رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو.. بعد غرقهم في مياه المجاري.. أهالي بشتيل لمحافظ الجيزة: "ارحمنا علشان ربنا يرحمك"

جريدة الدستور

"ناس عايشة في نعيم وناس عايشة في الطين".. جملة تصف حال أهالي منطقة بشتيل التابعة لمحافظة الجيزة الذين يغرقون ومنازلهم في مياه الصرف الصحي التي نجحت في اقتحام الأدوار الأرضية وتدمير حوائط المنازل وقطع رزق أصحاب المحلات، وبين كل ذلك لم يستطع الأهالي سوى ردم مياه المجاري بالرمال بعد أن تجاهل المسئولون استغاثاتهم وشكاويهم المستمرة.

كاميرا "الدستور"، رصدت المنطقة بعد أن ردم الأهالي الأرض بالرمال لينقذوا أنفسهم ومنازلهم، بعد تجاهل الدكتور خالد زكريا، محافظ الجيزة، ومسئولو الحي استغاثات الأهالي واقتصار دورهم على جمع الأموال منهم دون الوصول إلى حل جذري للمشكلة التي يعاني منها الأهالي منذ أكثر من عشرة أعوام.

"محمد عبد العال"، أحد سكان المنطقة، أكد أنه تمكن من مقابلة محافظ الجيزة أثناء جولة له في الوراق، وطلب منه بياناته لمساعدة الأهالي في حل الأزمة، وأضاف أن المحافظ بالفعل أرسل عمالًا من الحي ولكنهم لم يساعدوهم بل جمعوا منهم مبلغ 200 جنيه بحجة إصلاح العطل، وعندما اعترض الأهالي قالوا لهم: "لو مش عاجبكوا متطلوبوناش تاني"، وأشار إلى أن حياتهم قائمة على شراء أكوام من الرمل لوضعها أمام المنازل لمنع تسرب مياه الصرف.

وأضاف هاني رأفت، أحد الأهالي، أن نجلته أصيبت صعقها ماس كهربائي بسبب وصول المياه لسلك كهرباء، وعندما ذهب بشكوى إلى المهندس المسئول عن المنطقة، استهزأ بشكواه وقاله له "أنا هعملك إيه يعني"، وأكد أن مسئولو الحي طلبوا من المنطقة جمع 26 ألف جنيه لتغيير مواسير الصرف، قائلًا: "هنجيب منين واحنا مش لاقيين ناكل، هي مش الحكومة شغالة عندنا مبتخدمناش ليه.. ولا عشان ملناش ظهر بيبهدلونا"، ووجه رسالة لمحافظ الجيزة: "إرحمنا عشان ربنا يرحمك لما يفتكرك احنا عايشين في ذل ومبنامش".

أما الحاج مصطفى أبو المكارم، فأكد أنه بعد إدخال الحكومة الصرف الصحي عاشوا كالغرقانين في مياهه دون منقذ، وأكد أن ناقلات الرمل التي يحضروها من الوقت للأخر لعلاج المشكلة، عملت على تعلية الطريق وإغلاق منافذ الأدوار الأرضية مما اضطر قاطنيها لمغادرتها، وأضاف أن الحي أرسل شخص يتقاضى 80 جنيه لتسليك المجاري، ولكن بمجرد انتهائه يعود الوضع كما كان عليه.

وأضافت أم عمر، أن الـ 80 جنيه التي يدفعوها لتصليح المجاري أصبحت جزءًا لا يتجزأ عن المتطلبات اليومية، فلم يمر يومًا دون دفعها خاصة عقب تسببها في شروخ بسلم المنزل، مؤكده عدم قدرتها على دفع المبلغ بشكل يومي في ظل مصاريف أبنائها في الثانوية العامة، قائلة: "هو المعاش هيكفي أكل ولا شرب ولا مجاري"، وعبرت "أم دسوقي"، عن استيائها من تدمير مياه الصرف لحوائط وأرضية منزلها، فاضطرت إلى مغادرة المنزل والجلوس أمامه والذهاب عند المبيت إلى أبنائها.

"لو أي مسئول يقدر يعيش بعياله هنا أحنا هنبطل شكوى ونقوله متشكرين لكن دول بيركبوا عربيات مكيفة وعايشين أحلى عيشة هيبصلنا ليه بقى"، كان رأي "جمال محمد"، الذي تمنى أن ينشأ أطفال المنطقة في بيئة نظيفة وجو صحي بعيدًا عن المجاري التي يعومون عليها من الحين للأخر، مضيفًا أنه لو كان بإمكان أي فرد ترك المنطقة لفعلها.

وقال أشرف مصطفى، إن مياه الصرف تخطت محل أكل عيشه، وتسببت في إتلاف بضائعه التي يصرف من ثمن بيعها على ذويه، كما أنه يسير على عكاز ويخشى السير في الطرق عند انسداد البالوعات، وهددت "أم أشرف"، المحافظ بتوجه جميع أهالي المنطقة لمقر مبنى المحافظة والجلوس أمامها لحين إصلاح الأزمة، قائلة: " زي ما هما عايشين مرفهين احنا عاوزين نعيش على قدنا بس بنضافة"، مشيرة إلى أنها لا تتمكن من فتح نوافذ البيت لتهويته بسبب الرائحة الكريهة والحشرات.