رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطلوب ميثاق شرف إعلامى «١»


الإعلام الآن فى مصر قد أصبح مهنة من لا مهنة له، كل من هب ودب تحول إلى إعلامى، كل من يريد أن يظهر على الشاشة دون معايير ودون تدريب يظهر، وأحيانا كل صاحب قناة يتصرف فى قدر مصر كما يشاء وكل قناة يمكنها أن تظهر علينا حتى لو كانت ضمن خطتها تدمير الدولة المصرية وهدم المجتمع المصرى.

أصبحت الألقاب سداح مداح، منذ يناير ٢٠١١، لأن القنوات تستبيح كل شىء وتفسر الأحداث كيفما شاءت، وتنشر الشائعات كما يحلو لها، أما الألقاب فأصبحت توزع هنا وهناك، بلا رابط وبلا حدود، فهذا إعلامى كبير رغم أنه مبتدئ وهذه إعلامية شهيرة تذكر لنا أن برنامجها هو الأكثر مشاهدة، وهذه فنانة تتحول إلى إعلامية وهذا برنامج يستبيح سمعة البنات والسيدات.. وهذه حلقة تروج للجان والشياطين.

وفى ظل كل هذه الفوضى، التى أصبحت تحاصر المشاهد وتقتحم بيته سادت محاولات واضحة وممنهجة لهدم القيم المصرية وتشتيت المجتمع المصرى، سواء من خلال برامج التوك شو، أو من خلال برامج المنوعات أو سواء من خلال الدراما.

إن الإعلام المصرى فى الحقيقة يعيش أسوأ فتراته، فتليفزيون الدولة وأقصد به التليفزيون المصرى التابع للدولة فى حاجة إلى تطوير وإصلاح وجعله أكثر إقبالا من الجمهور.. صحيح هناك بعض التطور، لكن من غير المعقول عدم الاستعانة بخبرات متميزة سواء فى الإعداد أو فى التقديم، فكل موظف بحكم وجوده يظهر على الشاشة حتى ولو لم يكن صالحا كمذيع وكل من تريد من الموظفات تتحول إلى مذيعة حتى لو لم تكن صالحة، لابد من إصلاح أحوال ماسبيرو من كل ناحية لاجتذاب الجماهير التى ملت من سيئات وخطايا الفضائيات الخاصة ليكون هو واجهة مصر، ولابد من تقوية بعض قنواته، حتى يتحول إليها الجمهور، وحتى يجد فيها الجمهور المعلومات الصحيحة والخبر الصحيح والدراما الهادفة والممتعة والبرامج الممتعة والجادة، وكل ما يفتقده الجمهور فى تليفزيون الدولة، إن تقوية ودعم تليفزيون الدولة هو هدف ورسالة، لابد أن تواكب قيام دولة مصر الجديدة بعد ثورة عظيمة فى يونيو ٢٠١٣.

إن برامج «التوك شو» التى تسىء للدولة أو تلك التى تروج الشائعات لابد من أن يواكبها إصدار ميثاق شرف إعلامى، فهو ضرورة ملحة ولقد طالبنا به ولكن تأخر ظهوره، وفى اعتقادى أنه لابد من وجود آلية أو ميثاق يوقف أو يغرم من يسيئون عن عمد للوطن، الذى يتعرض لأكبر حملة لإضعافه وهدم قيمه من خلال الإعلام.

آن الآوان لاتخاذ إجراءات لوقف القنوات المسيئة والبرامج المسيئة، وآن الآوان للانتفاضة لكرامة الوطن واحترام قيمه والرقى بأخلاقه.

ورغم أننى مع حرية التعبير وحرية الإعلام فإننى أيضا وبنفس القدر أدعو أجهزة الدولة لاتخاذ إجراءات صارمة صونًا لسمعة كل مواطنة ومواطن لابد من إجراءات تحمى أركان الدولة والحفاظ على هوية مصر وشخصيتها الضاربة فى عمق التاريخ، هذا أيضا إذا ما أخذنا فى الاعتبار نسبة الأمية المرتفعة واستغلال أمية الغلابة باللعب على عقولهم، وإثارة غضبهم على بلدهم، لابد أن يكون شعار المرحلة الحرص على بناء الدولة فان الشعب قد قال لا لعودة إلى الوراء، ولا للعودة إلى الظلام.. قال الشعب كلمته فى يونيو ٢٠١٣، لكن المؤامرات لا تزال مستمره لتفتيت المجتمع وهز جذوره وثوابته من خلال الإعلام.. وأنا هنا أقول لكل مسئول: أوقفوا وحاسبوا كل من يهاجمون جيش مصر وبنات مصر وسيدات مصر.. وانتبهوا لكل من يريدون هدم المبادئ والقيم النبيلة التى ميزت المجتمع المصرى.. وللحديث بقية.