رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حديث المكاشفة والرسائل المباشرة

من الوهلة الأولى لتصريحات الرئيس خلال افتتاح مشروعات توشكا من مركز المنارة للمؤتمرات عبر الفيديو كونفرانس ، يعتقد البعض أنها تصريحات موجهة للداخل فقط، وأنها تصريحات لا تعني ولا تهم إلا الشعب المصري وحده دون غيره.

تحدث الرئيس أولًا بصراحته المعهودة والمكاشفة التي اعتاد عليها، فتحدث بوضوح عن الأزمات والاحتياجات والطموحات.

وقبل الحديث بالتفصيل عن تصريحات الرئيس يجب الإشارة إلي أن أكثر ما يقلق أعداء مصر في الخارج هو ملف التنمية التي تحدثها مصر، وأن أخطر من الحديث عن الصراعات المسلحة هو الحديث الإنجازات التي لا تعني إلا استقلال قرارك وحريتك في اتخاذ  المواقف من مركز قوة، يضمن لك الحفاظ على مصالحك بما تراهها أنت ولا يفرضها عليك أحد.

ركزت تصريحات الرئيس اليوم عن احتياجاتنا الأساسية من  الزراعة  والكهرباء، وعن أهمية النهوض بالتعليم والصناعة كركائز للنهضة الشاملة للدولة، وأكد أيضًا ضرورة الحفاظ على الدعم للفئات المستحقة وخاصة رغيف الخبز.

بكل شفافية أكد الرئيس أن الدولة تعمل على تنفيذ أكبر حجم من الإنتاج في مشروعات الزراعة وبأقل كمية مياه ننتج أكبر إنتاج للمحاصيل، داعيًا المستثمرين للمشاركة في جميع المشروعات الزراعية التي تنفذها الدولة، وهنا إشارة مهمة لنظرة مصر لكميات المياه المتاحة لمصر باعتبارها ليست الكافيه بما نحتاج من زيادة في الإنتاج الزراعي الذي يتناسب مع حجم الزيادة السكانية التي كشف عنها الرئيس وقد بلغت 25 مليون نسمة منذ عام 2011.

وفي مضمون الحديث عن المياه ومدى احتياجنا لها، لم ينس الرئيس التأكيد عن إنفاق الدولة المليارات على تحديث وسائل الري، بما يضمن توفير أكبر قدر من المياه، وبالقطع فإن مصر في هذه الظروف لن تفرط فى نقطة مياه واحدة من حقوقها المائية ولن تهدر شبر مية فى مشروعات لا جدوى منها في الوقت نفسه.

ربط الرئيس- وهو ربط منطقي- بين إنتاج القمح وسعر رغيف الخبز المدعم، وقال «النهارة إحنا بنستخدم 2 مليون طن قمح، ومهما عملنا لن يستطيع إنتاجنا من القمح أن يغطي احتياجاتنا فبنضطر نجيبه من برة، على عكس الذرة والذي يمكن أن يغطي جزءًا بديلًا للقمح بخلطه مع القمح، وأضاف أن تكلفة رغيف الخبز تصل الآن إلى جنيه وربع مشيرًا إلى أن الدولة تدعم رغيف الخبر بـ130 مليار جنيه سنويا، قائلًا: «الرغيف أبوشلن بيكلفنا جنيه وربع».

وهنا تبدو صراحة الرئيس ومكاشفته للأرقام والحقائق واضحة، فإنتاج القمح زاد منذ عام 2014 بمساحات بلغت 3.8 بزيادة حوالي ربع مليون فدان، ومع ذلك كل هذه المساحات والزيادات لا تكفي لسد الاحتياجات، خاصة مع الزيادة السكانية المتواصلة، وأننا سوف نضطر إلى استيراد القمح رغم ارتفاع فاتورة الاستيراد.

تحدث الرئيس السيسي أيضًا عن واحدة من أهم الأزمات التي يعاني منها المواطن المصري وهي انقطاع الكهرباء وهو حديث لم يخلُ من المكاشفة والانحياز للمواطن، فقال الرئيس: «عشان نخلي الكهرباء شغالة 24 ساعة ومفيش قطع للكهربا، لازم أخلي تمنها أد تمنها مرتين تلاتة، ولو خدت تمن الكهرباء الحقيقية هضاعف تمنها مرتين طب الغلبان هيروح فين، فأقطع الكهرباء ولا أغليها؟ مؤكدًا أن الدولة تدعم المواطنين في ملف الكهرباء بمبالغ كبيرة.

وهذا التصريح  تأكيد جديد من الرئيس بعدم وجود نية لرفع اسعار الكهرباء في المرحلة القادة ولا رغبة في ذلك حرصًا على المواطن أولًا وأخيرًا، وأن الإختيار النهائي للقرارات لا بد أن تكون في صالح المواطن وفقط.