رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وما أدراكم .. ماالفوسفات ؟


خبر صاعق ضمن ملايين الأخبار التى تصدم وجوهنا كل صباح: «غرق صندل محمل بـ 500 طن من مادة الفوسفات فى مياه النيل «وفى التو واللحظة.. يقفز إلى ذهنى سؤال مهم: كيف استطاع المصرى القديم أن ينقل ـ بملايين الأطنان ـ عبر النيل أحجار الأهرامات إلى مكانها القابع فى صحراء الجيزة؟ والمعلوم أن كتلة الهرم الأكبر وحده توازى 6 ملايين طن من الأحجار...

هل ساعده ـ الذين هبطوا من السماءـ كما قال أحد الكتاب الذين حاولوا التقليل من شأن ذاك المصرى القديم وقدرته الفذة فى بناء تلك الصروح العظيمة فى هذا الزمن السحيق منذ خمسة آلاف عام وربما أكثر؟ وهل يعجز المصرى الآن ـ بكل التكنولوجيا الحديثة ـ أن ينقل ما يوازى حجم ووزن حجر واحد من حجارة الأهرام من مادة «الفوسفات» عبر هذا النيل ؟ عفوًا .. إذ أبدأ حديثى بأسئلة حيرى تبحث عن إجابة شافية ، ولكن من حقى أن أتعجب من كم الإهمال الذى تمارسه الجهات المسئولة عن نقل المعادن باختلاف أنواعها عبرمجرى النيل، بصرف النظرعن فوائدها أو أضرارها للبشر، وماذا لو كانت هذه الشحنة من «الذهب»؟ هل كانت ستعامل بنفس ما عوملت به شحنة من هذا النوع الذى يعتبر من أغلى كنوز أى دولة تنعم سلسلة جبالها بوجود تلك العروق الهائلة من المعادن فى تجاويفها ؟ وصحيح أنه ليس كل ما يلمع «ذهبًا» وصحيح أيضًا أن هناك معادن ليس لها بريق الذهب ؛ ولكنها أغلى من الذهب والماس .. ومنها معدن الفوسفات الذى سقط بالإهمال فى النيل الذى يشرب منه الرائح والغادى، والذى ذاع صيت المقولة الشهيرة عنه بأن: من يشرب من مياه النيل يعود إليه بكل الحنين والشوق! ولست هُنا بصدد أن أنصِّب من نفسى جهة تحقيق أو أن أشير بأصابع الاتهام إلى أحد، ولكن علينا نحن أصحاب القلم ـ ونحن نخاطب الرأى العام ـ أن نشيرإلى مواقع الخلل والإهمال، وأستغرب تلك الاستهانة بأرواح المصريين حين تتضارب أقوال السادة العلماء فى تحديد مدى الضرر أو النفع لسريان هذا الفوسفات فى الماء الذى يوهب الحياة لشعب مصر .. فحدود معلوماتى عن هذا المعدن أنه يحتوى على عناصر تفيد جسم الإنسان فهو: يعد عنصًرا أساسيا لبناء العظام والأسنان. يدخل فى تكوين الأحماض النووية RNA DNA. يدخل فى تكوين جزيئات الطاقة التى تساعد فى تخزين الطاقة وانطلاقها حسب الحاجة. يدخل فى تركيب المنظمات التى تقوم بتنظيم التوازن الحمضى القلوى. يدخل فى تركيب منظم نقل وامتصاص الدهون وهو «الفوسفوليبدات». يدخل فى تركيب جميع خلايا الجسم «الفوسفات العضوية». ولكن ماحاول أن يخفيه بعض العلماء فى اللقاءات المصورة على الشاشات أن هذا المعدن يحتوى كل «طن» منه على «200 جرام» من معـدن «اليورانيوم» المشع الذى يتسبب فى تكسير الخلايا وتحطيم جهاز المناعة الذى يفقد الإنسان كل مقومات الحياة، وينتهى به إلى رقم فى سجل من غادروا دنيانا إلى غير رجعة، أو قابعًا فى سجلات الانتظار للعلاج بمستشفياتنا العامرة بالمرضى بكل أوبئة الدنيا ابتداء من البلهارسيا وصولاً إلى Virus cالمدمِّـر! فأين الحقيقة إذن ؟ وكما قلت فأنا لست جهة تحقيق أو اتهام لأحد.. ولكنى فقط أدعو إلى إحكام السيطرة على سبُل نقل المعادن بكل أنواعها عبر مجرى نهر النيل حتى لا يصبح «النهـر» مثل «الثعبان» الذى يوزع الخوف والسموم إلى قلوب وجسد المصريين.

أستاذ الدراسات اللغوية ـ أكاديمية الفنون