رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعلم المؤسسى وتطوير مؤسسات الدولة


يجمع الباحثيين والمفكريون على مستوى العالم على أن التعلم يلعب دوراً أساسياً فى بناء القدرات الفردية والمؤسسية، وأنه يشكل الميزة النسبية المستدامة الأولى والأهم لأى مؤسسة، وتشير الدراسات إلى أنه يسهم فى زيادة الإنتاجية وتطوير الأداء وتحقيق التميز والإبداع المؤسسى، وأنه يمكن حل 80 % من المشكلات الإدارية والسياسية باستخدام التعلم المؤسسى .

و قد ظهر مفهوم التعلم المؤسسى فى الثمانينيات من القرن الماضى، أشير إلى التعلم المؤسسى حينها كتغيرات فى الحالة المعرفية، استعارة مستمدة من التعلم الفردى وتطبيقها على المؤسسة بأكملها، دمج التعلم الفردى مع التعلم المؤسسى وسيلة منهجية لبناء المعرفة المؤسسية، وتوصف المؤسسة المتعلمة بأن لديها المهارة والقدرة على إنشاء واكتساب وتبادل وتطبيق المعرفة التى تساعدها فى : التعرف وتحديد التحديات أو التغيرات الداخلية والخارجية، وتتبنى تشجيع التغيير والابتكار على جميع المستويات، لإيجاد ردود أفعال بناءة تمكنها من التغيير والاستفادة من معارفها، وينعكس ذلك إيجابياً على الأداء العام الأمثل والميزة التنافسية .

و مراحل التعلم المؤسسى ثلاث :

-معرفى فكرى بمعنى : البحث عن أفكار جديدة، التفكير بشكل مختلف، التوسع فى المعرفة .

-سلوكى بمعنى : تغيير فى المفاهيم الفردية ينعكس على سلوكيات الموظفين .

-تحسين الأداء بمعنى : تحسينات قابلة للقياس كنتائج .

سلم التعلم المؤسسى :

-التعلم الفردى : وهو اللبنة الرئيسية للتعلم المؤسسى .

-التعلم الجماعى : هو المركب الرئيسى الذى سيكون محركاً للتعليم المؤسسى وهو الجسر بين التعلم الفردى والتعلم المؤسسى، ويجب على المخطط أن يدرك تلك الآلية وينتبه لضرورة التكامل والترابط بين الفرق المختلفة .

-التعلم المؤسسى : هو المستوى الأخير للتعلم عندما تتكامل المستويات السابقة فى اتجاه واضح وتطور منظم وهو عكس التطور الفوضوى والذى قد يكون معكوس الأثر .

سمات المؤسسة المتعلمة :

-التعلم من التجارب .

-رؤية مستقبلية وتركيز على البيئة الخارجية .

-تقدير وتثمين دور الأفراد .

-بيئة عمل تتسم بالانفتاح والثقة .

- تبادل وانتقال حر للمعلومات .

-الالتزام بالتعلم والتطوير الذاتى .

أبرز معوقات التعلم المؤسسى :

-الانشغال بالأمور التشغيلية، وعدم تخصيص وقت كاف للتفكير الاستراتيجى .

-البيروقراطية والتركيز على الأنظمة والإجراءات والتوثيق .

-التردد فى الاستثمار فى التدريب .

-أجندات شخصية خفية .

-مدفوعة من أعلى إلى أسفل السلم الإشرافى، مما يؤدى إلى عدم وجود تمكين حقيقى.