رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ أحمد كريمة في الجزء الثاني من حواره لـ"الدستور": كل من ينتمي لـ"داعش" كافر

جريدة الدستور

- محافظة الدقهلية قدمت لتنظيم "داعش" الإرهابي ثلاثة كتب لتأصيل أفكارهم.. والقاعدة وبوكو حرام والسلفية والجهادية نتاج طبيعي للفكر الوهابي.
- الأوقاف ضبطت 10 أطنان من الكتب تدعو إلى التكفير في عابدين.. والسلفيون قدموا لـ "داعش" 500 إرهابي في سوريا.
- تطوير الخطاب الديني عند "السيسي" مسألة حياة أو موت.. وأناشده بتشكيل هيئة مستقلة تضم فقهاء الأمة لمواجهة التطرف.
- المتطرفون انتقوا من التراث ما يخدم مصالحهم.. وأغلب أحاديث "ابن تيمية" كانت تخص محاربة التتار.
- آشياخ السلفية والشيعة والمتصوفة جعلونا نعيش فوضى الفتاوى الشاذة.. وأهل الذكر والفقهاء تتجاهلهم الدولة وجميع مؤسساتها.
- المركز المالي للدعوة السلفية بالإسكندرية لا يقل عن 5 مليارات دولار.. وعالم الأزهر لا يجد ميكروباص ليذهب إلى المسجد.
- الاخوان استغلوا معاهد تعليم القران لتفريغ كوادرهم.. والتضامن الإجتماعي يضم مئات الجمعيات الاخوانية والسلفية والشيعية.
- من يطالب بإلغاء آيات "الجهاد" من القرآن عليه أن يفهم معناها.. وآيات السلام في القرآن 133 آية أما آيات الحرب 6 آيات.


في الجزء الثاني من الحوار يواصل العالم الأزهري الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، كاشفا عن كارثة حقيقية ممثلة في اكتشافه خلية جهادية بمحافظة الدقهلية أخرجت ثلاثة كتب منهجية لتأصيل فكر تنظيم "داعش" الإرهابي، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة تشكيل هيئة مستقلة تضم فقهاء الأمة لمواجهة التطرف.

وأوضح كريمة في حواره مع "الدستور" أن كل من ينتمي للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "داعش" كافر لأنه يستحل الحرام، وأن تنظيمات القاعدة وبوكو حرام والسلفية والجهادية نتاج طبيعي للفكر الوهابي، مشيرا إلى أن المتطرفين انتقوا من التراث ما يخدم مصالحهم، وأن أغلب أحاديث "ابن تيمية" التي يستدلون بها تخص محاربة التتار.

وإلى نص الحوار:

** بداية.. كيف ترى الجماعات الإرهابية المسلحة وعلى الأخص تنظيم داعش في سوريا والعراق؟

علينا أن نعلم أولا لما يمكن تكفير أي شخص، فكل ما استحل حراما كافر، لذلك أري ان كل من ينتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي كافر، والنبي، صلى الله عليه وسلم، سبق وأخبر عنهم، هم ومن على شاكلتهم، فأفكارهم وأساليبهم نابعة من الفكر السلفي في المقام الأول.

** وعلى ماذا اعتمدت في فتواك بكفر كل من ينضم لتنظيم إرهابي؟

بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وهناك حديث نبوي صحيح ورد في صحيح مسلم يقول نصا: "سيخرج في آواخر الزمان، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يدعون إلى كتاب الله وهم ليسوا منه في شيء، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجيرهم.. حتى قال.. لأن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد، لأنهم أشد على البشرية من يأجوج ومأجوج".

** في رأيك، على ماذا يستند تنظيم "داعش".. عندما نرى ذبحا رجما قتلا ويدعموها بنصوص قرآنية؟

سيدنا عثمان ابن عفان قال، أخوف ما يخاف على الأمة رجل عليم بالقرآن سليط اللسان، ونحن تركنا علاج الشيعة الإمامية فأخرجوا حزب الله العسكري، وتركنا علاج الشيعة الزيدية في اليمن فأخرجوا الحوثيين، أهملنا علاج السلفية اخرجواا القاعدة وطالبان وبوكو حرام والسلفية الجهادية والدواعش.

** البعض يؤكد أن الإرهاب والتطرف عرض لمرض أكبر.. ونحن نحارب العرض، فما هو المرض الذي أدى إلى وجود الإرهاب في المجتمع المصري؟

أولا السماح لمتطفل على موائد العلم أن يتصدر المشهد، ثانيا التصدير المذهبي، ثالثا أن الخطاب الديني رد فعل وهذا خطأ يجب ألا تكون رد فعل، لذلك قضية تطوير الخطاب الديني عند الرئيس "السيسي" مسألة حياة أو موت للشعب المصري، ولكنها عند الآخرين مسألة أزمة إذا حدث تفجير أو اغتيال يتحدثون عن الخطاب الديني، وبمجرد مرور أيام على الحادثة ينتهي الحديث عن الخطاب الديني، لذلك أناشد الرئيس أن ينشيء هيئة مستقلة للخطاب الديني.

** الأمر سيختلف على بسطاء المسلمين.. فعندما يستمعون إلى رجل يدعي أنه متدين ويقول إن "رسول الله" قال جئناكم بالذبح، رغم أن القرآن والسنة لم يوردا هذا الحديث ؟

مقاطعا.. ومن قال إن الجماعات المتطرفة فقط هي التي تدعي هذا الادعاء، ولكن المسلمين كلهم للآسف يفعلون ذلك، وعلينا أن نعلم أن هناك فرقا بين النص الشرعي وفهم البشر للنص الشرعي، والخلل أننا جعلنا فهم البشر من قوة النص، فأنظر الى الفتاوى التي تستدل بآية أو حديث، ثم يقول قال الإمام والفقيه، فهل الفقيه أو الإمام آية أو دليل، فإذا وجه سؤال لفضيلة المفتي سواء في مصر أو السعودية أو في أي مكان، يبدأ كلامه بالحديث ثم يسهب في أقوال الأئمة والفقهاء، ومع مرور الزمن أفهام الأمة والفقهاء أصبحت أدلة شرعية يستدل بها في الحكم الفقهي وهذا خطأ.

** كيف هذا وتلك الأفهام تستند إلى فقيه شرعي؟

لأنها مجرد أفهام خرجت حسب رؤيه وظروف وعصر هذا الفقية، وجماعات الارهاب والتطرف أمثال "داعش" و"النصرة" و"بيت المقدس" وكل طوائف السلفية الجهادية وجماعات العنف المسلح، أخذوا من التراث بالاجتزاء والانتقاء ما يخدم مصالحهم، ففصلوا النص عن سياقه وحصل منه على حكم فقهي مزور أو تم تأويلة، وكان من المفترض أن تأخذ بالمنهج الأكاديمي، وان تقوم بعمل منهج استقرائي، ولكنهم إعتمدوا علي المنهج الانتقائي، فاخذوا احكام كان لها ظروفها في العصور القديمة وصنعوا منها حكم عام، فعلي سبيل المثال قتل الاعداء والتمثيل بجثثهم للإرهاب والإرعاب والعبرة واعتبروا يا اولى الأبصار من قال هذا الكلام الإمام ابن تيمية لكنه قاله في حق التتار، هنا تلاعبت تنظيمات "داعش" واخواتها في تفسيرات ابن تيمية ونقلوا راية في التتار المتوحشين عن عموم الاسلام، فأصبح قول ابن تيمية عن السلفية دليل شرعي، وأي كتب للسلفية في اي دولة يصدقها بقوله، والأمر نفسه ينطبق علي علماء كابن القيم وابن جبريل وابن باز وابن عثيمين الذين تحولوا الي ادلة شرعية.

** كل هذا مجرد كلام لا يخرج من عن نطاق الشو الاعلامي، ولكنة لا يصل الي تلك الجماعات التي كونت جيوشا جوالة ولا يصل حتي لبسطاء المسلمين مصريين وعرب؟

من قال انه مجرد كلام، لقد بُح صوتنا كثيرا وفقا للامكانيات المتاحة، وقد كتبنا عشرات الكتب التي ترد علي افكار الجماعات المتأسلمة، وفي النهاية لا تجد المردود لاننا لا نملك الميزانيات الضخمة ولا نجد الرعاية والدعم الكبير الذي يلقاة الاخرون.

** رغم الفتاوة الشاذة التي تخرج على المجتمع إلا أن رد الأزهر دائما ما يكون ضعيفا...؟

مقاطعا.. عافيني عن الحديث عن المؤسسة الدينية لأنهم لا يقبلون النقد، ولا يقبلون الحوار.

** اذا ما تناولنا مؤلفاتك التي حاولت الرد علي الجماعات التكفيرية، فالاسلاميين حينما جاءوا الي الحكم لعبوا علي نغمة تطبيق الشريعة، وفي النهاية تأكدنا انه لا مجال للشريعة في قاموسهم...؟

علينا اولا ان نعرف ما هو الفرق بين الشريعة ومقاصدها، فهناك فقها متخصصا يدعي فقة المقاصد، هذا الفقه يرد بشكل قاطع علي السلفيين، فالنص له ظاهر وله مقصد، وجميع الجماعات الاسلامية من سلفيين واخوان وجهادية وقفوا عند ظاهر النص.

** هل تعتقد أن هذا خطأ جسيم؟

بالطبع.. فمن المفترض ان نتعامل مع النص "ظاهر" و"مقصد"، فعلي سبيل المثال سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء في الآية رقم 60 من سورة التوبة والتي تتحدث عن مصارف الذكاء "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل"، أوقف مصرف المؤلفة قلوبهم، وهذا يعني أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يعيش اليوم لكفرتة السلفية الوهابية، لأنه عطل جزء من الآية، لكنه نظر الى المقصد، فالآية نزلت وكان في المسلمين ضعف، فأما وقد أعز الله الإسلام فإذا ثبتم في الدين فلكم ما لنا وعليكم ما علينا وإلا بيننا وبينكم السيف، فسيدنا عمر بن الخطاب في ايقاف مصرف المؤلفة قلوبهم في مصارف الذكاء لم ينظر الى الحرفية وإنما الى المقصد، ولذلك العلماء مثل الامام الشاطبي في الموافقات بدأ يكتب عن فكر المقاصد، واعظم من تكلم في العصر الحديث الشيخ الطاهري بن عاشور من تونس، وهذا الفكر غير موجود.

** اذا تحدثنا عن الفرق بين المظاهر والمقاصد؟

كثير جدا ولا تعد او تحصي.

** عندما نتحدث عن الشريعة وتطبيقها، نجد ان كل جماعة أخذت منها ما يوافق أهواءها، فالبعض اعتقد ان الشريعة مجرد حدود، فاصبح هناك تأويل فاسد لفرض شيء ما...؟

مقاطعا.. لأن المجتمع الاسلامي يعاني ضبابية عشوائية في مرجعيتة الدينية، فالعمل الافتائي والرعوي عند اليهودية والمسيحية عمل منظم، لا يقوم به الا طائفة معينة، أما في الاسلامية فيوجد فوضى، فاشياخ السلفية والشيعة والمتصوفة أجهل الناس بأمور الدين، المسألة لديه مجرد لحية وجلباب، وبعض الموردين يمكن ان يصبحوا فقهاء دين.

** وما الضرر في ان يصبح فقيها دينيا طالما انه يتبع منهجا؟

الله عز وجل هو الذي حدد التخصص عندما قال في سورة النساء الاية 83 حينما قال تعالي "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" وفي صورة التوبة في الاية رقم 122 قال تعالي "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين"، وقال ايضا في سورة النحل الاية رقم 43 "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، حتى محمد بن عبد الله حدد التخصص العلمي الدقيق فقال "اعلم الامة بالقراءات القرآنية عبد الله بن مسعود، وبروايات الحديث أبو هريرة، وبالفقه على بن أبي طالب، وبالفتاوة عبد الله بن عمر، بالحلال والحرام معاذ بن جبل، أمين الامة أبو عبيدة ابن الجراح"، لذلك نعيش فوضي الفتاوي الشاذة، وجميعها تاتي من المدرسة السلفية في الاسكندرية، لذلك فتحية العلم كفر، وعيد الأم شرك، شم النسيم والدستور كفر.

** لماذا لا نقول ان اهل الذكر أخطأوا في عدم خوض غمار هذه الفوضي من الكتابات الشاذة؟

من قال هذا.. نحن نسعي كثيرا لمواجهة تلك الافكار، ولكننا للاسف نستلذ بهدم العلماء الكبار في مصر، فتركنا الشيخ محمد الغزالي فريسة سهلة للسلفيين ليكفروه بعد ان اصدر كتابا عظيما في السنة النبوية بين اهل الحديث واهل الفقه، كما تركناهم يتطاولوا على الشيخ متولى الشعراوي والشيخ جاد الحق والدكتور على جمعة، وعندما حرقوا سيارتي، ماذا فعلت الدولة من أجل العلماء، لا الأزهر ولا الاوقاف ولا اي مؤسسة في الدولة كلمتني عن تعويض سيارتي، رغم ان سائق سيارة عوضوه سيارته في 24 ساعة.

** معني هذا ان كبار العلماء والمشايخ سيستسلمون لهم؟

من قال هذا.. نحن نعمل وبحدود امكانياتنا، ويكفي إنني اكتشفت وبمحض الصدفة خلية سلفية في الوجه البحري، وتحديدا في محافظة الدقهلية تقوم بتأصيل الكتب لتنظيم داعش الإرهابي، وقد قامت بتأليف ثلاثة كتب حتي الأن، الكتاب الاول "مد الأيادي لبيعة البغدادي" والثاني "رفع الملام عن دولة وجند دولة الاسلام" والثالث "موجبات الانضمام الى الدولة الاسلامية في العراق والشام".

** تقصد ان تأصيل فكر داعش يخرج من مصر؟

هذا صحيح للاسف وفي ظل غياب كامل للرقابة، وقد حصلت علي نسخة من كل كتاب وأعكف منذ اشهر علي كتابة رد فقهي ولكنه في نهاية الامر بمجهود فردي، بعكس مؤلفي تلك الكتب يقف خلفهم تنظيم عالمي وتنظيمات دولية لتشويه صورة الاسلام.

** واين الدولة من تلك الكتب التي تخرج من الدقهلية؟

لقد حذرت المؤسسة الدينية والدولة من هذا، ووزارة الاوقاف قامت بعمل تفتيش على معهد اعداد الدعاة لانصار السنة في عابدين وضبطت عشر اطنان كتب تدعوا للتكفير في المخازن فأين التضامن الاجتماعي، هناك مجلة تدعي "رؤى الغد" تصدر عن المركز المصري للبحوث والدراسات الامنية بالقاهرة، تقول ان 500 من كوادر حزب سلفي الآن في داعش في سوريا.

** في دراستك لكتب داعش التي تخرج من الدقهلية، ما هي ابرز النقاط التي لفتت انتباهك؟

تلك الكتب الثلاث لا تحتوي سوي علي تأويلات مغلوطة لنصوص شرعية وفيها اجتزاء وانتقاء واقوال بعض الشيوخ أخذوها على انها ادلة شرعية وهذا خطا فكتابات الممدودي وكتابات سيد قطب وكتابات محمد عبد السلام فرج وكتابات ابو بكر البغدادي جعلوها ادلة شرعية، وبما ان سيد قطب قال ان المجتمع جاهلي وان الحاكمين لله فأصبح دليل شرعي، فيجب ضبط التعامل مع النصوص فأنا اريد ان اتعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية علي ان يكون هناك آلية منضبطة للناس فيعرف الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم واسباب النزول ودلالات الألفاظ درجات الحديث وهل الحديث وقعة عين ام حديث عام وما دلالة الحديث.

** إذا ما تحدثنا عن جرائم التكفير...؟

مقاطعا.. التكفير اساس الانحراف في الفكر الديني، وأول من ابتدعه كان الخوارج ايام الامام على رضى الله عنه، هذه الخميرة موجودة حتى الآن، فإذا قرأت كتاب فتاوى علماء البلد الحرام، ستجد تكفير لكل المسلمين للأزهر والشيعة والابضية والصوفية.

** وكتاب فتاوى علماء البلد الحرام موجود في الأسواق؟

يتم تداولة منذ عشرين سنة، ويهاجم الجيش المصري، وتعتبرة الجماعة السلفية في مصر دستورها، والمسألة أكبر مما تتخيل، فالاختراق تم ايام السادات ومبارك، والآن اصبح الاختراق من الشيعة، فأنشأوا جمعيات في التضامن الاجتماعي، كذلك الجمعيات السلفية والجماعة الاخوانية، وعلي وزارة التضامن الاجتماعي ان تراجع نشاط هذه الجمعيات، واي جمعية تثبت انها تتبنى الفكر الاخواني او الفكر السلفي او الفكر الشيعي يتم حلها فورا، فما الفائدة اذا كان الازهري في مسجد دون ادنى امكانيات، والجمعيات الممولة بامكانات ضخمة، ومجلة الفرقان التي تصدر عن جمعية احياء التراث السلفية في دولة الكويت في العدد 107 لسنة 2012 تحدثت عن ان المركز المالي للدعوة السلفية بالاسكندرية لا يقل عن 5 مليار دولار، وعالم الازهر لا يجد ميكروباص ليذهب الى المسجد.

** "الله أكبر".. أضحت شعارا للقتل منذ فتنة عثمان بن عفان، باي منهج ديني تم استغلال "الله أكبر"؟

بنفس منهج الحملات الصليبية التي حملت الصليب، فهل الديانة المسيحية قالت لهم ان يتركوا منازلهم في أوروبا ويأتون لنهب الشام ولدمار المسجد الاقصى وقتل الناس في الشوارع، ايضا يوجد فرق بين اليهودية التي نزلت على سيدنا موسى والصهيونية الاستعمارية.

** "الإرهاب لا دين له".. مصطلح دارج عقب كل عملية إرهابية، لماذا لا نعترف انهم مجموعة من المسلمين ولكنهم مجرمون؟ هل التبرأ منهم خطوة للقضاء على إرهابهم أم اننا يجب ان نعترف بهذا الخلل؟

اختلف معك.. فلدينا في الكتاب الاسلامي مصطلح الاستحلال، اي لو ان مسلم استحل ما حرم الله، وكان يعلم ويتعمد، اي لو حلل الزنا أو شرب الخمر، يكون مرتدا، لأنه رد الامر علي الله، ولذلك كنت أول من قال ان داعش مرتدون وخارجون على الإسلام لأنه يستحل ما حرم الله ويعلم انه يفترى على دين الله، أما مصطلح ان الارهاب لا دين له فهذا كلام انشائي.

** في كتابك المتسلفون يدعون انهم الفرقة الناجية من النار، وبعد الثورة ظهرت كلمة شهيد على كل من يسقط من كل الاطراف فهل هم ناجون من النار؟ وعلى ماذا اعتمدوا؟

السلفية كذابون، كل فرقة تجيش شعارات لنفسها، فالاخوان يقولون تطبيق الشريعة الاسلامية ثمانون عاما، وفي سنة الحكم لم يشكلوا لجنة واحدة لتقنين الشريعة، وسعد الكتاتني لم يلقي نظرة علي تقنين الشريعة للدكتور مصطفى متولى والشيخ جاد الحق، لأنهم كذابون لم يفكروا في الشريعة ولكنهم استخدموها دابة أو سلم للوصول لأغراضهم، نفس الشيء مع السلفيين يقولون انهم الفرقة الناجية من النار، فهل القرآن يوصف اتباعه بالفرقة أم بالامة، أما الفرقة الناجية فتكون في آخر الحياة عندما يسود الالحاد العالم فتخرج فئة قليلة جدا تؤمن بالله.

** البعض طالب في اطار تطوير الخطاب الديني بإلغاء "الجهاد" من القرآن الكريم.. وكان الجهاد هو سبب العمليات الارهابية...؟

مقاطعا.. علينا ان نفهم مصطلح الجهاد اولا، فهناك فرق بين البغي والحرابة والصيال، الحرابة قطع الطرق واخافة الناس والاستيلاء على اموالهم، وآية الحرابة 33 من صورة المائدة، انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف، وجريمة "البغي" في صورة الحجرات وعن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما، اما جريمة "الصيال" فهمي ما تمارسه داعش فهم يعتدون على النفس والمال والعرض، لذلك دفع "الصيال" واجب شرعي.

** وماذا عن جريمة الإرتجاف؟
هذا ما لا يتحدث فيه أحد حتي الان، وهي جريمة الاعتداء علي الجنود وعلي الجيوش، ووردت في سورة الاحزاب في الآية 60 حيث قال الله تعالي "لئن لن ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا.. ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا".

** لذلك يقول البعض ان الجماعات الارهابية تستغل آيات القرآن الكريم في تأويل فاسد لتبرير عملياتها الارهابية؟

القرآن الكريم بريء منهم، فآيات السلام في القرآن 133 آية أما آيات الحرب 6 آيات فقط، فالقتال دفاع عن الارض والعرض وصد المعتدي الخارجي الاجنبي، انما ما يحدث داخل البلاد فهو بغي أو حرابة أو صيال أو ارجاف، لذلك أقول أن التطرف يحتاج الى الفقهاء ولكن الدولة تهمش الفقهاء مع سبق الاصرار والترصد، لا الوعاظ ولا القوافل الدعوية ولا المؤتمرات ستأتي بنتيجة.

** ما المطلوب إذا؟

الحل في يد الرئيس "السيسي"، أناشدة بسرعة إنشاء الهيئة القومية للخطاب الديني، علي ان يضم اليها فريق من الفقهاء النابغين سواء من جامعة الازهر او القاهرة او عين شمس أو من خارج مصر، ويكون الهدف المباشر منها نقد اشباة الخوارج المعاصرين الاخوان والسلفية الجهادية التخريبية التدميرية.

** كان هناك ما يسمي بالكتاتيب في القري والنجوع كيف اختفت في مقابل زوايا الجماعات الاسلامية والجهادية والسلفية؟

هنا حجر الزاوية، لابد من اعادة الكتاتيب لمواجهة الزوايا الدينية العشوائية التي شوهت عقول البسطاء في القرع والنجوع، علي ان يكون هناك نوع من الإشراف من الازهر والاوقاف، فالاخوان استغلوا جمعيات معاهد تعليم القران الكريم لتفريغ قياداتهم وكوادرهم، وعلينا ان نستعين بأهل الفقه وأهل الذكر في مواجهة أفكارهم، وعلينا ان نقضي علي موظفي المؤسسات الدينية، يومها سنعالج تلك الافكار ونقضي عليها.