هل بيننا زاهد؟
تأملت هذه الكلمات وتوقفت عند معنى الزهد طويلاً.. فالزهد كما وصفه الله سبحانه وتعالى «لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم سورة الحديد الآية ٢٣»كما قال شفيعنا صلى الله عليه وسلم «ازهد فيما فى أيدى الناس يحبك الناس».. وقال «من زهد فى الدنيا هانت عليه المصيبات».
وأخذت أسأل نفسى. هل أنا زاهدة؟ هل سيسكن الزهد قلبى يومًا؟. هل عالمنا الآن يعرف معنى وقيمة الزهد؟. هل من بيننا زاهد فى الدنيا، يعيش للاخرة، زاهد لا يذم الدنيا ولا يمدحها ولا ينظر إليها ولا يفرح بها إذا أقبلت ولا يحزن عليها ويصبر اذا أدبرت؟.
هل من بيننا من تعرف على مشاعر وأحساسيس الزهد وعاشها فى حياته؟ هل من بيننا زاهد يشعر بالرضا بالقليل، مثل الزاهد الذى شكا إليه رجل يوما من كثرة الأبناء، فرد عليه الزاهد: انظر من كان منهم ليس رزقه على الله، أرسله لى إلى منزلى..»؟.
هل من بيننا الآن زاهد ترك الدنيا وزهد فيها قبل أن تتركه.. ومن بنى قبره قبل أن يدخله.. ومن أرضى خالقه قبل أن يلقاه؟. هل من بيننا زاهد يتذكر دائمًا أن الحياة كالمطار.. قادمون ومغادرون؟.
هل من بيننا من يشعر بكلمات الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه عن الزهد: «من زهد فى الدنيا هانت عليه المصائب ومن ارتقب الموت سارع فى الخيرات »؟.
هل من بيننا من توصل إلى الزهد على ثلاثة أوجه: الأول ترك الحرام وهو زهد العوام. والثانى: ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص..والثالث: ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين.كما وصفه الأمام أحمد بن حنبل؟.هل من بيننا زاهد شعر بأى وجه من وجوه الزهد الثلاث؟.
هل من بيننا من يمتلك أخلاق الزهاد: الشكر على الحلال.. الفقر والغنى عنده سواء»؟.
هل من بيننا زاهد لا يغلب الحرام صبره، تحول قلبه من الأشياء إلى رب الأشياء، لا يملك شيئًا ولايملكه شيء.. زاهد يعمل بكلمات خالقه سبحانه وتعالى « فما متاع الدنيا فى الآخرة إلا قليل» و«متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى»؟.
والآن.. تعرف على نفسك، انظر داخلك هل أنت زاهد؟ هل تمتلك أخلاق الزهاد؟..
انظر حولك، راقب تصرفات وقلوب من حولك.. هل من زاهد بيننا؟. إذا التقيت أو تعرفت يومًا على زاهد فى هذه الأيام؟ ابعث لى باسمه.. مع دعائنا فى هذا الشهر الكريم أن نصبح من الزهاد يومًا ولا تنسونى بالدعاء.
موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.
