رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعب المصرى.. صانع المعجزة والفرح


اليوم افتتاح قناة السويس «وصلة قناة السويس الجديدة بطول 35 كيلومتراً» مع تعميق 37 كيلو متراً لتمكين السفن ذات الغاطس الكبير من المرور فى القناة فى الاتجاهين. اليوم سيتم عبور السفن العملاقة من الشمال للجنوب ومن الجنوب للشمال دون توقف، مما يختصر زمن رحلة المرور إلى 11 ساعة بدلاً من 20 ساعة، ويضاعف بالتالى عدد السفن التى تمر بالقناة يومياً، ويضاعف دخل مصر من إيرادات القناة.

... إنه الخير لمصر والتجارة العالمية، فالقناة يمر بها 10% من حجم التجارة العالمية. كما أن تعميق القناة سيسمح بعبور أكثر من 95% من السفن العملاقة فى العالم. عيون بهية المصرية تحتضن بنظراتها الحنونة أولادها الذين قاموا بهذا المشروع العظيم بأموال مصرية وأيد وعزيمة مصرية. المصريون هبوا ولبوا النداء لتمويل القناة فكانت الملحمة والمعجزة بجمع 64 مليار جنيه فى ثمانية أيام، وبدأت الشركات الوطنية المصرية «قطاع المشروعات الهندسية بالجيش المصرى والقطاع العام والخاص» وجاءت الآلات العملاقة من مصر ودول العالم، وبأيدى المصريين، وفى سنة واحدة تم إنجاز المشروع. إنها المعجزة المصرية عبر التاريخ. فى البداية بدأ حفر القناة عام 1859 وافتتاحها عام 1869 من القرن التاسع عشر.

تأميم القناة عام 1956 فى القرن العشرين، واستعادتها من الرأسمالية الاستعمارية العالمية لصالح تمويل مشروع بناء السد العالى. هذا السد العظيم الذى كان بمثابة حائط صمود أمام الفيضانات، ودرع الحماية من الجفاف. كما ساعد على إضافة مليونى فدان للأرض الزراعية عالية الخصوبة، ومنح مصر الطاقة الكهربائية التى أنارت آلاف القرى المصرية وأمدت المصانع والمشروعات العملاقة بالطاقة. والآن وفى القرن الواحد والعشرين كانت المرحلة الثالثة بتوسيع وتعميق القناة. عيون بهية المصرية تحتضن بنظراتها الحنونة أمل كل المصريين فى تحقيق التنمية الإنتاجية وتعمير المحافظات الحدودية ومن بينها سيناء تحت العيون الساهرة للجيش المصرى لحماية الأمن القومى المصرى فى تلك المناطق. افرحى يا مدن القناة، وتزينى بالنور والبهجة. بور سعيد، والسويس، والإسماعيلية. يا مدن البطولة وحرب الفدائيين للدفاع عن مصر. يا من تحملتم التهجير عقب العدوان الصهيونى عام 1967. وعدتم رافعين الرأس بعد حرب الجيش المصرى المجيد فى 1973.

يا من شاركتم فى الدفاع عن مدن القناة ومصر عام 1956، فكان انتصاركم العظيم. يا شعب بور سعيد والإسماعيلية والسويس وسيناء، يا كل حبة رمل من أرض الفيروز، ستكتمل فرحة أهالينا باستكمال مشروعات التنمية على القناة، التى ستضع مدننا وموانينا ضمن الموانئ العالمية مثل دبى وسنغافورة.

الخطوة المقبلة هى تحقيق حلم المصريين بقيام عدد كبير من المشروعات فى إقليم القناة ومنها:

تطوير وتوسيع وإنشاء الموانئ فى بور سعيد ودمياط والعين السخنة والأدبية والعريش لتصبح مركزاً لتخزين البضائع وإعادة تصديرها. أى نصبح أحد مراكز تجارة الترانزيت.. إصلاح وصيانة السفن وتقديم الخدمات اللوجيستية للسفن العابرة بالوقود والغذاء.. إنشاء أحواض بناء السفن العملاقة.. إنشاء مناطق تجارة حرة ومدن صناعية متنوعة، وإنشاء خطوط للسكك الحديدية للربط بين مدن القناة مما يساعد على تطوير النقل البرى فى هذه المناطق.. إقامة مصانع لتصنيع وتجميع السيارات وإعادة تصديرها وتشغيل الأيدى العاملة المصرية.. إقامة الصناعات التحويلية القائمة على الخامات الغنية بها أرض مصر فى هذه المنطقة من نفط وغاز ومعادن ومحاجر ورمال.. مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. مشروعات خاصة بتنمية الثروة السمكية والصناعات المرتبطة بها من تجهيز وحفظ وتعليب للاستهلاك المحلى والتصدير.. مشروعات خاصة بتنمية الزراعة وسط وشمال سيناء مما يزيد الرقعة الزراعية.. أى أن مشروع القناة الجديد سيكون فاتحة خير على مصر، ويعمل على توفير فرص عمل تقلل من البطالة العالية، كما سيكون سبباً فى إنشاء مدن عمرانية سكنية بها جميع الخدمات من سكن وصحة وتعليم ومواصلات تعمل على انتقال واستقرار الأسر المصرية فى هذه المناطق الحدودية ومدن القناة مما يشكل حماية للأمن القومى المصرى.

إن الشعب المصرى العظيم الذى قاوم وعارض مشروع القناة فى عهد نظام المعزول مرسى كان يعلم تماماً بخطورة مشروع مرسى والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية مع دويلة قطر فى الاستيلاء على إقليم القناة وسلخه عن مصر الوطن الأم، وجعله دولة داخل الدولة لها قانونها الخاص الذى لا يتبع القوانين المصرية فى كل المجالات اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. دولة يشرف عليها ويتحكم فيها ويضع قوانينها ويعين قياداتها رئيس الجمهورية. دولة يقتصر خيرها ومواردها وثرواتها على تنظيم الإخوان وعلى قطر وعلى أى مستثمر يحظى برضا هؤلاء.

إن شعب مصر العظيم الذى انتفض لاستكمال ثورته فى 30 يونيه سنة 2013 أوقف بيع إقليم القناة لهذه العصابة الإرهابية وحلفائها، واسترد مصر واسترد قناته، وها هو اليوم يقول للعالم: إن شعب مصر العظيم سيستكمل البناء بأموال وسواعد المصريين. وكما قال الشاعر كمال عبد الحليم عند العدوان الثلاثى سنة 1956:

دع سمائى فسمائى محرقة.. دع قناتى فمياهى مغرقة.. واحذر الأرض فأرضى صاعقة.. هذه أرضى أنا.. وأبى ضحى هنا.. وأبى قال لنا.. مزقوا أعداءنا.

أنا شعب وفدائى وثورة.. ودم يفتح للإنسان فجره.. ترتوى أرضى به من كل قطرة

.. وستبقى مصر حرة مصر حرة.