رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإعلام الغربى وأحداث سيناء


الإعلام الغربى كالغرب- إلا قليلاً يقول بل يكاد، فى الأحداث الجسام خصوماً أن يصدر عن مشكاة واحدة. كانت أحداث شمال سيناء الإرهابية الدامية الأخيرة، كاشفة وتؤكد هذه الحقيقة لمن كان عنده أدنى شك فى ذلك.

استراتيجية الغرب الإعلامية تفهم استراتيجيته السياسية، وتخدمها فىالهيمنة والسيطرة، ومخططات التقسيم للآخرين، وخصوصًا العالم العربى والإسلامى، والتى لا تزال مصر بفضل الله تعالى، صخرة أمام تلك المخططات بتلاحم شعبها وجيشها وأمنها.

لا يضير مصر ولا يضرها، أن تمد معارضة عميلة يدها لهذا الغرب أو أذنابه وأعوانه من الدول والمؤسسات، حتى لو كانت مؤسسات دولية، خدمة لمخططاته أو ظنًا أو طمعًا فى وقوف الغرب مع تلك المعارضة للوصول إلى الحكم مهما أصاب الوطن من ويلات، إذ يعلون مصالحهم الشخصية علىالمصالح الوطنية والقومية.

لا يزال الإعلام الغربى يستخدم فى تحليلاته ألفاظًا وتعبيرات، بعيدة عن الحقيقة، رغم مئات المراسلين الأجانب لهم فى مصر. قد تكون هناك مشكلة ثقافية أو مشكلة اتصالات أو غيرها، ولكننى أرى أن هناك مخططات واضحة، فجميعهم – إلا قليلاً- يخدم تلك المخططات.

حديثى هنا بصفة عامة، ونستطيع أن نذكر هنا بعض تلك الوسائل الإعلامية كنماذج لما أقول. يقولون مثلا «أطاح الجنرال عبدالفتاح السيسى بالرئيس محمد مرسى المنتمى للإسلاميين عام 2013 أو «موجة من الهجمات قتل على إثرها ما لايقل عن 50 جنديًا مصرياً فى شبه جزيرة سيناء» أو «وما ينذر بسوء هو أن مصادر أمنية مصرية توجه أصابع الاتهام إلى تركيا وقطر وإيران» أو أن النهج الأفضل كان هو السماح بإجراء انتخابات لاحقة لنزع الشرعية عن مرسى».

وهم هنا يعرفون جيدًا أن مرسى لم يقبل بانتخابات رئاسية مبكرة، أو قولهم «فاز السيسى بالانتخابات لاحقًا بنسبة 96% من أصوات الناخبين، وهوالهامش المخصص عادة للأنظمة العربية المستبدة»، وهم يعلمون مدى الشعبية التى حظى بها السيسى قبل الانتخابات أو «استخدام السيسى وفريقه قوات الأمن والقضاء ضد من يسعون لإقرار نظام إسلامى» وينسون أن الشعب جاء بهم إلى السلطة وأن القوات المسلحة دعمت ذلك حتى كرههم الشعب.

أو يقولون المصريون لطالما نظروا إلى البدو بالمزيد من الشك نظرًا للصراع العربى الإسرائيلى».والغرب يبررون ذلك خطأ لسببين أحدهما أن بعض البدو عاشوا تحت السيطرة الإسرائيلية فى الفترة من 1967 – 1982 عند إكمال الانسحاب، والسبب الثانى أن العديد منهم لديهم قرابات من مواطنين إسرائيليين على الرغم من أنه لا يوجد بدوى فى مصر يخون أمن بلاده من أجل إسرائيل». لا أدرى ما هذه القرابات؟

ومن هذه النماذج المضللة أيضًا قولهم «صعود تنظيم داعش جعل الأمور أكثر صعوبة لا سيما مع استهداف أنصار بيت المقدس للشرطة والجيش المرابطين فى سيناء وإعلان ولائه لتنظيم داعش فى 2014». هم هنا يظنون أن مصر هى العراق أو سوريا!! حتى ستيفن كوك- أمريكا – كتب يقول «إن المصريين يقاتلون نفس التنظيم الذى يقاتله العراقيون، لكن دون مساعدة تذكر من فرق الموت الطائفية « أما سكاى نيوز، فتعلن مبكرًا فى يوم الأربعاء الأسود، أن عدد ضحايا التفجيرات التى شهدتها سيناء ارتفع إلى ستين قتيلاً من الجيش المصرى».

كما تغيرت حتى ألفاظ بعض وسائل الإعلام الغربى التى تبنت ما يقوله الإرهابيون عما أسموه «بولاية سيناء» بدلا ًمن « بيت المقدس»، هكذا وبهذه السرعة؟.

التنديد كان كثيرًا ولكنه لم يكن قويًا. كان على الإعلام الغربى أو «الغبى»إن كان حقا يكره الإرهاب، أن يقف إلى جانب مصر الدولة والشعب، فى مواجهتها لخطر الإرهاب فى شمال سيناء.

الحمد لله تعالى أن مكَّن جيش مصر ورجال أمنها ومن ورائهم الشعب المصرى من دحر هذا الهجوم، ومن وراءه، من الغرب أو الشرق. ونؤكد للغرب وإعلامه، وداعش ومن سبقهم ومن يلحق بهم من الغربيين أن مصر ولادة، وأن شعبها على استعداد – إن فتح باب التطوع - أن يتقدم كله، بمن فيهم كبار السن وليس الشباب فقط، لمواجهة أى خطر حتى يباد بإذن الله.

والله الموفق