًا ما يشارك الجد فى تحسين مستوى حياة الأحفاد الفقراء.
وقال مكتب الإحصاءات: «العلاقة بين ثروة الأجداد واحتمالية تلقى الأحفاد ميراثًا ربما لا تكون مفاجئة، لأن ٦٨٪ من كبار السن أثرياء، وعمرهم يتجاوز ٥٥ عامًا، ما يدعم قرار التوريث للأحفاد».
وتابع التقرير أن النسبة الأكبر من الشباب الذين يرثون أجدادهم ينشغلون عادة بالحفاظ على تلك الثروة واستثمارها، وهناك جزء بسيط منهم ينفقون الميراث ببذخ دون استثماره.
وأكد أن ١١.٢ مليون من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٥ و٤٥ عامًا، من المتوقع أن يحصلوا على الميراث من آبائهم أو أجدادهم، ونصفهم تقريبًا سيحصل على ما لا يقل عن ٥٠ ألف جنيه إسترلينى، على شكل أصول ثابتة، ومتوسط القيمة، التى تتوقعها هذه الفئة العمرية هو ٢٣٣ ألف جنيه إسترلينى، ويقول ثلث المتلقين للميراث إنهم سيعتمدون على هذا الميراث لتأمينهم ماليًا فى المستقبل.
وقالت كبيرة محللى السياسات بالشركة، لورا جاردينر: «على الرغم من أن جيل الألفية بذلوا مجهودات أقل بكثير لامتلاك الأصول، إلا أنه من المرجح أن يستفيدوا من طفرة فى الإرث فى العقود المقبلة».
وقال كبير مخططى الثروة فى الشركة، كارل دروموند: «هناك الكثير من الجدل حول تنظيم الثروة بين الأجيال.. الأمر أصبح ضروريًا جدًا».
وتقترح الشركة خطوات قبل إجراء مناقشة عائلية حول الميراث، فيجب أن تكون لدى الجد فكرة جيدة عن وضع الوارثين المالى ونياتهم المستقبلية، مثل تحديد مَنْ سيرث الثروة، لأن المستفيدين المحتملين لا يدركون دائمًا أنهم سيشاركون ميراثهم مع الآخرين، مثل الأحفاد، أو الجمعيات الخيرية، أو الأصدقاء.
وأشارت الشركة إلى أنه على الأجداد أيضًا تحديد المبلغ الذى سترثه كل فئة، عبر كتابة القيمة الإجمالية للأصول، ومكان الاحتفاظ بها، وكيف يتم استثمارها، ثم حساب مقدار ما سيحتاجه كل حفيد فى المستقبل.