رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفض".. كان المرحلة الأخيرة بعدما رفض الإخوان كل مبادرات التفاوض

جريدة الدستور

"ممرات آمنة، ألسنة لهب، أدخنة كثيفة، فرار جماعي، أصوات الرصاص تدوي من كل صوب".. جميعها مشاهد ارتبطت في الأذهان بذكرى فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة في الرابع عشر من أغسطس 2013.

لم يكن قرار فض اعتصام مؤيدي المعزول مرسي، وليد اللحظة وإنما كان الورقة الأخيرة في يد السلطة والأخير الأوحد أمامها بعد أن باءت وساطات الإنذار الأخير بالفشل وقوبلت دعوات الجلوس على طاولة الحوار بالرفض من جانب أنصار التنظيم الدولي.

وجاء توقيت القرار بمثابة نقطة فاصلة في تاريخ الدولة وانتصار لها أمام مخطط كان ينوي تحويل رابعة والنهضة إلى بؤر إرهابية تقضي على الأخضر واليابس في تحدٍ سافر لهيبة الدولة وسيادتها.

كانت البداية مع المبادرة التي أطلقها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع -آنذاك-، معلنًا عن تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تمثل مختلف التوجهات خلال إلقائه خطاب عزل محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية، لكن التنظيم الدولي أبا الجلوس على طاولة الحوار واختار اللجوء إلى الاعتصامات المسلحة لاستعادة الشرعية المزعومة.

حاول الدكتور كمال الهلباوي، القيادى السابق بجماعة الإخوان، فتح قنوات حوار مع شخصيات سياسية لإقناع الإخوان بالحوار السياسي، قبل فض اعتصام رابعة العدوية بإجراء لقاءات مع الدكتور محمد علي بشر، القيادى بجماعة الإخوان، وشريف أبو المجد القيادى الإخوان لكن تعنت الإخوان أدى إلى فشل هذه المفاوضات بشكل تام.

وفي السادس عشر من يوليو، أطلق المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت أحمد المسلماني، يدعو من خلالها كافة القوى السياسية بما فيها جماعة الإخوان والأحزاب في مصر إلى المشاركة في جهود المصالحة الوطنية التي دعت إليها مؤسسة الرئاسة.

وفي الثاني من أغسطس دعا الشيخ محمد حسان قيادات الإخوان إلى الاستجابة لمبادرته للخروج من الأزمة وإنهاء الاحتقان السياسي دون جدوى.


الدكتور خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، روى أنه قبل فض رابعة حاولت قيادات الجيش إيجاد حل سلمي للاعتصام خاصة أن الإخوان حشدوا أطفالاً وسيدات وعجائز، وأي تدخل في الاعتصام حتى لو كان الفض بالمياه والغاز ستكون عواقبه وخيمة مع تدافع الآلاف، ومن هنا جاء اختياره للقيام بدور الوسيط بين قيادات الجيش والإخوان لحل أزمة اعتصامي رابعة والنهضة.

وكانت المفاجأة برفض قادة الإخوان إنهاء الاعتصام سلميًا دون تدخل قوات الأمن، وجاء رد القيادي الإخواني خير الشاطر من داخل محبسه صادمًا وقاطعاً، قائلا: "مستمرون ولو مات الآلاف".

"وساطة الإنذار الأخير".. كانت من نصيب الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، حسبما قال ياسر حسان عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، عن قيام البدوى بجهود الوساطة مع كل الأطراف وعلى أعلى المستويات لحقن الدم المصري، وليتحمل الإخوان وزر الدم المسال أمام الله والتاريخ".

وبحلول يوم الثامن من أغسطس أعلنت رئاسة الجمهورية انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية للوساطة بين السلطة الحاكمة وجماعة المسلمين، بعد أن استمرت 10 أيام ، ليعقد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية-آنذاك- اجتماعات مكثفة مع مساعديه ومديري أمن القاهرة والجيزة؛ لبحث الخطة الأمثل لفض اعتصام مؤيدي الإخوان في ميداني رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة.