رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شادية مصر"والدكتوراه الفخرية


"يا حبيبتي يا مصر...
باشكر الأكاديمية التي كرمتني ، ده شــــرف كبير ليا
ربنا يحميكي يا مصر وينصرك يا مصر وتحيا مصر".

بهذه الكلمات البسيطة والمكثفة لفظًا ودلالة .. كانت الرسالة الصوتية التى بعثت بها الفنانة الكبيرة المعتزلة ( شادية ) إلى أكاديمية الفنون إمتنانًا لتكريمها بمنحها الدكتوراه الفخرية وذلك بإجماع الآراء من مجلس الأكاديمية برئاسة أ.د.أحلام يونس ؛وكذا منحها للمطرب الاماراتي حسين الجسمي والمطرب الكويتي عبدالله الرويشد والمطرب السعودي عبادي الجوهر .وكان ذلك خلال الحفل الراقي الذى أقامته الأكاديمية بعنوان " مصر تفخر بعروبتها " كنوع من الاحتفاء بذكرى 25 أبريل وأعياد تحرير سيناء التى تعيش مصر أجواءها خلال الشهر الحالى ، وتعبيرًا عن مدى
 الحُب القلبى الذى يكنه الإحساس الجمعى الشعبى فى مصروالعالم العربى لهذه الفنانة العملاقة التى أسعدت الجماهير طوال مشوارها الفنى الباذخ العطاء والمفعم بكل ماهو صادق وشريف فى حب الوطن منذ نعومة أظفارها ، وشدَت بصوتها الشجىْ بكل الكلمات المعبِّرة عن هذا الانتماء الروحى فى أغنياتها الوطنية فى كل المناسبات السياسية والاجتماعية التى مر بها الوطن ، وجسدت على شاشة السينما بكل الصدق شخصية البنت المصرية الأصيلة التى تعشق الحرية فى كل صورها ، ولعل شخصية ( فؤادة ) فى الفيلم المحفور في ذاكرتنا جميعا ( شىء من الخوف ) تعكس مدى التزام
 "شاديتنا" بأهمية الدور الذى يلعبه الفنان فى التأثير على مجتمعه وينفخ فيه من روح الوفاء والانتماء مايجب أن يكون عليه الفرد فى المجتمع المتطلع الى الإنعتاق من التبعية لكل من يحاول أن يفرض الهيمنة والسيطرة عليه ويتحكم فى مصيره ومقدراته .. فتكون الصورة المبهرة للفنان هى التى تبقى وتعيش فى وجدان الجماهير على مدى الأزمان ؛ لتصنع علامة فارقة فى تاريخه وتاريخ أمته بأسرها .

ودائمًا إيمانى كامل وعميق بأن الحُب وحده لايكفى !!
وهذا ينطبق على كل أشكال وأنواع الحب المادى والمعنوى ؛ فمن الضروري أن يكون دوما حبا مضفورًا بالاحترام الصادق المنبثق ــ وأكاد أقول المتفجِّرــ من شرايين القلوب ، خاصة إذا كان هذا الحُب لفنانة مبدعة تعشق الوطن بكل جوارحها وتؤكد بسلوكياتها وإبداعاتها مايجعل محبيها وعاشقيها يقدمون الاحترام على الحُب فى الكثير من الأحايين تقديرًا لدورها الإنسانى الفاعل والمؤثر فى مسيرة مجتمعها ؛ الذى يؤثر بدوره ـ بالضرورة ـ فى مسارات الوطن ومكانته اللائقة بتراثه على خريطة العالم .

ففى الثامن من فبراير فى العام 1929 جاءت إلى الوجود الطفلة/فاطمة احمد شاكر والتى اشتهرت ـ فيما بعد ـ بالفنانة /شادية ؛ والتى انتزعت هذا الحُب الممزوج بالاحترام من قلوب وأرواح كل من تابع مسيرتها الفنية وحتى الحياتية على المستوى الشخصى والإنسانى .. فالفنان الحقيقى الذى يحترم شخصه وفنه يعرف مدى قيمة تأثير الفن فى وجدان أمته ومصيرها وأن حياته الشخصية لاتنفصم عُراها عما يقدمه من أعمال تعكس صدق التوجه والهدف إيمانًا بعظمة الرسالة التى وهب حياته من أجلها .. ومن هذا المنطلق فى الحكم على هذه الشخصية المتفرّدة ؛ تبلور الاستحقاق المتوج لما
 أنجزته وتغنت به ( شادية مصر ) على أفنان الإبداع والتألق ، هذا التكريم الذى صادف أهله تمامًا .

تحية من القلب إلى كل من شارك فى هذا العرس الفني والاحتفائي المبهر ل"معبودة الجماهير"في كل زمان وآوان فنانتنا القابعة في القلوب التي تركت بصمتها الفاعلة على أزهى عصر من عصور زمن الفن الجميل ؛ تلك البصمة التى ستظل من العلامات الفارقة لأجيال طويلة قادمة .. تصنع بكل الحُب تراث هذا الوطن العظيم جنبا إلي جنب مع من عاصرها من الفنانين في مصر والعالم العربي .وهانحن نردد معها "تحيــــا مصـــــر" مدوية بل نزيد عليها ب"تحيا الأمة العربية".

أستاذ الدراسات اللغوية ـ أكاديمية الفنون