رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراما للكبار فقط «٥»


استكمالاً لمقالنا أمس، نؤكد أن نهايات المسلسلات فى الشهر الكريم جاء بعضها سيئاً ومحفزاً على الخطأ والفساد فرأينا انتصاراً واضحاً للشر دون أن يحدث أى تعليق على ذلك على لسان أحد الفنانين خلال الأحداث بل يظهر الفساد أو الشر باعتبارهما أمراً طبيعياً عادياً.. وهذا قد يحدث فى الواقع نعم.. ولكن عندما يقدم للمشاهد فى منزله فهذا أمر آخر لأنه يعظم انتصار الشر على الخير والقيم والمبادئ أمام عيون الشباب والصغار.

ففى مسلسل «وش تانى» انتهى بمقتل الفاسد حسين فهمى على يد كريم عبدالعزيز وتعاون كريم عبدالعزيز الفتى الشعبى الهارب من حكم بالحبس الذى تحول إلى بودى جارد مع رؤوس الفساد وفاز فى النهاية بكل شىء المال الحرام والمخدرات والأرملة الطروب الفاسدة بعد وصلة قتل وسفك للدماء مع زملائه من البودى جاردات.. ثم تحول كريم عبدالعزيز إلى فاسد كبير فى نفس موقع الفاسد المقتول.. وهنا أقول إن النهاية فيها استهانة بالقيم وبالعقل أيضاً، حيث كان يمكن أن يتم تسليم المخدرات إلى الشرطة ولا يتحول كريم عبد العزيز إلى قاتل ولص كبير، لأنه هكذا يتحول إلى نموذج أمام الشباب فى البيوت من الخطورة أن يقلدوه خاصة الذين هم بلا تجربة أيضاً مسلسل «حوارى بوخارست» نجد الأبطال غارقين فى العنف والفساد طوال الحلقات، أيضاً فى مسلسل «مولد وصاحبه غائب» ينتهى بنهاية غير منطقية، حيث تعود هيفاء وهبى «نوسة» البطلة إلى حياة المولد مع أعدائها لتؤدى فقرة فنية فى المولد رغم أنها تحولت إلى سيدة أعمال ثرية وينتصر الشر بمقتلها على يد باسم سمرة أو خربوش بلطجى المولد.. أيضاً نهاية غير منطقية فى «حارة اليهود» حيث نجد موافقة القوات المسلحة على زواج الضابط إياد نصار المسلم من منة شلبى اليهودية لكنها تصمم على الهرب إلى فرنسا وراء المجهول مما يعد نهاية غير منطقية وكان يمكن ان تنتهى بإسلام ليلى أو منة شلبى وزواجها ممن تحب طوال المسلسل.

أيضاً.. لابد أن أتوقف عند عدد من الأدوار الثانية التى لفتت نظرى وأكدت تفوق فنانين بمرتبة الشرف فى دراما رمضان من حيث الأداء وأخص بالذكر براعة أحمد بدير فى «أستاذ ورئيس قسم» فى دور المتلون الوصولى الأنانى الفاقد للمبدأ والقيم وفى دنيا جديدة يقدم المتطرف دينياً الدموى الداعى للعنف والكراهية، كما أتوقف عند البارع سيد رجب فى «حارة اليهود» فى مشاهد لاتنسى لفتوة الحارة مثل مشهد عودة ابنته الراقصة بعد هربها ونظرة مليئة بالدموع والحسرة ومشهد التعذيب ومشهد الانكسار بعد هروب ابنته.. ومحمود الجندى فى بعد البداية، حيث يجسد الصحفى الفاسد حتى النخاع والوصولى إلى حد ارتكاب كل أنواع الجرائم.. وفى طريقى يضع علامة بدور الأب المهزوم أمام جبروت زوجة متسلطة إلى حد ضياع أبنائه وحياته بالكامل.. هالة صدقى فى دور العالمة فى «حارة اليهود» والتى تحب بلدها وتشارك بطريقتها فى مقاومة الاحتلال أضفت هالة على الدور أبعاداً أكدت به حضوراً طاغياً.. وللحديث بقية