رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اسرائيل تجدد الترحيب بمبادرة السيسي للسلام.. نتنياهو:" أفضل دعوة الرئيس المصري على المبادرة الفرنسية".. اللاوندي:"تل أبيب تحاول الهروب من الضغط الدولي".. وهريدي:"محاولة لإحياء المفاوضات"

جريدة الدستور

مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، أطلقها في دعوة وجهها للعالم من قلب الصعيد المصري مايو الماضي، طالب فيها الاحتلال الاسرائيلي والفلسطينيين بقبول بمبادرة السلام لحل الدولتين من خلال إعادة المحادثات المباشرة للسلام ، وإنهاء الأزمة الفلسطينية.

وقال الرئيس في مبادرته للسلام،:" هناك فرصة حقيقية لإقامة سلام حقيقي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ونحن مستعدون للعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والاسرائيليين في هذا الصدد، وتابع ، التقيت منذ أيام الرئيس الفلسطيني وكان كل ما يشغلنا القضية الفلسطينية واحياء عملية السلام لكي يكون هناك أمل ومحاربة للاحباط الذي يعيشه الفلسطينيون ، وأتحدث عن تجارب ٦٧ و٧٣ وأقول إن نصف المصريين ونصف العالم الحالي لا يعرف احساس هذه الفترة وحجم الكراهية والغضب قبل ما حققته مصر من قفزة هائلة لانهاء الحروب والاقتتال".

تهديد ضمني بحرب 73
وأضاف السيسي، في دعوته للسلام،:" أنا كثيرًا ما التقي رؤساء الدول والوفود وحتي الجاليات اليهودية في العالم، ودائما أقول لهم خدوا بالكم الخطوة التي تمت من ٤٤ عاما هي التي مهدت للسلام الحقيقي المستقر بين مصر وإسرائيل بعد معاهدة السلام ولكن الواقع ومرور الزمن أكد أنه يمكن أن يتحقق بشكل جيد، والبعض قد يقول إن هذا السلام غير دافئ ولكنه سيكون أكثر دفئا اذا ما حققنا امل الفلسطينيين في اقامة دولة، ولكي يعيش الشعبين في أمن واستقرار واذا تحقق ذلك نكون عبرنا مرحلة صعبة جدا وسنعطي امل حقيقي ونقضي علي احباط حقيقي".

اسرائيل توافق
ولاقت الدعوة المصرية قبولًا لدى كافة الأطراف الفلسطينية والاسرائيلية، حيث أكد المتحدث باسم حكومة الاحتلال، أوفير جندلمان، ترحيب الجانب الإسرائيلي بالمبادرة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإعادة مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني، قائلًا:" إسرائيل ترحب بمبادرة الرئيس المصري لدفع السلام بينها وبين الفلسطينيين هذا هو المسار الصحيح الذي قد يشجع الفلسطينيين على العودة إلى التفاوض".

وأكد رئيس وزراء الكيان الصهيوني، استعداده لاستثمار أي مجهودات لدفع مستقبل عملية السلام والأمن بين تل آبيب ورام الله، وباقي دول المنطقة، قائلًا:" إسرائيل مستعدة للتعاون مع مصر والدول العربية الأخرى لتقدم المسيرة السياسية والاستقرار فى المنطقة، وأقدر الرئيس السيسي وجهوده المستمرة نحو عملية السلام".

وأعلن زعيم المعارضة في إسرائيل، ورئيس حزب المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، ترحيبه بدعوة الرئيس السيسي للسلام، مشيرًا إلى أهميتها في حل الخلافات وإقرار السلام الدائم في المنطقة.

المخابرات والفصائل
وفور إعلان الرئيس السيسي دعوته للسلام، وجهت المخابرات العامة المصرية الدعوة إلى حركتي "فتح" و"حماس" لزيارة القاهرة، لاستئناف جهود المصالحة، والدخول في مباحثات مع الجانب الإسرائيلي في إطار مبادرة الرئيس للسلام.

وأعرب الرئيس محمود عباس، عن ترحيبه بجهود ومواقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وقال عباس ردًا على مبادرة الرئيس السيسي،:"نشيد بدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، وتضحياتها التاريخية للحفاظ على حقوق شعبنا الفلسطيني. ونؤكد أهمية دور مصر المحوري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الارض والشعب والقرار الفلسطيني".

ترحيب إم مراوغة
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من جديد ترحيبه بمبادرة الرئيس السيسي للسلام مع الفلسطينيين، قائلًا:" لا جدوى من إشراك دول بعيدة عن المنطقة في عملية السلام، ويجب إشراك دول المنطقة وأفضل مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على المبادرة الفرنسية فيما يتعلق بعملية السلام وهناك رغبة للسيسي في دفع عملية السلام، وبالنسبة لنا، فإن هذا شيء إيجابي ".

وحول المبادرة الفرنسية للسلام قال نتنياهو،:" أرغب في عملية تقوم فيها دول المنطقة بدفع عملية التطبيع مع إسرائيل ، والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لا أعتقد أن هناك جدوى من إشراك دول بعيدة عن المنطقة في العملية، يجب إشراك دول المنطقة، التي تبدي اهتمامًا بذلك".

وكانت فرنسا قد طرحت مبادرة لتحريك عملية السلام المتجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام يساعد في دفع العملية السياسية، وإقامة دولة فلسطينية، تهدف إلى حماية التراث الثقافي الفلسطيني والطابع المميز للقدس الشرقية، حيث تنص المبادرة على إقامة مؤتمر دولي يشمل 20 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وتستثنى إسرائيل وفلسطين من الحضور، لدفع عملية السلام بين البلدين والتوصل إلى حل للدولتين طبقًا لاتفاق أوسلو الموقع بين الطرفين.

تحليل خبراء
الدكتور سعبيد اللاوندي، الخبير في الشأن الدولي، أكد في تصريح خاص لـ"الدستور"،:" أن اسرائيل رفضت المبادرة الفرنسية لكونها تستخدم غطاء المجتمع الدولي في واجهة التفاوض وهو ما يمثل كارثة عليها، وضغطًا كبيرًا وإحراجًا لها للقبول بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، فيما تعلن قبول المبادرة المصرية للسلام للتهرب من المجتمع الدولي وعلمها أنها تستطيع التسويف من خلال المبادرة المصرية لتحقيق السلام".

وأضاف اللاوندي،:" ليست هناك رغبة حقيقية لدى اسرائيل لتحقيق السلام حيث إنهم لم يفعلوا أي خطوة منذ سنوات طويلة ويتحمسوا لمبادرة الرئيس السيسي لأنهم يرغبون في الحوار لتطويعه حسبما يتراءى لها ولصالحهم وهو ما يؤكد أن اسرائيل ترغب في مبادرة الرئيس السيسي كشكل فقط لإعادة المفاوضات مع الفلسطينيين حيث إنها متضررة من توقف المفاوضات، ولكنها لا تريد مضمون المبادرة بحل الدولتين وتحقيق السلام الدائم في المنطقة".

وحول مدى نجاح مبادرة الرئيس السيسي لحل الدولتين وتحقيق السلام، قال الخبير في الشأن الدولي،:" الدعوة من قبل دولة واحدة ستفشل لأن اسرائيل ستماطل ولن تعترف بحل الدولتين والرجوع لحدود ما قبل 1967 إذا أنها ترى أن هذه الأراضي المحتلة ملكًا لها، وإذا دخلت الدول الكبرى سيكون هناك ضغط كبير على الجانب الاسرائلي لحل الدولتين وتحقيق السلام".

ورأي السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو يحاول أن يبدوا وكأنه يسعى للسلام ويرحب بمبادرة الرئيس السيسي وهو هدفه إحياء مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني وخلق تناقض بين الجهود المصرية والفرنسية لاستئناف المفاوضات وحل الدولتين".

وأضاف هريدي، في تصريح خاص لـ"الدستور"،:" الأفكار المصرية طرحت في إطار التأييد للمبادرة الفرنسية، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي في إطار الجهود الاقليمية والدولية حيث إن هناك إجماع دولى وموقف العربي متطابق لاستئناف المفاوضات وإذا لم يتحقق ذلك فالمبادرة تكون فاشلة ".

السفير رخا أحمد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أكد في تصريحه لـ" الدستور"، أن تصريحات اسرائيل متناقضة من خلال الترحبب بدعوة الرئيس السيسي ورفض المبادرة العربية والمطالبة بتعديلها إلى جانب رفض المبادرة الفرنسية، وهو ما يظهر سعيها للوصول للمفاوضات الثنائية مع الفلسطينيين والتي لا تنتهي إلى شئ منذ 22 عامًا".

وأضاف رخا،:" اسرائيل لا تريد الاعتراف باتفاق أوسلو وتعتبر أراضي الضفة الغربية متنازع عليها ولهم حق عليها مثل الفلسطينيين وتراوغ لتكسب الوقت في حين أن الأمم المتحدة اعترفت بفلسطين كدولة وهو ما يعنى أنها أراضي محتلة ولا تريد الدخول في مفاوضات دولية لعدم تحديد جدول زمنى لحل الدولتين".

وأكد الدكتور ياسر طنطاوي، الخبير في الشئون الإسرائيلية والفلسطينية، أن السبب وراء ترحيب إسرائيل الواسع من مبادرة السيسي، هو إيهام العالم سعيها للسلام، قائلًا:" إسرائيل تكن في داخلها عكس ما تظهره تجاه القضية الفلسطينية وتحاول الزعم بترحيبها بالسلام للتغطية علي ما تقوم به من تدمير للمسجد الأقصي وتهويد القدس".

وأضاف طنطاوي،:" الكيان الصهيوني يسعى إلى تقويض القضية الفلسطينية ، ومفاوضات إسرائيل بخصوص القضية الفلسطينية دائمًا ما تصل إلي طريق مغلق، والتحرك الصهيوني تجاه مبادرة الرئيس السيسي في ظاهره ترحيب، وفي باطنه محاولة لإلهاء الرأي العام والتسويف".