رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «18»


نستكمل الرسالة التى وجهها د. منير شكرى لقائمقام البطريرك فى 12 أبريل 1971: هذا القديس هو غريغوريوس النازينسى الناطق بالإلهيات. عن ذلك رأى الإمبراطور حلاً لهذه المشكلة أن يدعو مجمعاً مسكونياً آخر عسى أن يستطيع إعطاء القديس غريغوريوس الحِل ليجلس على كرسى القسطنطينية، فانعقد المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية علم 381م وحضره 150 أسقفاً منهم جماعة من مصر تحت رئاسة البابا تيموثاؤس البابا 22. انعقد المجمع تحت رئاسة غريغوريوس، ورغماً عما قدمه أنصاره من حجج بأنه رُسم على كرسى «سازيما» رغماً عن إرادته وأنه لذلك لم يباشر عمله هناك، فلم يُقم قداساً، ولم يرسم كاهناً، وأنه لم يأتوا به من كرسيه ولكن من وحدته، بالرغم من كل ذلك وبالرغم من إرادة الإمبراطور وبالرغم من قداسته حكم المجمع بأن يتنحى عن كرسى القسطنطينية، واختار بدلاً منه علمانياً هو «نيكتاريوس» أحد أعضاء مجلس المدينة إذ شهد له وزكاه أسقف تسالونيكى الأرثوذكسى، بل وتبين لهم بعد الاختيار أنه لم يكن قد تعمد فعمدوه! كل هذا حدث حتى لا يجعلوا أى استثناء للقانون 15 الذى رأوا ضرورة المحافظة عليه لسلام واستقرار الكنيسة فى مستقبل الأيام، وقد حافظت على هذا المبدأ كنيستنا إلى يومنا هذا، إذ تنص الفقرة 4 فى الاتفاق الذى عُقد بين كنيستنا وكنيسة أثيوبيا عام 1959 والذى صادق عليه المجمع المقدس فى كيفية اختيار البطريرك الجاثليق «ويُختار وفقاً لقوانين وتقاليد كرسى القديس مرقس بالإسكندرية من بين الرهبان الإثيوبيين الذين لا تعلو رتبتهم عن درجة القمص وهو المبدأ المعمول به أيضاً فى سائر الكرازة المرقسية». وقد وقع عليه نيابة عن البابا كيرلس السادس من الإكليروس الأنبا باسيليوس مطران أورشليم والقمص مكارى السريانى.

لنضع نصب أعيننا صالح الكنيسة وتقاليدها التى تفخر بها وتباهى على سائر الكنائس ثم مسئوليتنا نحو الأجيال القادمة، هذه صرخة إن تذهب اليوم مع الريح تذهب غداً بالأوتاد. فليكن عهدكم كعهد سلفكم الطقسى العظيم الأنبا أثناسيوس القائمقام عام 1957م الذى أصّر على أن يكون الانتخاب وفق تقاليد وطقوس وقوانين الكنيسة، والله قادر أن يرشدكم لما فيه الخير ... ابنكم المخلص دكتور منير شكرى.

كانت الرسالة التى أرسلها د. منير شكرى تحمل الروح الأصيلة للكنيسة، وقد أيدها الآباء كهنة الإسكندرية ومجلسها الملى والشعب السكندرى المُلم بتاريخ الكنيسة. كما كان هناك تأييد من دير رهبان دير مارمينا بمريوط ورئيسه القمص مينا آفا مينا «الذى كان وكيلاً لبطريركية الإسكندرية فى ذلك الوقت» وأيضاً من دير القديس أنبا مقار بوادى النطرون الذى كان من بين رهبانه الأنبا أنداروس أسقف دمياط، وكان الدير تحت تدبير الأب الروحى القمص «متى المسكين». كنا فى ذلك الوقت مجموعة من الشباب الجامعى نشاهد ونترقب باهتمام ما يحدث داخل أروقة الكنيسة، وكنا نتساءل مع أنفسنا: لماذا يتكالب المطارنة والأساقفة على الكرسى الرسولى بينما هم لهم خدماتهم ووزناتهم التى أقيموا عليها من قِبل الروح القدس كما ورد فى نصوص الصلوات الكنسية. وقبل أن ينقضى أسبوعان من رسالة د. منير شكرى هذه لقائمقام مقام البطريرك، حدث الآتى!! نستكمل فى الحلقة المقبلة.