رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالدموع وملابس الحداد.. الأقباط يودعون «أسقف طما»

«أسقف طما»
«أسقف طما»

"38 عامًا ارتبط خلالها شعب إيبارشية طما بالأنبا فام، أسقف طما، حيث كان خادمًا ومُعمرًا، مصليًا ومسبحًا، وأيضًا متأملًا لأعمال الله العظيمة، وقدم نموذجًا رفيعًا فى التسبيح الهادئ، راهبًا اعتبر فترة السجن فترة تسبيح فكان يسلم الألحان والتسبحة لمن معه، وكان يعتبر أن فترة السجن من أقدس وأسعد فترات حياته وأحبها إلى نفسه".

بهذه الكلمات ودع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو يبكي، الأسقف المميز الذي لم يمر يوم وفاته بشكل عادي، فقد أبكاه الكثير من محبيه من المسيحيين حول العالم.

استعدت الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاستقبال جثمان الأنبا فام، أسقف طما، الذي عاد من لندن واتشحت بالسواد لوداع أحد الأساقفة الكبار، والذي قضي حياته في الخدمة باذلًا كل جهده ووقته للآخرين.

وترأس البابا تواضروس صلاة تجنيز الأنبا فام، أسقف طما بالكنيسة البطرسية بالعباسية، بمشاركة 30 أسقفًا من كبار أساقفة المجمع المقدس في صلاة التجنيز، ومنهم الأنبا دانيال، النائب البابوي، والأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، والأنبا تادرس، أسقف بورسعيد، والأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، والأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي الأرثوذكسي، والأنبا بافلي، أسقف عام الإسكندرية، ولفيف من الأساقفة وكهنة وشعب الكنيسة الذين كانوا في وداع أحد أساقفة الذين اعتقلوا أيام السادات.

وأكد البابا تواضروس الثاني أن الأنبا فام بدأ حياته في أسرة مباركة، وترهب في دير الأنبا بيشوي، وتعرض في بداية أسقفيته لضيقة ولكن اجتازها بصبر وحكمة.

وتحدث البابا تواضروس، خلال ترأسه صلاة الجنازة، عن كيف كان هذا الأسقف محبًا للجميع فاستحق أن يبادله الآخرون نفس هذا الحب، وقال: "إن الأنبا فام كان محبًا للتسبيح وكثيرا كنا نراه في دير الأنبا بيشوي يحضر التسبحة بتركيز شديد واحترام لنقل حياه التسبيح إلى الجميع، وكان هادئا في كل ما صنعه في الإيبارشية".

وتابع البابا: "أتذكر أنى زرت الإيبارشية منذ 12 عامًا، وكانت ليلة طيبة جدًا وطوال فترة أسقفيته كانت الأمور طيبة في إيبارشيته وخدمته وتعامل بحكمة طوال فترة خدمته".

أما في طما، فاتشحت المدينة بالسواد وخيم الحزن عليها منذ اللحظة الأولى لإعلان وفاه أسقفها بلندن.

حيث استعدت كاتدرائية الشهيد أبو فام بمدينة طما لاستقبال جثمان مثلث الرحمات نيافة الأنبا فام أسقف طما وتوابعها، واحتشدت أعداد كبيرة من شعب الإيبارشية، وعلت الوجوه مسحة من الحزن والترقب، بينما اصطف خورس الشمامسة حاملين الصلبان والرايات وكذلك فرق الكشافة بصحبة الآلات الموسيقية.

وذلك وسط حشود شعبية كبيرة لم يتوقف توافدها منذ أمس أقيم اليوم القداس الإلهي بكاتدرائية الشهيد أبوفام الجندي بطما (مقر إيبارشية طما) بحضور جثمان مثلث الرحمات نيافة الأنبا فام أسقف الإيبارشية المتنيح.

وتولى خدمة القداس نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي وشاركه عدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان وخورس الشمامسة.