رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة اللحوم .. شوكة في ظهر الرؤساء.. بدأت بـ"سيد بيه".. وانتهت بـ"بلاها لحمة"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أزمة مستمرة على مر العصور.. تعاقب عليها الحُكام والرؤساء.. وتظل هي موجودة على السطح، وبدافع من الحاجة والفقر اختلفت طرق الاعتراض علي ارتفاع أسعارها، تارة بالتظاهرات وأخرى بالمقاطعة.

"بلاها لحمة".. حملة جديدة دشنها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"؛ لمواجهة جشع الجزارين، مناشدين المواطنين مقاطعة شراء اللحوم؛ احتجاجًا علي ارتفاع سعرها الذي وصل إلى 90 جنيهًا للكيلو.

وحظيت الحملة من الإعلان عنها بدعم كبير من جانب العديد من الشخصيات العامة والمشاهير ونجوم الفن، حيث بدأ تطبيقها من صعيد مصر وامتدت إلى باقي المحافظات، ولم تعارضها وزارة التموين، وأعلنت أنها حملة للمواطنين ضد الاستغلال.

"ارتفاع أسعار اللحوم" أزمة قديمة لم تبدأ في تلك الآونة، لكنها خاضت صولات وجولات مع رؤساء مصر، ولازالت موجودة ومحدثة ضجة عالية، وباتت محل حديث الجميع، بعدما أرهقت ميزانية البيوت المصرية.

جمال عبدالناصر
يعتبر عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، هو بداية ظهور أزمة ارتفاع أسعار اللحمة، ورغم ذلك كان سعرها هو الأفضل في عهده، حيث وصل سعر الكيلو إلى 25 قرشًا، وتدرج ارتفاعها إلى أن وصل 75 قرشًا.

أنور السادات
وصلت حدة الأزمة إلى ذروتها في عهد الرئيس الراحل "محمد أنور السادات"، فحين تسلم رئاسة الدولة كانت في حالة حرب مع إسرائيل؛ وبسبب ذلك انتهج سياسة الانفتاح بتغيير التوجه المالي للدولة من الاشتراكية إلى الرأسمالية والاقتصاد الحر، مما أدى إلى وقوع اضطرابات كثيرة في البلاد وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة.

وكانت البداية حينما قرر الرئيس "السادات" رفع الدعم عن بعض السلع عام 1977، وفي 18 يناير عام 1977، تحرك المصريون ضد ارتفاع أسعار اللحمة، وجابت البلاد تظاهرات كبيرة رافضة لتلك الأزمة، وخرج مئات الآلاف من المصريين يرفضون قرارات زيادة أسعار السلع.

"ممدوح بيه يا ممدوح بيه... كيلو اللحم بقى بجنية"... كان الهتاف الأبرز الذي خرج على إثره المصريين في ذلك الوقت، بالإشارة إلى "ممدوح سالم" رئيس الوزراء ووزير الداخلية في ذلك الوقت.
فخرج المصريين من المقرات الحكومية والمدارس والجامعات والبيوت، تاركين كل ما ورائهم من أجل مواجه شبح غلاء الأسعار، ولم تهدأ المظاهرات إلا بعد أن تراجع "السادات" عن قراراته.

ثم جاء قرار الرئيس "السادات" حرصًا على مصلحة الوطن وأبناء شعبه الذين أحبوه، بإلغاء قرار رفع الدعم، وعندما علم بأن أسعار اللحوم مازالت جنونية ومبالغ فيها، قرر منع الذبح لمدة شهر علي أن يطبق القرار علي كافة أنواع الحيوانات، وعلي جميع المحافظات.

وحث السادات وقتها الشعب على مقاطعة شراء اللحوم لمدة شهر، وتم تنفيذ قرار منع الذبح والمقاطعة بدقة متناهية، وكان مجرد مرور مفتش التموين من أمام متاجر الجزارين الخالية من اللحوم يمثل رعبًا للجزارين.

وبالفعل كان قرارًا جريئًا أعاد الأمور إلى نصابها، وبانتهاء الشهر كانت الأسعار قد عادت إلى طبيعتها وأصبحت اللحوم في متناول الجميع، وزاد المعروض في السوق إلى جانب ما قام السادات بتوفير الأعلاف الخضراء، وتشجيع المربين على تربية الماشية عن طريق التأمين على تلك العجول وتسليمهم الأعلاف المدعمة.

محمد حسني مبارك
إحدى العصور التي انتكست وقتها أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، حيث ارتفعت بشكل كبير حتى عام 1980، وذلك عقب رفع الدعم على الأعلاف الخضراء، وعمل تسعيرة جبرية لكل أنواع اللحوم.

وفي عام 2010، شهدت البلاد موجة من ارتفاع أسعار اللحوم قرب عيد الأضحى، وفشلت الحكومة في سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك؛ مما دفع الحكومة إلي اتخاذ عدد تدابير عاجلة وقتها لحل الأزمة.
جاء منها الدخول في مفاوضات مع شركات أمريكية وأوروبية لاستيراد عشرات الآلاف من أطنان اللحوم، كما كانت اللحوم توزع تحت حماية الشرطة في المجمعات الاستهلاكية، وقاطعت محافظة الجيزة منتجات اللحوم لمدة شهر، وتوعدت بمد المدة إذا لم تنخفض الأسعار.

محمد مرسي
كانت الأزمة في عهد الرئيس المعزول "محمد مرسي" مجرد تراكمات من عهود قديمة؛ نظرًا لقصر مدة حكمه إلى عام واحد، بعدما ثار عليه الشعب المصري في 30 يونيو 2013، ولكي تتدارك حكومته الأزمة، فتحت وزارة الزراعة جسرًا جويًا بين القاهرة والسودان، لنقل اللحوم المستوردة، وتوقيع بروتوكول لتوريد5000 رأس ماشية إلي مصر كل شهرين، واتخذت الوزارة قرارًا بمنع تصدير الأغنام إلي ليبيا لسد العجز.

عبدالفتاح السيسي
حملة "بلاها لحمة"... كانت السمة الأبرز في عهد الرئيس السيسي، والتي دشنها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي؛ كي تواجه جشع الجزارين، وناشدت المواطنين مقاطعة شراء اللحوم؛ احتجاجًا علي ارتفاع سعرها إلى 90 جنيهًا للكيلو.