رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فض اعتصام رابعة العدوية.. نجاح أمني باهر فشل الغرب في تحقيقه

فض اعتصام رابعة العدوية
فض اعتصام رابعة العدوية

عامان على انتهاء السرطان الإخواني وهو "فض اعتصامي رابعة والنهضة"، وعلى الرغم من أن ما حدث في هذا اليوم، أثار موجة من الانتقادات الدولية، إلا أن الشعب المصري شعر براحة بعد التخلص من "كابوس" الإخوان، وأغفل العالم أجمع، أن ما حدث كان يجب فعله؛ حيث إن الإخوان كانوا يهددون كيان الدولة.

ورغم أن تعامل الحكومة المصرية مع الاعتصام، الذي استمر قرابة الـ48 يومًا ليس فريدًا من نوعه وحدث في معظم الدول الغربية والعربية، ونفذت هذه الحكومات التي تتخذ شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان فض الاعتصامات بطريقة أسوأ من تعامل الحكومة المصرية مع الحدث، وهو ما يرصده "الدستور" في التقرير التالي:

تفريق وول ستريت:
في نيويورك، كانت حركة "احتلوا"، احتلت شارع "وول ستريت" بمدينة نيويورك في 15 سبتمبر 2011؛ احتجاجًا على الرأسمالية، وطالبت بإصلاحات مالية ثم انطلقت لحديقة "زوكوتي" وصارت معقلهم الرئيسي، ونتيجة اشتباكات مع الأمن وصل المعتقلون إلى 1600، ووقع 260 مصابًا في 24 أكتوبر 2011.

وتمكن رجال شرطة مدينة نيويورك من طرد محتجي الحركة في ساعة مبكرة من صباح يوم 15 نوفمبر 2011، من منتزه زوكوتي، حيث دعت الشرطة المتظاهرين عبر مكبرات الصوت إلى إزالة خيامهم ومعداتهم بالكامل، ولجأت السلطات المحلية إلى فض الاعتصام بالقوة بسبب شعورها بالحرج والمضايقات إثر تزايد الشكاوى من الشركات الكبرى؛ بسبب هذه الاحتجاجات.

وبالرغم من هذا السجل الأسود لأمريكا، أدان البيت الأبيض "بقوة" لجوء قوات الأمن إلى العنف ضد المتظاهرين في مصر، وانتقد إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وقال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست، إن "الولايات المتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر"، داعيًا الجيش المصري إلى التحلي "بضبط النفس".

تفريق معتصمي "تقسيم" في تركيا بالرصاص
وفي تركيا لجأت السلطات لتفريق المتظاهرين وفض الاعتصام بالقوة، عندما اندلعت اعتصامات "ميدان تقسيم" في 28 مايو، 2013 ضد إزالة أشجار من الميدان وإعادة بناء ثكنة عسكرية قديمة ومول تجاري، فاستخدمت قوات الشرطة مدافع المياه وقنابل الغاز والضرب بالعصي لتفريقهم، فاتسع نطاق المظاهرات وتحولت من اعتصام صغير شارك فيه عدد قليل من الأفراد إلى تحرك شعبي على مستوى البلاد يطالب باستقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية.

وطالبت المعارضة في 3 يونيو، بوقف إزالة المنتزه واستقالة محافظ إسطنبول ومحاكمة الشرطة، فما كان من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سوى الإصرار على الإزالة ووصف المعتصمين بالجرذان.

واعتمدت السلطات التركية في فض الاعتصامات على شرطة مكافحة الشغب مدعومة بعربات مدرعة وطائرات هيليكوبتر، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص المطاطي، ما اضطر العديد من المعتصمين في الميدان إلى الفرار منه إلى حديقة جيزي المجاورة، وظل آلاف المتظاهرين معتصمين بالحديقة جيزي لأكثر من أسبوعين حتى تم إجلاؤهم منها نهائيًّا بالقوة في 15 يونيو 2013، وقد بلغت تكلفة التعامل الأمني خمسة قتلى بينهم شرطي، بينما أصيب نحو 7500 شخص بجروح.

وخلافًا لتعاملهم بالقوة عندما استشعرت تركيا الخطر، أصدر مكتب رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" بيانًا جاء فيه "الأسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، يجب أن توقف هذه المجزرة فورًا"، وأشار البيان إلى أن موقف الأسرة الدولية أدى فقط إلى تشجيع الحكومة الحالية على تدخلها اليوم".

فض مظاهرات ساحة تيانانمن ببكين:
هي مجموعة من المظاهرات الوطنية وقعت في الصين، بين 15 أبريل، 1989 و4 يونيو، 1989، وتمركزت في ساحة تيانانمن في بكين، التي كانت محتلة من قبل طلاب جامعيين صينيين طالبوا بالديمقراطية والإصلاح، ردًا على السيطرة الاجتماعية والسياسية للحزب الشيوعي الصيني، وشارك في المظاهرات معظم طلاب كليات وجامعات بكين، رافضين الروابط الموضوعة من قبل الحزب الشيوعي وأسسوا روابطهم الخاصة.

واعتبر الطلاب أنفسهم ورثاء حركة 4 مايو "للعلم والديمقراطية" في 4 مايو، 1919، والمظاهرات التي حدثت في ساحة مظاهرات ساحة تيانانمن عام 1975 التي طالبت بالديمقراطية، وتطورت المظاهرات من مظاهرات ضد الفساد، إلى مطالبة بحرية الصحافة وإنهاء حكم الحزب الشيوعي للصين ودينغ زياوبينغ، ونجحت بشكل جزئي محاولات بتوسيع شبكة الطلاب مع طلاب من مدن أخرى وعمال.

وتطور الأمر بعدها إلى الإضراب عن الطعام، من قبل عدد من الطلاب، انتشر الأسلوب بسرعة بين الشعب، وبعد فشل الحكومة الصينية في التفاوض مع المتظاهرين تم إعلان الأحكام العرفية في 20 مايو، إلا أن هذا لم يكن كافيًا لإنهاء المظاهرات، وبعد عدة أسابيع في 4 يونيو، اتُخذ قرار تنظيف الساحة بالقوة من المتظاهرين، استمرت المعارك على الطرق حول الساحة، حيث كرر الناس تقدمهم باتجاه قوات جيش التحرير الشعبي المسلحة بالأسلحة الثقيلة، التي ردت بنيران الأسلحة الآلية.

ولم يكن قمع المظاهرات معتادًا بالنسبة لجيش التحرير الشعبي؛ لذلك حدثت الكثير من المحاكمات ضد ضباط رفضوا التحرك ضد الطلاب.

فض الاعتصامات في أوروبا:
في إسبانيا، قامت الحكومة بفض العديد من المظاهرات والاعتصامات السلمية بشكل عنيف منذ مايو 2011، حيث دعت حركة "غاضبون" للمظاهرات لتحقيق الديمقراطية والاعتصام في ميدان "لابويرتا ديل صول"، وفضت قوات الأمن الإسبانية الاعتصام بالقوة المفرطة، باستخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش وسحل المتظاهرين؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات، وكان الاعتصام سلميًا ولم يستخدم المتظاهرون أي أسلحة.

وفي يوليو 2012، قامت قوات الأمن بفض المظاهرات، حيث كان الآلاف من الإسبان يتظاهرون سلميًا في عدد من المدن الإسبانية، واكتظت شوارع مدريد وبرشلونة ومدن أسبانية أخرى بالآلاف من موظفي القطاع الخاص، وهم يهتفون ضد ما وصفوه "بالسرقة" التي تمارسها الحكومة بحقهم.

ثم شهدت كبرى المدن الإسبانية في 16 يونيو 2013 مظاهرات حاشدة؛ احتجاجًا على سياسة التقشف الحكومية شاركت بها ثلاثة من كبريات نقابات العمال في إسبانيا ضد سياسة حكومة "راجوي"، وطالبت رئيس الوزراء "ماريان راجوى" بضرورة توفير المزيد من فرص العمل للحد من البطالة، وإخراج البلاد من حالة الركود الراهنة.

وفي بريطانيا، انطلقت مسيرة سلمية في 6 أغسطس 2011 من منطقة توتنهام؛ للتنديد بقمع الشرطة، وفي 10 أغسطس توسعت أعمال الشغب وأدت لاعتقال 1100 شخص، وتم استخدام الخراطيم والرصاص المطاطي لتفريقها.

وقد اعتبر رئيس الوزراء البريطاني في خطابه أمام مجلس العموم البريطاني خلال جلسة طارئة في 11 أغسطس 2011، أن أعمال الشغب التي هزت بريطانيا لا علاقة لها بالسياسة، وأن مبررها الوحيد السرقة، ولم يستبعد اللجوء للجيش حال تجدد أعمال الشغب مستقبلاً.

وفي 14 أغسطس أعطى رئيس الوزراء، أوامر بالفض باستخدام كل الأسلحة المتاحة وأسفر عن اعتقال 1200 معتقل و140 مصابًا و4 قتلى بعد أن تحولت إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة في عدة مدن بريطانية.

كما اجتاحت شوارع اليونان في 13 يونيو 2013، مظاهرات حاشدة، بعد قرار الحكومة بإغلاق مبنى الإذاعة والتليفزيون الرسمي، وقام الموظفون بالاعتصام في استوديوهات قنوات التلفزيون والراديو، واستمر الاعتصام حتى انتشرت شرطة مكافحة الشغب في أماكن متفرقة من العاصمة أثينا، وتم فضه بالقنابل والعصي في أواخر يوليو2013.

وفي أستراليا، اعتقلت الشرطة الأسترالية نحو أربعين شخصًا في 23 أكتوبر 2011، أثناء مداهمتها اعتصاما نظمه نشطاء في وسط مدينة سيدني؛ احتجاجًا على ما يصفونه بجشع النظام الرأسمالي.
واستنكر منظمو الاحتجاج، الذي يعرف بحركة "احتلوا سيدني"، استخدام القوة لتفريق الاعتصام والكلاب البوليسية إلا أن الشرطة نفت هذا الاتهام.

وفي 18 يونيو 2013، تجولت حركة "تذكرة مجانية" عدة مدن برازيلية مطالبة بمجانية المواصلات العامة إثر ارتفاع ثمنها، وفى 20 يونيو، وقعت اشتباكات مع الشرطة بالغاز والرصاص المطاطي والخراطيم، وفي 24 يونيو دعت الرئيسة "ديلما روسيف" للتهدئة، وبالرغم من ذلك وقعت اشتباكات سقط فيها 6 قتلى بعد استعمال الشرطة أسلحة نارية، وأسفر الفض عن 300 معتقل و740 مصابًا و10 قتلى.

وفي جنوب أفريقيا يعد فض اعتصام عمال المناجم الأكثر دموية بين الاعتصامات، حيث قامت الشرطة بإطلاق الرصاص علي العمال الذين تسلحوا بالسيوف والأسلحة البيضاء، ووصل عدد الضحايا إلى 34 شخصًا من عمال منجم لونمين للبلاتين، حيث فتحت الشرطة النار على مجموعة من عمال المنجم، طالبوا صاحب المنجم بظروف عمل أفضل وزيادة رواتبهم، وهو ما رفضته إدارة المنجم وأشعل شرارة الاعتصام وأحداث الشغب، قبل تدخل الشرطة