رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روح أكتوبر التى نفتقدها «٢»


أستكمل مقالى الذى بدأته الاثنين الماضى لأننا فى حاجة الآن إلى أن نستعيد روح انتصار أكتوبر، تلك الروح التى تمتزج فيها الشجاعة والكرامة والانتماء للوطن.

لقد اعترف كل قادة اسرائيل حينذاك بالهزيمة الساحقة لهم، وبجدارة رجال الجيش المصرى، جاء فى مذكرات موشيه ديان - وزير الدفاع الإسرائيلى حينذاك - فقال: «اليوم الأول من الحرب كان قاسياً جداً فخسائرنا فى الرجال لم تكن طفيفة، وقد فقدنا أراضى ومواقع بالغة الأهمية».

وقال أيضاً: «حقق المصريون انتصارات ملموسة وألحقوا بنا ضربة قاسية، فاجتازوا القناة ورموا الجسور ونقلوا إلى ضفتها الأخرى الدبابات والمشاة والأسلحة المضادة للدروع فلم ننجح فى منعهم».

إننا حتى اليوم نتذكر بكل الاعتزاز والتقدير صاحب القرار الشجاع الرئيس أنور السادات والذى على إثره اتخذ قرار السلام حقناً للدماء، فعادت سيناء إلى حضن الوطن، ويظل اسم السادات محفوراً فى تاريخ مصر بطلاً للحرب والسلام.

إن حرب أكتوبر لم تأخذ حقها حتى الآن لتعرفها الأجيال الجديدة، والأفلام التى قدمت حولها لا تتعدى خمسة أفلام، ولم يقدم فيلم كبير حتى الآن، إن أفلام الحرب العالمية الثانية مازالت تقدم حتى اليوم، وتقدمها هوليوود وتفتخر بالتضحيات والبطولات التى تمت، ولا تزال حتى الآن الأفلام التى تنتجها أوروبا وأمريكا تقدم بشاعة ما ارتكبه النازيون حتى يظل فى الذاكرة الجماعية للعالم وليس لأوروبا وأمريكا فقط، أن إنتاج أفلام راقية ودراما متميزة هو ضرورة مطلوبة، ويمكن أن تسهم أو تقوم بإنتاجها الدولة حتى يظل انتصار أكتوبر فى الذاكرة المصرية والعالمية.

بالسينما يمكن توثيق هذا الحدث العظيم من خلال أفلام ضخمة الإنتاج، متميزة الصنع يشارك فى تمثيلها أبطال محبوبون لهم جماهيرية وشعبية.

إن هذا الشعور الكاسح بانتصار مصر فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣ هو شعور يجتاحنى ويجعلنى أدعو لكل جندى ولكل قائد بالسلامة، وأتمنى أن تنتقل هذه المشاعر بالفخر للشباب الذين لم يعاصروا انتصار أكتوبر، كما استعدت أنا هذه المشاعر الفياضة بانتصار أكتوبر مرة أخرى خلال مشهد الاحتفال بأكتوبر بوجود السيسى يلقى كلمة مهمة فى هذا اليوم التاريخى الاثنين الماضى، إنها مشاعر عشنا معها وتبث فينا الأمل فى غد أفضل للوطن، وتجعلنا أكثر صلابة فى مواجهة التحديات والأخطار التى تحيط بنا، لأن لدينا قوات مسلحة هم خير أجناد الأرض وهم لديهم الإصرار والشجاعة على الدفاع عنا، فلا أقل من أن نساند خطاهم ونقف معاً فى بوتقة واحدة لينتصر الوطن كما انتصر فى أكتوبر منذ اثنين وأربعين عاماً.

نحن فى حاجة لروح أكتوبر لاستكمال البناء والانتصار على الإرهاب، ولأن المعركة لا تزال طويلة ومستمرة، وتحيا مصر منتصرة على كل متآمر وعلى كل معتدٍ وعلى كل إرهابى.