رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أريد حلًا".. سينما فاتن حمامة في انتظار الهدم

جريدة الدستور

«عندما يبكي الرُّجل» كان أول الأفلام التي استقبلتها سينما ربع لبّة التي تغيّر اسمها إلى سينما «ميراندا» في الثمانينيات والتي ذيع صيتها فور تسميتها بـ«سينما فاتن حمامة» والتي خرج قرار حمل رقم 10 لسنة 2018 طبقا لقانون 49 لسنة 1977 واللائحة التنفيذية يقضي بهدمها ما لاقى هجومًا كبيرًا من النُّقاد وأهل الفن والجمهور الكبير بطول البلاد وعرضها.

افتتحت سينما فاتن حمامة في 29 ديسمبر عام 1984 بقرار من عبد الحميد رضوان، وزير الثقافة وقتها؛ لتكون أول دار عرض سينمائي قطاع عام من الدرجة الأولى يتم اطلاق اسم أحد نجوم السينما المصرية عليها، تقديرًا لسيدة الشاشة العربية ولعطائها طوال مسيرتها الفنية، وكانت فاتن حمامة حاضرة للافتتاح وعدد كبير من الشخصيات العامة ونجوم السينما المصرية.

"ليلة القبض على فاطمة" أحد الأفلام التي عُرضت داخل صالات السينما في 1984 والتي لعب فيه دور البطولة فاتن حمامة، والتي شاهدت فيلمها داخل سينما "ميرندا" الواقعة بروضة المنيل بمحافظة الجيزة.

سينما فاتن حمامة لم تكن يومًا تابعة لقصر الثقافة، وإنما كانت ملكية خاصة لعائلة "الشبايطة" الشهيرة بتجارة الأسمنت والتي قرّرت مؤخرًا، بصفتها مالكة للسينما، تأجير المبنى إلى الشركة العربية للتوزيع السينمائي، وبيعها عقب انتهاء فترة الإيجار في 2015، وكان من آخر عروض الأفلام بها ريجاتا بطولة الفنان الشاب عمرو سعد.

وكشف نجل حارس المبنى السينمائي القديم، لـ"الدستور"، أن عائلة الشبايطة قرّرت بيعه عقب انتهاء إيجاره وتوقف عروض الأفلام داخلها منذ 2015 بعد أن وافت المنية فاتن حمامة، وتملّكت إحدى شركات المقاولات حيز المبنى، لإحلاله وتجديده بمبنى سكني كباقي الحي الذي تقبع فيه السينما.

إزالة السينما لم تكن رادعًا لفقدان ذكراها في عقول من ارتادوها، حتى وإن حل بهم حزن بقرار الهدم، إلاّ أنها كانت ذكرى جميلة حلت بوجدانهم.

تقول نادية إبراهيم، سيدة أربعينية، لـ"الدستور":"سينما فاتن حمامة أحلى ذكريات شفت فيها فيلم الهلفوت لعادل إمام والمطارد، إضافة إلى ذكريات الشباب مع منطقة المنيل الجميلة.

وقال أحمد حرزاوي: "حضرتها منذ طفولتى وكان اسمها سينما "ميراندا "، ثم تغير الاسم لتكريم الفنانة فاتن حمامة، منهيًا حديثه مع «الدستور» بحزن على ما آلت إليه السينما بـ"يا خسارة".

أخذت راندا العشماوي أطراف الحديث لتشارك أهل منطقتها الأحزان على سينما فاتن حمامة قائلة: "كانت أحسن وأقرب سينما لينا، ففيها ذكريات أفلام محترمة مش زي أفلام دلوقت اللّي كلها مخدرات ودم".

بدورها، رجعت أسماء مغربي إلى ذكرياتها القديمة مع سينما الأبيض وإسود أثناء مشاهدتها للأفلام التي كانت شاهدة على توثيق أحلى لحظات حياتها.

كان عدد من السينمائيين المصريين عبّروا عن حزنهم وغضبهم من القرار الخاص بهدم المبنى الفني العريق، مطالبين الدولة وأجهزتها بالتدخل؛ حفاظًا على التراث الفني.