رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سَند الجيش».. رسائل المصريين إلى أبطال العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»

جريدة الدستور

- مواطنون يعلنون استعدادهم للتبرع بالدم: «من العار ألا نقوم بدور فى المعركة».. والمشككون فى نجاح العمليات «نشاز»

- والد مجند: وهبت ابنى لمصر.. لا أمل لى إلا القضاء على الإرهاب.. والتكفيريون يعتمدون على الغدر فى «دروب أرض الفيروز

- ١٣٧ هدفا دمرتها القوات الجوية خلال العملية الشاملة


بينما يقاتل الأبطال عدوًا غادرًا،
متلونًا، أشبه بالحرباء، على الجبهة، فوق رمال سيناء الطاهرة، فإن الشعب بأكمله، يتواصل بكل ما يستطيع مع «خط النار»، عبر الإعلام المرئى والمسموع والمقروء، وأدوات التواصل الحديثة أيضًا. جلسات المقاهى بكل مستوياتها وأماكنها، وبما تحتويه من تليفزيونات و«واى فاى»، تجمع روادًا من مختلف الفئات، تعكس أحاديثهم بصدق الاحتشاد الشعبى خلف صوت المعركة، الذى يجب أن يعلو فوق كل صخب ومناوشات مغرضة، يحاول أن يفرضها البعض لتعرقل العملية الشاملة. ماذا يقول المصريون الجالسون على المقاهى لأبطال القوات المسلحة والشرطة الذين يحاربون الإرهاب فى مختلف المناطق؟.. هذا ما نقرؤه معًا فى السطور التالية.


الدعاء للأبطال يغطى على جميع «حوارات المقاهى».. ومواطنون: «إحنا وراكم يا رجالة»
البداية كانت فى منطقة الدقى بالجيزة، حيث تتعالى الصيحات والضحكات بجانب الدخان الذى يغطى المكان على أحد نواصى شارع التحرير، حيث يقع مقهى «حمو».
«الجيش سيطر على سينا».. بصوت مرتفع وبكل ثقة قالها أحد الجالسين برفقة صحبته ليقود حوارًا عن العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨».
توالى الحوار ليرد آخر بأن عملية سيناء تعد من أقوى المعارك التى يخوضها الجيش خلال الفترة الراهنة، موضحًا أنها تكاد تكون أصعب من الحرب التى خاضها الجيش خلال العدوان الثلاثى والحروب منذ ١٩٦٧ وحتى انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
جالس ثالث برهن على أن تلك المعارك أشبه ما تكون بحرب عصابات، مدللا على مدى صعوبتها، داعيا لأفراد القوات المسلحة: «ربنا يثبتهم وينصرهم».
ويضع «رابع» قطع الدومينو على الطاولة، مجاريا الحديث: «جيشنا عرف يسيطر على حرب الشوارع مع الإرهابيين فى وقت قصير»، موضحًا أن غالبية الجيوش المنظمة تتأخر فى مجاراة إرهاب الشوارع والبلطجة، بينما أفراد قواتنا المسلحة استوعبت الأمر سريعًا، مما مكنها من أن تتبوأ أعلى المراتب فى قائمة الجيوش العالمية. وما بين ارتشاف القهوة وأنفاس الشيشة، يتحدث رجل خامس، بكل شغف، عن البيانات القوية، التى يصدرها الجيش خلال العمليات التى شنها، عبر ١٤ بيانًا أُعلنت على فترات متراوحة.
ويستطرد: «القوات المسلحة تميزت فى هذه العملية بالشفافية، مثلما حدث فى حرب ٧٣، بإعلام الجمهور بكل خطوة تخطوها وما تقدمه من إحباط المحاولات الإرهابية شمال ووسط سيناء».
فيما بعث محاور سادس، أنهى خدمته بالجيش منذ سنوات قليلة، برسائل حب إلى الثابتين على خط النار فى سيناء، قائلا: «كنت أتمنى أن أكون بينهم، فالإرهابيون قتلوا بعض معارفى خلال تجنيدى غدرًا، وهم يفطرون فى رمضان بعد يوم صوم صعب، دون اعتبار لرابطة الدين أو الدم».
فى كافيه «أرزاق»، الذى يقع بالقرب من ميدان الجيزة، مجموعات من الشباب، تتناثر هنا وهناك، أغلبهم يتصفح مواقع التواصل الاجتماعى، عبر خدمة «واى فاى» التى يوفرها الكافيه، ليظهر على وجه أحدهم الغضب والحزن فى آن واحد، مرتفعًا صوته، قائلًا: «الله يرحمك ويصبر أهلك»، معلنًا عن استشهاد أحد معارفه من أفراد القوات المسلحة، حيث راح ضحية الإرهاب الغاشم.
مال البعض عليه ليشاهدوا صور الشهيد على هاتفه قبل أن يلقى ربه، مضحيًا من أجل البلد، فيما كان المتحدث يذكر بعضا من صفات ومواقف الشهيد.
نال الحوار اهتمام الآخرين، فدعوا لكل من يقف حاميًا حدود البلد، فيما اهتم آخرون بالاطمئنان على أصدقائهم من المجندين فى سيناء، حيث أفاد أحدهم باستعداده لإطلاق مبادرة للتبرع بالدم للأبطال فى سيناء، قائلا: «يجب أن نكون خلفهم وأن يشعروا بوقوفنا خلفهم.. يجب ألا يكونوا بمفردهم على الجبهة، نحن أيضًا علينا أدوار أقل قوة وفاعلية فى المعركة، ولكن من العار ألا نقوم بها، بأن نتبرع بالدم لهم وأن ندعو لهم ونتكفل بأبناء شهدائهم، وأن نسكت أى صوت نشاز يقلل من أهمية تلك المعركة أو يشكك فى أهدافها ونجاحاتها».



صعايدة وإسكندرانية: الجنود مصدر فخر لنا
أصوات متداخلة، تباينت معانيها وموضوعاتها إلا أنها تميزت بلهجة أبناء الصعيد المميزة، بمنطقة فيصل، على مقهى «أبناء سوهاج» بأحد تفريعات شارع اللبينى بالمريوطية، فى حى الهرم.
«الحرب هناك ولا العصابات.. الإرهابيين بيطلعوا من تحت الأرض يضربوا ويختفوا».. افتتح أحد أبناء مركز البلينا النقاش مع بعض أصدقائه، متحدثًا عن عملية سيناء الشاملة التى يشارك فيها شقيقه الأصغر وابن عمه، ممسكًا بإحدى الصحف القومية بعد انتهائه من تصفحها ومطالعة أخبارها.
فى الجهة المقابلة يلتقط آخر أطراف الحديث، راميًا بحجر النرد على الطاولة؛ ليروى تفاصيل بعض الروايات التى يعرفها من أحد أصدقائه المقربين، الذين لا يزالون فى الخدمة، قائلًا: «كثير من الإرهابيين يتخفون بين الأهالى، ما يصعب مهمة الجيش فى الوصول إليهم».
على بعد عشرات الأمتار، وفى مقهى «المنياوية وأبناء نجع حمادى» بمدخل شارع سليم الأول، لم يختلف الوضع كثيرًا، فحول طاولات الشطرنج والدومينو، وبينما يتناقل رواد المقهى، أطراف الحديث، تقطع الأجواء رنات هاتف أحد الجلوس، بنغمة الفرقة ١٠٣ صاعقة «قالوا إيه علينا»، لترتسم البسمة على وجوه السامعين، ليتمتم الحاضرون ببعض كلمات الأغنية، ثم يبدأون فى الحديث عن عملية سيناء الشاملة.
يبدأ أحد القابعين فى زاوية المقهى الحديث، قائلًا إن ابنه يشارك فى العملية الشاملة بسيناء، ولم يكن يعرف، حتى أخبره مؤخرًا فى اتصال، طالبًا الدعاء له ولزملائه بالقضاء على الإرهابيين فى القريب العاجل.
يروى الرجل، والدموع تتحجر فى عينيه، أنه لم ير ابنه منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، قائلًا إنه وهبه لمصر، وإنه لا يأمل سوى فى القضاء على الإرهاب الذى يستأصل أبناء الوطن على حين غرة فى لحظات غدر دون استعداد، موضحًا أن الإرهابيين يختبئون أسفل الأرض وبين الأهالى، وما إن يلحظ أحد الجنود حتى يباغته برصاصات الغدر.
يترك أحد الجالسين قطع الدومينو، ويشارك: «جيش مصر أقوى منهم ١٠ مرات، بس المشكلة إن الإرهابيين مش معروفين، مش بيقاتلوا زى الجيوش العادية، بيتعاملوا بأسلوب الكر والفر، بس الجيش قرب يقضى عليهم، وإن شاء الله ابنك يرجع لحضنك قريب».
فى مقهى «البطل» الشعبى بمنطقة باكوس فى الإسكندرية، يجلس مصطفى السعيد، ثلاثينى، موظف، يبدو من كلامه أنه مثقف، وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعى على هاتفه، يؤانسه فنجان قهوة، ويتحدث عن عملية تطهير سيناء: «الجنود مصدر فخر وأمل بالنسبة لنا، عملهم عمل فدائى لتوفير حمايتنا، نعتز به جميعًا، ويشعروننا بغيرة على الوطن وخوف عليه ضد أى عدو خارجى أو داخلى يعبث بأمننا».
وبأحد المقاهى الشعبية بمنطقة محطة الرمل، يجلس عم كمال، ذو الـ٥٠ سنة: «عمليات مكافحة الإرهاب التى تحدث فى سيناء، تجعلنا نصبر وننتظر أن ننتقل إلى الأفضل، هؤلاء الأبطال وما يقومون به من عمليات فدائية نموذج مشرف لنا، نتمنى أن نرى أبناءنا فيهم، فهم السند الحقيقى ودعاؤنا لهم مستمر».
مقهى «ويكا»، مقر لقاءات محمود مع أصدقائه، حيث يبدأون يومهم فى الظهيرة بالاطمئنان على أحوال بعضهم.. محمود - خلال حديثه معهم- تمنى أن يحارب مع جنود مصر فى سيناء: «مش مشكلة إنى أموت، بس أموت وأنا بحارب أحسن ما أموت وأنا ضعيف»، موضحًا أن جميع محافظات مصر تحتاج لعملية شاملة مثلما يحدث فى سيناء، للتطهير من الإرهاب والمخدرات، وجميع المخالفات.



الدعاء للأبطال يغطى على جميع «حوارات المقاهى».. ومواطنون: «إحنا وراكم يا رجالة»
البداية كانت فى منطقة الدقى بالجيزة، حيث تتعالى الصيحات والضحكات بجانب الدخان الذى يغطى المكان على أحد نواصى شارع التحرير، حيث يقع مقهى «حمو».
«الجيش سيطر على سينا».. بصوت مرتفع وبكل ثقة قالها أحد الجالسين برفقة صحبته ليقود حوارًا عن العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨».
توالى الحوار ليرد آخر بأن عملية سيناء تعد من أقوى المعارك التى يخوضها الجيش خلال الفترة الراهنة، موضحًا أنها تكاد تكون أصعب من الحرب التى خاضها الجيش خلال العدوان الثلاثى والحروب منذ ١٩٦٧ وحتى انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
جالس ثالث برهن على أن تلك المعارك أشبه ما تكون بحرب عصابات، مدللا على مدى صعوبتها، داعيا لأفراد القوات المسلحة: «ربنا يثبتهم وينصرهم».
ويضع «رابع» قطع الدومينو على الطاولة، مجاريا الحديث: «جيشنا عرف يسيطر على حرب الشوارع مع الإرهابيين فى وقت قصير»، موضحًا أن غالبية الجيوش المنظمة تتأخر فى مجاراة إرهاب الشوارع والبلطجة، بينما أفراد قواتنا المسلحة استوعبت الأمر سريعًا، مما مكنها من أن تتبوأ أعلى المراتب فى قائمة الجيوش العالمية. وما بين ارتشاف القهوة وأنفاس الشيشة، يتحدث رجل خامس، بكل شغف، عن البيانات القوية، التى يصدرها الجيش خلال العمليات التى شنها، عبر ١٤ بيانًا أُعلنت على فترات متراوحة.
ويستطرد: «القوات المسلحة تميزت فى هذه العملية بالشفافية، مثلما حدث فى حرب ٧٣، بإعلام الجمهور بكل خطوة تخطوها وما تقدمه من إحباط المحاولات الإرهابية شمال ووسط سيناء».
فيما بعث محاور سادس، أنهى خدمته بالجيش منذ سنوات قليلة، برسائل حب إلى الثابتين على خط النار فى سيناء، قائلا: «كنت أتمنى أن أكون بينهم، فالإرهابيون قتلوا بعض معارفى خلال تجنيدى غدرًا، وهم يفطرون فى رمضان بعد يوم صوم صعب، دون اعتبار لرابطة الدين أو الدم».
فى كافيه «أرزاق»، الذى يقع بالقرب من ميدان الجيزة، مجموعات من الشباب، تتناثر هنا وهناك، أغلبهم يتصفح مواقع التواصل الاجتماعى، عبر خدمة «واى فاى» التى يوفرها الكافيه، ليظهر على وجه أحدهم الغضب والحزن فى آن واحد، مرتفعًا صوته، قائلًا: «الله يرحمك ويصبر أهلك»، معلنًا عن استشهاد أحد معارفه من أفراد القوات المسلحة، حيث راح ضحية الإرهاب الغاشم.
مال البعض عليه ليشاهدوا صور الشهيد على هاتفه قبل أن يلقى ربه، مضحيًا من أجل البلد، فيما كان المتحدث يذكر بعضا من صفات ومواقف الشهيد.
نال الحوار اهتمام الآخرين، فدعوا لكل من يقف حاميًا حدود البلد، فيما اهتم آخرون بالاطمئنان على أصدقائهم من المجندين فى سيناء، حيث أفاد أحدهم باستعداده لإطلاق مبادرة للتبرع بالدم للأبطال فى سيناء، قائلا: «يجب أن نكون خلفهم وأن يشعروا بوقوفنا خلفهم.. يجب ألا يكونوا بمفردهم على الجبهة، نحن أيضًا علينا أدوار أقل قوة وفاعلية فى المعركة، ولكن من العار ألا نقوم بها، بأن نتبرع بالدم لهم وأن ندعو لهم ونتكفل بأبناء شهدائهم، وأن نسكت أى صوت نشاز يقلل من أهمية تلك المعركة أو يشكك فى أهدافها ونجاحاتها».


واثقون فى القضاء على التكفيريين بشكل كامل.. «قالوا إيه» الأغنية الرسمية.. وسيرة «إبراهيم الأبيض» حاضرة
محيط محكمة الجيزة الابتدائية، يضم مقهى صغيرا، يسمى «قهوة المحامين»، عرفت بهذا الاسم، لأن معظم روادها من العاملين فى المحاماة، يأتى بعضهم فى الصباح الباكر ليعلم رقم قضيته فى الرول، ومن ثم يجلس برفقة موكله أو أحد زملائه على المقهى.
جلس أسعد محمد، الملقب بأسطى القانون يحتسى فنجانه اليومى من «القهوة على الريحة»، ويرافقه محمد كامل، الشاب الصغير، الذى يعمل بمكتبه، أخذا يتحدثان عن الحرب التى يخوضها الجيش فى سيناء الآن.
يقول محمد إنه يخشى ألا يقضى الجيش على الإرهابيين، الذين استولوا على سيناء، فيبدأ أسعد فى طمأنته، موضحا أن الجيش حاصرهم وخلال أيام سيتم تطهيرها منهم، وأن خطة التضييق عليهم ليشغلوا رقعة صغيرة من البلاد أمر فى منتهى الذكاء، لأنهم لو انتشروا فسيكون الأمر فى غاية الصعوبة.
تدخل أمير محمد، شاب ثلاثينى، قائلا إن صديق عمره ضابط احتياط، يقضى خدمته فى سيناء، أخبره بأن هذه العملية ستنجح لا محالة فى إفناء الإرهابيين، فقوات الجيش والداخلية يسيطرون على مداخل ومخارج المحافظة بأثرها.
مقهى برقوقة بمركز الصف، حيث يجلس صبحى، كبير عائلة رشدان، بجوار عبدالله كبير عائلة محفوظ، يتبادلان الحديث حول أمور كثيرة، صوت عبدالله يرتفع للحظات: «العملية الشاملة هنطلع بيها بكل نتايجنا الحلوة».
على الجانب الآخر، يرن هاتف أحدهم بأغنية «قالوا إيه» فيلفت انتباه بعض الجالسين، يقول أحدهم: «مين الجندى اللى بيغنى الأغنية دى» فرد صاحب الهاتف بعد أن أنهى اتصاله: «دى أغنية لأبطال الصاعقة، تحديدا الكتيبة ١٠٣»، واستكمل: «كان الله فى عون هؤلاء الجنود»، فرد الجميع: «ربنا ينصرهم»، وسأل الحاج محمود: «من هو (خالد مغربى دبابة)؟»، فأجاب المجاور له بأنه أحد الأبطال فى سيناء.
كان الهدوء السمة الغالبة على «ستار بكس»، الذى فرضته أصداء الموسيقى فى رواق الطابق الثالث من المول التجارى الأشهر، فردد مجموعة من المراهقين على إحدى الطاولات، كلمات الأغنية، التى جمعت بين الأمريكية تايلور سوفيت والبريطانى إد شيرن.
فى المقابل، وبنفس الكافيه، كان الهوى الموسيقى مختلفًا تمامًا، يعكس اهتمام فئة عريضة من المواطنين بمصر فى الفترة الراهنة، «قالوا إيه» التى غنتها الفرقة «١٠٣» صاعقة، كان يسمعها مجموعة من الشباب من محمول أحدهم ويرددون كلماتها، وأعقبها سردهم لقصص الشهداء التى حملت الأغنية أسماءهم.
فى ذات السياق، اندمج معهم رجل اختلط الشيب برأسه، كان مارًا بجوارهم يحمل كوبًا من القهوة، نظرًا لطبيعة المكان التى تفرض أن يخدم كل فرد نفسه، حيث تنتهى مهمة النادل عند تجهيز المشروب وكل زبون يحمل طلبه إلى الطاولة التى يريد الجلوس عليها، وبمجرد سماع ذى الشعر الأبيض حديثهم، روى لهم علاقته بالمجند «إبراهيم الأبيض» ابن الغربية، أحد شهداء العملية الشاملة، التى تجرى حاليًا لتطهير سيناء من الإرهاب.
طلب منه أحد الشباب أن يأتى بكرسى ليجلس برفقتهم، ليكمل تفاصيل العلاقة التى جمعته بالشهيد، فقد تعرف عليه على متن رحلة بحرية فى الغردقة، يذكر أنه لم يعلم عنه سوى اسمه، رغم تبادلهما أرقام الهواتف، وبعدها بدآ التواصل عبر «واتس أب»، وبعد نحو أسبوع كان إبراهيم يبعث له صورًا التقطها لهما أثناء الصيد، فاستغل الفرصة ليسأله عن سبب عدم إفصاحه عن وظيفته، فعلل «الأبيض» ذلك بأنه يريد ممن يتعرف عليه أن يعامله دون الأخذ فى الاعتبار مهنته والوقار التى تضيفه لصاحبها، فهو لا يريد أن يحصل على أى امتيازات تفرق بينهما.
«اللقا نصيب»، كانت إجابة إبراهيم حين طلب منه أن يلتقيا، وكان تلك آخر مرة تحادثا، فى نهاية يناير الماضى، حيث هاتفه إبراهيم ليهنئه بعيد ميلاده، وأضاف أنه فزع حين علم بشهادته، وبعدها أخرج هاتفه ليرى من حوله صورا جمعته بالشهيد فى المرات الثلاث التى التقيا فيها.