رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لطفاً بهن


لطالما لعبت المرأة المصرية دوراً مؤثراً فى مجتمعها فى جميع مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى الدينية والتربوية والنفسية فهى يقع على عاتقها مسئولية بناء الوطن وإعداد الأجيال ولا يمكن أن ننسى دورها منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى ثورة 30 يونيه فهى من حركت اسرتها سواء كان زوجاً أو ابناً أو ابنة أو أخاً للنزول إلى الميادين وإحباط مخطط الإخوان وكلها إرادة وتحدٍ لم تخاف ولم تخش الرصاص بل كانت كلها عزيمة وأمل فى التغيير.

مواقفها المشرفة المتعددة جعلتها فى بؤرة اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى ليثمن دورها فى كل كلماته وخطاباته ومناسباته بلا استثناء مؤكداً على عظمتها وتقديره وإجلاله لمكانتهن حتى إنه حاول كثيراً بكلماته إرضاء سيدات مصر ومواساتهن لما تعرضن له من إساءات أو صعاب أو فقدانهن أحد أبنائهن أو أزواجهن خلال مواجهة الدولة لخطر الإرهاب.

بكلمات الشكر العرفان التى كان يطلقها الرئيس السيسى من آن لآخر لسيدات مصر حملهن مسئوليات جساماً لم تعد تقتصر على مواجهتهن خطر الإرهاب ولا اهتمامهن بتربية النشء وتعليمه أصول دينه بل ألقى على كاهلهن مسئولية أكبر فهو يطالبهن بالوقوف بجانب مصر وترشيد إستهلاكهن ومزيدا من تحمل المسئولية وبعض من التضحية والجهد والعرق والحرمان!! سيادة الرئيس.... رفقاً بسيدات مصر ... الأمر لم يعد بأيديهن بل تعداهن بكثير فلم يعد ترشيد الاستهلاك باختيارهن بل هن مجبرين عليه لارتفاع أسعار السلع والغذاء بشكل جنونى وضيق اليد... ولم يعد الحرمان أيضاً باختيارهن، فبيوتهن حالياً لم يعد بها سوى الضرورى بل وقد يحرمن أنفسهن من الملبس أو الدواء حتى يوفرن لأبنائهن وجبة غذاء واحدة فى اليوم .. أما عن الجهد والعرق فهو فرض عليهن فالحياة أصبحت أصعب كثيراً وأكثر مشقة عليهن.. فما بين العمل خارج البيت وداخل البيت الكثير من الصعوبات والمعوقات التى تواجههن يومياً وتتحملها وهى مجبرة لا تستطيع حتى الاعتراض.. أما الرفاهية... فقد أصبحت مصطلحاً ليس له وجود سوى داخل طبقات الأثرياء.

المرأة المصرية وقفت كثيراً بجانب وطنها .. وقفت حتى تورمت قدماها وتقيحت جروحها .. ولم تجد الدواء ...تلك المرأة التى شاركت فى ثورة 30 يونيه وتحملت الكثير من الصعاب وفقدت الكثير من الأهل والأحباب من أجل أن ينال هذا الوطن حريته وينعم باستقراره... تلك المرأة التى تمحورت معاناتها فى كيفية الادخار والتوفير والاستقطاع من قوت يومها من أجل تسديد عدد من الفواتير لخدمات من المفترض أنها مدعومة من الدولة التى تراعى الفقير وتمنحه الحياة بكرامة.. تلك المرأة هى الصامدة على الألم والباكية فى صمت والصابرة على المرض بلا علاج الذى أصبحت أسعاره خارج نطاق قدرتها المادية ... لطفاً بهن فهن أضعف من أن يتحملن كل هذا العبء بمفردهن.