رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لقاء التطبيع".. "الشهابي" بطلًا وخائنًا في مواجهة لاعب "الاحتلال".. فراج: عليه الانسحاب.. وفهمي: المباراة رسمية ومصر معترفة بإسرائيل

جريدة الدستور

منذ أوقعت قرعة أولمبياد ريو دي جانيرو، اللاعب المصري إسلام الشهابي، في مواجهة نظيره الإسرائيلي، أور ساسون، في دورة الألعاب الأوليمبية في البرازيل، أُثيرت عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي، من منطلق رفض التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى الفريق المؤيد للمواجهة، أنه من الأفضل أن يتكرر سيناريو بطل الجودو المصري رمضان درويش، الذي هزم منافسه الإسرائيلي "إريك زائيفي" في دور الثمانية ببطولة العالم بألمانيا 2012، وبعد الانتصار عليه رفض مصافحته، واستطاع حصد البرونزية في هذه البطولة.
كما يرى أن فكرة انسحاب إسلام الشهابي، من أمام اللاعب الإسرائيلي "فكر رجعي" مطالبين الشهابي، بالصمود والانتصار والوصول للذهبية، حتى يظل العلم المصري فوق الجميع، وإسرائيل على الأخص.
في حين يرى الفريق المعارض، أن مواجهة مصر أمام إسرائيل في محفل دولي هو اعتراف ضمني بدولة الاحتلال معتبرين أن المسألة ليست مسألة انسحاب أو فوز على عدو وإنما اعتراف بكيان قائم بشكل غيري شرعي على حقوق مغتصبة، بل وصل الأمر حتى أن اعتبر البعض مواجهة ساسون، خيانة للنفس والدين والوطن والعرض والعروبة، كما أن تلك المواجهة تعتبر استهانة بدم الشهداء الذي راحوا ضحية المذابح الصهيونية على الأراضي الفلسطينية في دير ياسين والطنطورة و قلقيلية وخان يونس والجليل والأقصى وجنين وحيفا ويافا والضفة وغيرهم.
كما اقتضى البعض بالطفل التونسي محمد حميدة، الذي لم يتجاوز العاشرة من عمرة ورفض أن يمثل بلاده في بطولة العالم للشطرنج، التي جرت في فبراير الماضي، في مدينة أباشي في رومانيا، وقرر الانسحاب من البطولة تفاديا لملاقاة لاعب إسرائيلي.
واعتبر البعض أن الأمر "أخذ أكثر من حجمه"، فلما لا تواجه مصر إسرائيل، خاصة وأن قطر قبلت في إبريل الماضي استضافة منتخب إسرائيل على أرضها ورفع العلم الإسرائيلي لأول مرة على أراضى عربية، في مسابقة كرة الطائرة الشاطئية، في حين أن مصر في مبارة دولية ولم تواجه إسرائيل في حد ذاتها.
وفي هذا الصدد قال محمد فراج أبو النور الخبير في الشئون الدولية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه ضد مواجهة اللاعب الإسرائيلي، فكيف أن يواجه الشهابي، دولة عدوانية، وعنصرية، تمارس جميع الانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى انتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية.
ودحض أبو فراج، المقولات التي تطالب بفصل السياسة عن الرياضة، لافتًا إلى أنه ليس صحيحًا أن الرياضة لا تختلط بالسياسة على المستوى العالمي، والدليل على ذلك أنه حينما كانت جنوب إفريقيا يحكمها نظام عنصري، منعت من المشاركة منعت من المشاركة في المسابقات الرياضية كافة.
وأضاف أن، مقاطعة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1980 "أولمبياد موسكو" كان جزءاً من حملة الإجراءات التي بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية، للاحتجاج على الحرب السوفيتية في أفغانستان.
وطالب بعدم مقاطعة اللاعب المصري فى مواجهة اللاعب الإسرائيلي ، بصمت بل لابد من اتخاذ بعض الإجراءات، من قبل وسائل الإعلام العربية لكي توضح سبب المقاطعة، وأن تصدر الدول العربية كافة بيانا مشتركا تكشف فيه أن دولة الاحتلال تدخل الألعاب الدولية وتحرم الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه في الاشتراك في المباريات الدولية.
كما طالب وزارات الخارجية العربية، وجامعة الدول العربية لمقاطعة الدخول في مباريات دولية مع العدو الصهيوني، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، أن اللاعب المصري لابد أن يواجه الإسرائيلي، فهو لا يمثل نفسه وإنما يمثل مصر التى اعترفت بدولة إسرائيل بشكل رسمي، مضيفًا أنه على الشهابي أن يبذل قصارى جهده للفوز، فقد قبل من البداية اللعب بشروط المبارة وكان على أتم الاستعداد لمواجهة أي تحدى.
وتابع أن الوضع مع محمد حميده مختلف، وذلك لأن تونس لم تعترف بإسرائيل، بخلاف مصر، لافتًا إلى أن العاب ريو دي جانيرو لا تمولها إسرائيل وهي ليست على أراضي إسرائيلية، فهي مبارة دولية ويشارك فيها الجميع "فلما ينسحب اللاعب المصري؟".