رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تلغرافات عاجلة إلى الحكومة الجديدة


  تتولى الآن حكومة جديدة مسئوليتها المهمة فى فترة خطيرة يمر بها الوطن، لكنها تحمل على عاتقها خدمة المواطن كما تصاحبها أمنيات وأحلام وطموحات شعب عريق ينتظر ويترقب تحقيقها، لهذا أبعث بتلغرافات قصيرة تلخص مشاكل أساسية فى شتى مجالات الحياة اليومية للمواطن المصرى، أضعها أمام الحكومة الجديدة التى حلفت اليمين أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح أمس الأول. أولا: ولابد أن أقول بداية فى أول تلغراف إننى أتوجه إلى الوزيرات الثلاث بمطلب أساسى هو مضاعفة الجهد والنجاح الذى لا بديل عنه أمامهن لأن الشعب ينظر إليهن بترقب وأنا شخصياً متفائلة لاختيارهن وأتمنى التوفيق لكل فى مجالها، وأتوقعه للوزيرات الثلاث فى وزارة شريف إسماعيل وهو اختيار موفق وممتاز، وإن كنت أتمنى أن يكون لدينا عدد أكبر من الوزيرات بعد ثورة ٣٠ يونيه، إلا أنهن ٣ سيدات محترمات وناجحات ولديهن كفاءة فى أعمالهن السابقة ولكن أيضاً نجاحهن سيكون له مردود لغيرهن لأنه سيدعم مكانة المرأة فى الحكومة فى اى تشكيل قادم، وأطالب بأن يتم اختيار عدد أكبر من السيدات فى التشكيل الوزارى المقبل بعد تشكيل البرلمان الذى سيحل بعد فترة قصيرة وأن يتضمن عشر وزيرات أو أكثر فلقد أثبتت المرأة المصرية كفاءة، وشاركت فى تغيير النظام الظلامى بمشاركتها الحاشدة فى ثورة٣٠ يونيه، ومن حقها أن يزيد تمثيلها ومشاركتها فى كل المواقع .

ثانيا : وضع حد لتصاعد الأسعار على جميع الأصعدة والذى أصبح على رقبة الطبقة المتوسطة والفقيرة التى هى غالبية الشعب المصرى بما ينذر بعواقب وخيمة ويهدد السلام الاجتماعى، فمن الضرورى أن تنظر الحكومة إلى تصاعد ارتفاع الخدمات الأساسية للمواطنين مثل الكهرباء والغذاء الأساسى والشعبى والأدوية والمدارس والوقود، بحيث أننا بحسبة بسيطه نجد أنفسنا أمام استحالة المعيشة فى مصر بسبب ارتفاع الأسعار ، والذى أصبح أعلى من دول أوروبية غنية ومتقدمة وتوفر الخدمات الأساسية للمواطن بأسعار أقل من بلدنا. ثالثاً: إصلاح حالة المستشفيات الحكومية التى أصبح بعضها غير آدمى، يفتقر إلى الخدمة الطبية الأساسية التى انشأت من أجلها ، وهناك مستشفيات حكومية لا يجد المواطن فيها دواء ولا سريراً، وإن وجد سريرا لا يجد علاجاً مناسباً، وأنا أتحدث ليس فقط عن المستشفيات الحكومية فى القاهرة أو محافظة القاهره الكبرى، وإنما أيضا ضرورة النظر فى كل النظام الصحى وفى المحافظات باعتبار أن كرامة المصرى واحترام آدميته، وعلاجه علاجاً سليماً ضرورة واجبة ،

رابعاً: إصلاح منظومة التعليم المصرى، وأن تتخذ خطوات تنفيذية فعلية وليس خطوات إعلامية بتطوير المناهج ومتابعة أحوال المدرسين ومسئولى المدارس وتطهير المدارس التابعة للظلاميين وتطهير المدارس من الظلاميين الموجودين فى المدارس الحكومية، وإصلاح الأبنية التعليمية وتوفير مدارس حكومية آدميه ليس فيها تكدس بغيض يعوق العملية التعليمية برمتها . خامساً: لابد للحكومة من وضع خطة استراتيجية للقضاء على القمامة المنتشرة فى كل مكان وفى كل المحافظات والتى أصبحت وبالاً يهدد صحة المصريين ويحاصرهم فى كل الأحياء ولا حياة لمن تنادى، فالمواطن لا يجد من يسمعه أو من يشكو إليه من تراكم القمامة فى كل مكان ولابد من مواجهة هذه الآفه جذرياً. سادساً: حل مشكلة البطالة التى تقف عائقا أمام أى تنمية مأمولة، فعشرات الآلاف من الخريجين يتخرجون من الجامعات المصرية سنويا ويظلون بلا عمل فى انتظار تعيين الحكومة، مما يستدعى أن يتم تنسيق الأمر بين سوق العمل والتعليم العالى، فلابد أن يتم تغيير الفكر الذى يسود حول احترام مهن معينة، بحيث نجد أن كل خريج يريد ان يصبح طبيباً أو مهندساً بينما هناك مهن ينظر إليها بشكل سيئ رغم أنها فى دول أخرى لها احترامها وأهميتها تعطى ربحاً وفيراً شريفاً، فالعمل الشريف لابد أن يكون هو المعيار، والنجاح فيه هو أساس التقدير والاحترام من المجتمع، ولابد من خلق فرص عمل جديدة أو صرف إعانة بطالة بسيطة كما فى سائر الدول المتقدمة حتى لا يكون الشاب فى بداية حياته فريسة سهلة يسهل أن تتلقفه أيادى جماعات التطرف والعنف أو البلطجة والانحراف فى مواجهة مجتمع لم يعطه فرصة للعمل ولقمة العيش الشريفة. وللحديث بقية