رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ابنة البطل يوسف صديق: السيسي أنصف والدي وأعاد حقه التاريخي

ليلى يوسف صديق
ليلى يوسف صديق

- محمد نجيب والسادات كانا الأقرب إليه

بعد عشرات السنين من التجاهل لسيرة واحد من أعمدة ثورة يوليو ١٩٥٢، أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى الحق لأصحابه، بتكريم سيرة البطل يوسف صديق، ومنحه قلادة النيل، أعلى وسام للتكريم فى مصر. ورغم وفاة البطل منذ ٤٣ عامًا، فإن خطوة تكريمه لاقت ترحيبًا كبيرًا بين المصريين، ممن عاصروا هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ الوطن، أو من أولئك الذين طالعوا كتب التاريخ، وعرفوا قيمة وقدر يوسف صديق، الذى أنقذ الثورة، بحصاره مقر قيادة الجيش، وإحباطه مخطط إفشال الثورة، والقبض على أعضاء تنظيم الضباط الأحرار.

«الدستور» التقت ليلى ابنة البطل الراحل، لتعرف منها أكثر عن كواليس حياته، وذكرياته عن الثورة، وشعورها بعد تكريم الرئيس لوالدها.. وإلى الحوار:

■ ما شعورك بعد تكريمك من الرئيس السيسى نيابة عن والدك؟
- سعيدة جدًا ومبسوطة، أنا بعتبر إن التكريم ده أعاد الحق لوالدى، الذى عانى كثيرًا من الظلم، والحمد لله أصبح المصريون يعرفون من هو العقيد يوسف صديق، الناس كلها بدأت تتكلم عنه.
كان والدى دائمًا يقول لنا: «حقى هيرجع وأنا عارف إن التاريخ لن ينسانى أبدًا»، والرئيس السيسى رجع حق والدى، البطل الذى أنقذ الثورة من الفشل، وحمى الضباط الأحرار من الإعدام شنقًا فى الميادين.
■ حدثينا أكثر عن والدك؟
- والدى كان «شهم وجدع» بكل معنى الكلمة، وكان رجلًا متصالحًا مع نفسه، يكفيه القليل، ويرضيه أى شىء، ويحب الجميع. إنسان من الدرجة الأولى، وكان يحب كل زملائه حتى الذين اختلفوا معه، لم يكن يومًا يبغضهم، وكان مهمومًا بالوطن، وقضاياه. كان «ضابطًا ابن ضابط»، وجده أيضًا كان ضابطًا، واستشهد فى السودان، وكان والدى من أشد المؤمنين بالمؤسسة العسكرية، ورحل عندما كان عمرى ١٢ عامًا، وكنت دائمًا بجواره وقريبة إلى قلبه، وكان دائمًا راضيًا بما قدمه للوطن، ويرحب بالجميع، ويزور أهل قريته فى محافظة بنى سويف، ويستقبل الأصدقاء فى بيتنا، وكان يعيش حياة بسيطة وهادئة يملؤها الحب. ولد أبى فى ٣ يناير ١٩١٠، بقرية زاوية المصلوب مركز الواسطى، محافظة بنى سويف، وكان والده اليوزباشى منصور يوسف صديق، ضابطًا بالجيش المصرى، وجده هو يوسف صديق، كان ضابطًا بالجيش المصرى فى السودان، وكان حاكمًا لإقليم كردفان عند قيام الثورة المهدية، وقُتل على يد الثوار مع عدد من أفراد أسرته، ولم ينج منهم إلا ولده منصور وأخ أصغر له، وتمكنا من الهرب إلى مصر.
التحق والدى بالكلية الحربية، وتخرج فى العام ١٩٣٣، وكان فى طليعة القوات التى دخلت فلسطين عام ١٩٤٨، وقاد كتيبته بجرأة وكان الجميع يعترف بشجاعته.
■ متى انضم والدك إلى الضباط الأحرار؟
- بالتحديد كان ذلك فى أكتوبر عام ١٩٥١، وانضم عن طريق ضابط اسمه وحيد رمضان، سلمه رسالة، ووافق بعدها، والتقى جمال عبدالناصر.
■ وما الذى دفعه للموافقة على الانضمام للحركة؟
- لأنه كان يعشق تراب هذا الوطن، ويريد أن يحصل المواطنون على حياة ديمقراطية، من خلال الإطاحة بسياسة الحكم الملكى الفاسد.
■ وما سبب خلافه مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟
- لأن والدى طالب بعودة البرلمان المنحل، ليتولى حقوقه الشرعية، أو تكوين حكومة ائتلافية تمثل القيادات السياسية المختلفة القائمة فعلًا فى البلاد، وتشرف هذه الحكومة على انتخاب برلمان جديد فى أسرع وقت، ويعود الجيش إلى ثكناته، وهو ما رفضه جمال عبدالناصر.
■ من هم أصدقاؤه المقربون؟
- كان الرئيس محمد نجيب يزورنا باستمرار، حتى بعد وفاة والدى، وقبل وفاته بأشهر قليلة، كان يزورنا، وكذلك الراحل خالد محيى الدين، والرئيس السادات، وحسين الشافعى، والعديد من الشخصيات، لأن والدى كان على علاقة طيبة بالجميع.