رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس .. ورداء الكرامة


رغم إيمانى الشديد بأن الرد على المرجفين و أصحاب القلوب المريضة بائعى تراب الوطن، نوع من العبث الذى يفوق عبثية مسرح «بيكيت»،فهم « يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ»، فالله سبحانه وتعالى قد جعل من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا فأغشاهم فهم لايبصرون ولا يعرفون قيمة وثقل خير أجناد الأرض حماة وطننا الحبيب من كل غادر ٍ يريد به السوء..هؤلاء الأبطال الذين وقف بينهم فى سيناء قائدهم الأعلى مقدساً رداء الجندية عنوان الشرف والكرامة ناشدا الإشارة والدلالة القاطعة على أننا فى مواجهة حرب شرسة على الإرهاب الذى يحيق بوطننا وحدوده، مقدماً الرد العملى على منيحاولون التشكيك فى قيادته للمعارك ضد أضغاث أحلام من يريدون أن يقيموا الإمارات الوهمية على تراب الوطن ؛ليهدم بذلك فوق رءوسهم كل قصور الرمال التى يشيدونها بخيالاتهم المريضة التى صورت لهم أنهم يستطيعون أن يقيموا «دولة داخل الدولة»، ولم يعوا أن بالوطن فتية آمنوا بربهم ووطنهم وزادهم الله هدًى بنور الحق للضرب على أيدى كل من يحاول العبث بحبة رمل واحدة من ترابنا الغالى .

والعجيب أن يخرج علينا هؤلاء المتآمرون بالاعتراض القمىء والحجج الواهية على ارتداء القائد الأعلى للقوات المسلحة الزى العسكرى فى محاولة خائبة لتأليب الرأى العام على جيش الوطن وقيادته، ولا يعرفون أن رداء الجنديـة لهو أقدس وأكبر من كل المناصب الدنيوية مهما علا شأنها، لأن الوطن باق ٍ وكل منصب إلى زوال، ولتظل ذاكرة التاريخ تحفظ مواقف الرجال الذين نبذوا كل المناصب من أجل نيل الشرف العسكرى حتى بلوغهم الشهادة بين يدى الله ليتركوا خلفهم للأجيال القادمة أسمى وأنبل أمثلة العزة والفخار.

فكل بطل منهم قد خرج بقناعة وطواعية من بين الصفوف للدفاع عن الأرض والعِرض لهو نبت طيب من تراب هذه الأرض الطاهرة، لذا كرس الرئيس كل آيات التبجيل والاحترام للزى العسكرى ومرتديه؛ إمعانا فى الدلالة على قدسيته، وليدع المواقف هى التى تعطى الدرس الذى يغنى عن كل كلمات اللغة وإظهار نقاء وصفاء النفوس المحبة والعاشقة لحرية الوطن وعزته، فالمعدن النفيس النقى لايظهر إلا فى أتون المعارك الشرسة، تلك المعارك التى تواجه التطرف والجهل والعقول الخربة التى تنفذ مخططات الكراهية التى تكتب على موائد اللئام، ولكن جيش الوطن برجاله الأشداء دائمًا لهؤلاء الخونة بالمرصاد .

فهل يعى هؤلاء المغيبون هذا الدرس القاسى الذى لقنه لهم هذا القائد بذهابه إلى المواقع التى حاولوا السيطرة عليها فى سيناء الحبيبة ومحاولة اقتطاع أجزاء عزيزة من جسد الوطن؛ متناسين أنه لاحياة لجزء مقتطع من الوطن بغير وصله بشرايين القلبوالروح ألا وهو جيشه العظيم، هذا الجيش الذى تربى على عقيدة الفداء والتضحية منذ كتائب جيش «مينا» موحِّد القطرينوخوضه المعارك فى سبيل أرض الكنانة ونصرتها، وماأشبه الليلة بالبارحة فجيش مصر العظيم فى تواصل مستمر و بالعقيدة نفسها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وستظل مصر كنانة الله فى الأرض مهما ارتفع كيد المرجفين الحاقدين على أن تظلشمس الحرية متلألئة فى سمائنا . فهل وصلت الرسالة يامن تعيشون خلف ستائر السحيبات التى تعمى أبصاركم عن قوة وشجاعة وعقيدة خير أجناد الله فى الأرض وحماة تعاليم الأديان السماوية الغنية بكل المبادىء العظيمة التى توجب على الإنسان الدفاع عن أرضه التى تربى على عشقها .

«تعظيم سلام» لرداء الجندية وشرفه الذى لايدانيه شرف على وجه الأرض، وعاشت مصرنا عصية على الانكسار أو الاندحار !

■ أستاذ الدراسات اللغوية أكاديمية الفنون