رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أوبر الحنطور".. رحلة بين أروقة الحضارة على الإنترنت في الأقصر

جريدة الدستور

بضغطة زر واحدة وقبل أن يصل إلى الأقصر سيستطيع السائح أن يحجز رحلته لمشاهدة شوارع المدينة والاستماع بمشاهدة كورنيش النيل والالتفاف حول المناطق الأثرية في تجربة مميزة بداخل عربات الحنطور، والتي تعد أحد الأشياء التي يحرص السائحون من مختلف أنحاء العالم على تجربتها فور وصولهم للمحافظة.

ولعل التطورات التي طرأت على آليات التعامل مع القطاع السياحي نجحت في إيجاد وسائل تواصل من شأنها تيسير رحلة السائحين للمدينة وجعلها أكثر راحة وأمنًا، فبعد أن بدأت مدينة الأقصر السياحية في تطبيق مشروع الهوية البصرية وصنع "ماركة" ترويجية لسياحة الأقصر في شتى أنحاء العالم كان لا بد من إيجاد وسائل جديدة تعمل على إحكام السيطرة على عربات الحنطور باعتبارها أحد المظاهر السياحية في المدينة.

"أبليكيشن" هو كلمة السر لعربات الحنطور والتي نجحت سلطات المحافظة في تصميمه من خلال بروتوكول التعاون الذي عقده محافظ الأقصر السابق محمد بدر مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي سيستمر على مدار 3 سنوات، وتضمن البروتوكول تصميم برنامج دعم إلكتروني يستهدف تطوير خدمات المواصلات والنقل بالمحافظة المتمثلة في "الحنطور" عبر إتاحتها إلكترونيًا، وذلك من خلال التعاون مع غرفة الشركات السياحية.

التطبيق الإلكتروني سيعمل على خلق طفرة في التواصل بين السائحين وعربات الحنطور، ورغم أن الأمر يبدو سهلًا إلا أنه يحتاج إلى قدر كبير من الجهد والطاقة لإنجاح ذلك المشروع المميز، فعربات الحنطور التي يتخطى عددها 400 عربة من بينها 241 عربة فقط مرخصة تستلزم وجود قدر كبير من المتابعة ورصد أصحاب عربات الحنطور المخالفين والإحالة بينهم وبين دخول المنظومة الجديدة في حالة تمسكهم بالمخالفة، ولهذا دأبت سلطات مجلس مدينة الأقصر برئاسة العميد أيمن الشريف بجمع بيانات أصحاب عربات الحنطور المرخصين وصور شخصية لهم، وذلك لرفعها على التطبيق الإلكتروني الخاص بالمشروع.

أما عن آليات تنفيذ المشروع قامت سلطات مدينة الأقصر بإطلاق التطبيق بشكل تجريبي في مطلع الشهر الجاري وذلك لرصد أية ثغرات يمكن أن تحدث خلال الإطلاق الفعلي للتطبيق، وسوف يتم إعداد أكثر من موقف للحنطور وفي كل موقف سوف يتم تنصيب شخص قادر على التعامل مع التطبيق لتوجيه أصحاب عربات الحنطور إلى الرحلات المطلوبين بها، ويتم تحديد سعر النزهة وفقًا للاتفاق بين أصحاب الحنطور وبين الشركات السياحية التي تعد أحد أضلع هذا المشروع على أن يتسلم سائق الحنطور أجرته من الشركة، وهذا ما يقضي تمامًا على التعامل المادي بين سائقي الحنطور وبين السائح مباشرة، وهذا ما ينهي عهد استغلال السائح ماديًا.

ويستلزم تطبيق المشروع الكثير من التحضيرات المسبقة، وستعمل سلطات المدينة على إعداد سائق الحنطور نفسه، حيث قامت سلطات المدينة بعقد اجتماع مع ممثلي أصحاب عربات الحنطور وتم تفويض 4 منهم لإعلام سائقي الحنطور عن المشروع الجديد، وكيفية إسهامه في توفير أكبر قدر من العمل لتحسين مواردهم المادية، كما ستقوم سلطات المدينة بتوزيع الـ"بامبرز" على أصحاب عربات الحنطور للقضاء علي الشكل الغير حضاري بالمدينة نتيجة مخلفات الخيول في الشوارع وأماكن توقفهم، كما سيتم توزيع زي موحد لهم، وفي حالة وجود مخالفات تم تحديد عدد من العقوبات التي تنتهي بإنهاء الترخيص.