بأعلى جودة وأقل تكلفة وأسرع وقت
خلال كلمته أمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد كبير من الضيوف ذكر اللواء أحمد العزازي، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أن الأوطان لا تبنى بالأمنيات ولا بحسن النوايا، وإنما تبنى بسواعد أبنائها وتضحيات شعوبها. وحول مجمل ما أنجزه رجال الهيئة في مشروعات تم افتتاحها عصر السبت أكد اللواء العزازي أن فلسفة عمل رجال الهيئة - في مجمل المشروعات التي يُكلفون بها - تأتي باستراتيجية عمل تستهدف تحقيق أعلى جودة بأقل تكلفة وفي أسرع وقت، وهذا ما تعهد بالاستمرار عليه في المشروعات المقبلة التي لا تتوقف في مسيرة عمل الجمهورية الجديدة.
ولعل الشعار الذي يمكن أن نلخّص به مجمل المشروعات التنموية التي افتتحها السيد الرئيس في جنوب الوادي بأنها مشروعات أمل ووفاء. نعم، هو الأمل في المستقبل الواعد الذي يستهدف تقليل الفجوة بين المطلوب والمتاح في إمكانياتنا الغذائية، والوفاء لرجال قدموا للوطن كل في مجاله، ووجب على الوطن كله أن يشكر لهم جهدهم وأن يخلّد أسماءهم على بعض المشروعات العملاقة التي تستهدف المستقبل وتتحدى بها بلادنا الصعاب.
سمعنا خلال الافتتاح عن مشروعات حملت أسماء نجوم مجتمع رحلوا عن الدنيا، لكن أثرهم سيبقى باقيًا في ضمير هذا الوطن كل في مجاله. كما حدث بإطلاق اسم وزير النقل الراحل د.هشام عرفات الذي رحل قبل نحو عشرة أيام فقط، بعد أن ترك كرسي الوزارة في مارس 2019. لكن الوطن لم ينس دوره في تخطيط وتنفيذ العديد من مشروعات تطوير الطرق التي شهدتها مصر مؤخرًا. هناك أيضًا محور يحمل اسم فضيلة الإمام الأكبر الراحل محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف، في تكريم لأهل العلم وعلماء الدين.
سعدت جدًا بإطلاق اسم عالم الجغرافيا الكبير الراحل د. جمال حمدان صاحب الموسوعات والمؤمن بعبقرية مصر، والذي رحل قبل سنوات بعيدة، ولكن تأثيره ما زال قويًا في مجاله وفي دقة ما كتب عن الصهيونية ومكر المؤمنين بها، ولو أنه وجد شيئًا من هذا التقدير في حياته لكانت مسيرة حياته تغيرت كثيرًا، وربما كان خلّف لنا مزيدًا من الإبداعات التي تثري عقولنا وتنير طريقنا. هناك أيضًا لمحة محترمة تم بها تكريم أصوات السماء من أهل القرآن وسدنته بإطلاق اسم قيثارة السماء الشيخ محمد صديق المنشاوي على أحد المحاور المرورية الجديدة.
كنت دائمًا ما أتساءل: لماذا لا نحتفي بالرموز إلا بعد رحيلهم عن دنيانا؟ ولماذا لا نقر بفضل أصحاب العطاء الوفير وهم أحياء يرزقون؟ وماذا يفيد المكرّم إذا ذكره الناس وتذكروا منجزه فقط حين يغادر الدنيا؟ وجاءت المشروعات التي افتتحها الرئيس في جنوب الوادي مساء السبت لتؤكد تطابق رؤيتي مع رؤية قيادات ترى تكريم أصحاب العطاء الأموات منهم، بل والأحياء أيضًا - متعهم الله بالصحة والعافية وطول البقاء وموفور العطاء - طالما كان منجزه بارزًا وطالما تميزت مسيرته بالإخلاص.
من بين هذه الرموز الوطنية التي استحقت التكريم ونالته ما كان من تكريم لرجل أحبه بصورة شخصية لمعرفتي بوافر جهده وعظيم ما أعطى وكثير ما قدم للوطن ولا يزال، إنه اللواء دكتور سمير فرج. فكان من بين المشروعات التي افتتحها السيد الرئيس محور حمل اسمه، وهو من هو في العطاء والوطنية والفكر الاستراتيجي والعمل التنفيذي في القوات المسلحة، حيث وصل إلى منصب رئيس جهاز الشئون المعنوية، وفي القطاع المدني أيضًا حيث نجح في العمل التنفيذي كمحافظ للأقصر وقبلها كرئيس واعٍ ومثقف لدار الأوبرا المصرية. هذا بخلاف غيرها من المناصب التي تولاها في القطاعين المدني والعسكري، وقد أبلى فيها جميعًا بلاء حسنًا استوجب أن ينال الرجل تقدير الوطن كله على كافة المحاور والمستويات، فهو بحق رمز وعلم من بين مليون علم من رموز هذا الوطن الذين يمثلون القدوة وتستحق تجربتهم أن نلقي عليها الضوء وأن يتم تكريمهم كما فعلت الدولة بإطلاق اسم سيادته على هذا المحور المروري الهام والذي يمتد لمسافة 19 كيلومترًا وبعرض ست حارات في الاتجاهين، رابطًا طريقي أسوان الشرقي والغربي.
تجربتي تؤكد أن من ينال كلمة استحسان أو رسالة تشجيع تتحقق له سعادة غامرة فتدفعه لمزيد من العطاء وتجعله مستعدًا لمواصلة الليل بالنهار طالما كان هناك من يقدّر له جهده ويذكر له فضله. وليس لأي صاحب منصب من سلاح يقتل به طموح مرءوسيه أكبر من إهمال منجزهم. وهو في هذا سيحقق مبتغاه في قتل طموحهم والقضاء على حماسهم والإجهاز على رغبتهم في التجويد أو حتى مجرد العطاء، والخاسر الحقيقي في تلك الحالة هو الوطن نفسه. ولكن السيد الرئيس بحس إنساني معروف عنه يقول عمليًا لكل صاحب سلطة خُذ بيد الموهوبين والنابهين والأكفاء والوطنيين من مرءوسيك، فالمنجز سيكون في النهاية محسوبًا لك، ومفيدًا لمؤسستك ومعززًا لقدرات الوطن.