رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. الفانوس "الصاج" يهزم "الصيني" بالضربة القاضية.. السعودية والكويت أبرز المستوردين.. ووقف الاستيراد قرار "زي عدمه"

صوره
صوره

يعتبر الفانوس "الصاج"، أحد وأهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان الكريم، حيث يعد أحد العادات الشعبية الأصيلة لدى المصريين، منذ الدولة الفاطمية ،أرتبط استخدم الفانوس قديماً في الإضاءة ليلاً لاجل الذهاب إلى المساجد.

أول من عرف "الفانوس" هم المصريون ، وذلك بعد قدوم "المعز لدين الله الفاطمي" لمدينة القاهرة قادماً من المغرب العربي ، وكان ذلك في الخامس من رمضان عام 358 هجرية، حيث خرج المصريون لاستقباله، وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق له.

وعن ارتباط "الفانوس" بشهر رمضان الكريم، كان الخليفة الفاطمي يخرج إلى الشوارع ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق حاملين الفوانيس، بالإضافة إلى غناء الأطفال معا أثناء التجوال مع الخليفة، تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر "الصوم".

وتطور الفانوس "الصاج" عبر الأزمنة، حتى ظهر الفانوس الكهربائي والذي يعتمد في إضاءته على اللمبة والبطاريات الجافة، بديلاً للشمعة، ولم يقف التطور إلى هذا الحد حتى غزت الصين دول العالم الإسلامي بـ"الفانوس الصيني" والذي يعتبر احد الأسباب لإخفاء تراث الفانوس التقليدي، وأصبح نادراً أن ترى طفلا حاملاً للفانوس "الصاج" .

وعن مهنة صناعة الفانوس "الصاج"، تحدث "عم محمد" من ورشته بالسيدة زينب، والتي لم تتعدى المتريين ، والتي تتناثر أجزاء وقطع الصاج في كل أركانها، سقف خشبي بسيط يتدلى منه أشكال للفانوس الصاج، ويتوسط الحجرة مقود للنار أو كما يطلق عليه المصريين "وبور الجاز" ليساعده في إتمام عمله لإخراج "روح" شهر رمضان الكريم وهو "الفانوس الصاج".

قال عم محمد، أنه تعلم مهنة صناعة الفانوس المصري، من أجداده وأخوه الذي ظل بهذه المهنة أكثر من خمسين عاماً، مؤكدا أن أغلب صناع الفانوس الصاج خرجوا من حي السيدة زينب.

وعن تأثير الفانوس "الصيني" أكد أنه لم يؤثر عليهم بعد قرار وقف الاستيراد له، مضيفاً أن بعض التجار يدخلونه على أساس انه لعبة للأطفال، قائلاً " الصيني موقفش..ومش مآثر علينا"، مؤكداً أن الإقبال علي شراء الفانوس " الصاج " زاد عن السنوات الماضية بعد تحجيم استيراد الصيني.

وهو يتكئ على الجدار مفترشاً الأرض، وأمامه "الباجور" الذي يستخدمه للحام أجزاء الفانوس ببعضه، قال أن شهر الصيام يرتبط ارتباطا وثيقاً بـ"الفانوس الصاج" قائلاً "لو الفانوس الصاج انقرض..يبقي رمضان ميجيش تاني"، في أشارة منه على مدي ارتباط الفانوس بالشهر الكريم.

ويعمل عم محمد طوال العام، و يبدأ بصناعة الفوانيس بعد عيد الاضحي "العيد الكبير" مباشرة، بحسب ما ذكره" للدستور " حيث يتم تخزينه وتصديره إلى الدول العربية، مؤكداً أن اكثر الدول التي تتهافت على الفانوس المصري الأصيل، السعودية، والكويت، والإمارات، ويعتبر شهرى رجب وشعبان أكثر الشهور اقبالاً لشراء الفانوس.

"علمتها لولادى وهما في مدارس...عشان متنقرضش" هكذا سعى عم محمد لكي لا تنقرض هذه المهنة التي تعتبر مصدر رزقه الوحيد له ولأسرته، حيث تتكون أسرته من 3 أطفال بمراحل تعليمية مختلفة ، مضيفاً أنه يريد أن يعمل ابنه بها، ولكن دون الإعتماد عليها كدخل رئيسي له قائلاً "عايز ابني يشتغل فيها..مفيش وظائف والشهادات مالهاش لازمة".

وتعاني هذه المهنة من قلة "الصناع"، مما يجعلها عرضة للاختفاء في أي وقت، "لو معلمنهاش لأولادنا ..ممكن تختفي"، حيث طالب "عم محمد " بإنشاء مدراس لتعليم المهن التي تواجه خطر الانقراض.

ونوه أن أسعار الفانوس "الصاج" مناسبة للحالة الاقتصادية للمواطن المصري، حيث يتراوح سعر الصغير عشرة جنيهات، والوسط 15، مؤكدا علي ان الأسعار تتفاوت حسب حجم الفانوس، ومشيراً إلى أن أسعار الخامات من صاج وزجاج ارتفعت بشكل كبير، مما أدي إلى ارتفاع الأسعار إلى هذا الحد.

ويمر صناعة الفانوس الصاج بعدة مراحل على حد قوله، قائلاً "انا بمسك الفانوس وهو حتة صاج لحد ..ما يتنور بالشمعة"، حيث تعتبر "التقطيع" اولى المراحل وفيها يتم تقطيع وتشكيل الصاج حسب الحجم المطلوب.

والمرحلة الثانية هي "اللحام"، وفيها يتم لحام الأجزاء التي تم تقطيعها بواسطة بودرة "الازير" والتي وضعت أمامه على "الباجور" الذي يستعين به لـ" تسيح " الصاج، والمرحلة الثالثة هي تركيب "الزجاج" بجوانب الفانوس.

فيما تأتي أخر مرحلة من مراحل الإنتاج وهى "الرش"، وفيها يتم رش الزجاج بالألوان الزاهية والمعبرة عن تراث وثقافة المجتمع المصري ، موضحاً أن مشكلة الفانوس "الصاج" انه لا يتم إداخل موسيقى رمضان عليه .