رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خدمات العيد في دور المسنين.. «موعد مع لقاء الله»

 دور المسنين
دور المسنين

تجلس سيدة منهكة من الإعياء. لا تتذكر من حياتها الماضية سوى اسمها ومكان عملها كمديرة بشركة الأهرام للمشروبات الكحولية والشعير. تجلس بجانب رجل ترتسم على وجهه ابتسامة طفل يقابل بها كل من يسلم عليه محاولًا التقاط أطراف الحديث مع هذا أو ذاك هربًا من الملل الذي يحاصره على مدار يومه.. هؤلاء وغيرهم هم هدف «ماريان نبيل» الفتاة الثلاثينية المشاركة في خدمة المسنين وكبار السن بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتحاول ألا تفوتها مناسبة عيد الميلاد المجيد دون زيارة أكثر من دار مسنين.

وتقول ماريان نبيل: «أرى الله في هذه الزيارات وأشعر أنني على موعد معه، فكل حكاية لمسن أتعلم منها درس لا يمكن نسيانه، إما أن الحياة لا تسير على نفس الحال، أو المرض قد ينهك الجسد لكنه يصعب أن يقضي على الروح.. كلها أمور اتعلمها من المسنين الذين أشعر معهم بأنهم عائلتي».

توجد خدمة المسنين في كافة الكنائس، وتتفق جميعها على نفس الأمور التي يتعلمها الخدام. وتؤكد ماريان، أن كبار السن يتحولون إلى أطفال لا يحتاجون من الدنيا إلا القليل، مجرد ابتسامة وحضن يسعدهم وهذا ما نحرص على فهمه قبل الخدمة.

وتضيف: «في عيد الميلاد نحرص على الاستعداد من قبل الاحتفال بأيام، حيث نجهز هدايا تذكارية من تبرعات الخدام، ونذهب لهم مبكرًا ونقضي معهم وقتًا نحرص أن يكون مسليًا كأن نفطر معهم ونجهز لهم بعض الألعاب التي تتعلق بالترانيم ولا تحتاج مجهود ذهني وبدني فقط مشاركة بسيطة وقد تصعب على بعض كبار السن من المرضى ومع ذلك يسعد الجميع بتواجدنا. ونضحك معهم كثيرًا ونحاول أن نكرر الزيارات في أوقات متقاربة».

وفي دار المسنات الذى يقع فى منطقة شبرا، تتولى خادمات مسئولية خدمة الأمهات المسنات فى الدار.

ويقوم الخدام أيضًا فيها بتزيين الدار بالزينة والبلالين، وإعداد حفلة للأمهات بالدار تتضمن قدوم شخصية بابا نويل، أو "سانتا كلوز"، ليوزع عليهم الهدايا وتحضير إسكتش مسرحي بسيط عن قصة ميلاد المسيح، بالإضافة إلى عمل مسابقات وفقرة أمنيات، وعمل وجبات ليست من المعتادة أن تقدم لهم بالدار.

وجاءت بعض الأمنيات من المقيمات في دار المسنين بشبرا في العام الجديد: «الستر والصحة يا بنتى»، هكذا قالت ماما "حكمت"، تلك السيدة الأنيقة، التى ترتدى فستانها الأخضر الطويل، والذى يغلب عليه الطابع القديم، مع شريطة خضراء على رأسها.

أما كريمة قالت: «أنا عايزة 3 قفف فلوس علشان حاجات العيد»، وتلك الأم تعيش فى الدار بإبتسامات رنانة وكأنها لا تحمل حزن بعد بداخل قلبها، ولكن بالرغم من أنها عزباء وليس لديها أبناء، لكنها تحب الحياة وتواجه صعوبتها بابتسامة مشرقة.

وتؤكد ماريان، أن هناك عدة إرشادات على خادم كبار السن أن يعيها جيدًا منها: أن المسن شخص كون وجهة نظره في الحياة ولا يحتاج إلى مزيد من التعليم والإرهاق، فقط هو في حاجة إلى الترفيه والراحة فيما تبقى من عمره، فلا حاجة له لسماع أحاديث سياسية أو معقدة أو محل خلاف هو ينتظر من الحاضرين وقتًا سعيدًا.. كما يحتاج الكثيرون منهم أن يسمعهم أحد وتكون أغلب أحاديثهم عن ماضيهم وما يعرفونه من خبرات حياتية، ومن لهم أبناء يصبحون مصدر فخرهم في أي حديث، لذا يجب على الحاضرين معرفة هذه التفاصيل.

وتتابع: «هناك دورات تدريبية تعطى للراغبين في مواصلة التعلم عن المسنين من كيفية خدمتهم، وبعض الإسعافات الأولية وتنظيم مواعيد الأدوية وغيرها من الأمور التي يحتاجها المسن جميع هذه الأمور توفرها معظم خدمات المسنين في الكنائس».