رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموت في حياة "الخال"

عبد الرحمن الأبنودي
عبد الرحمن الأبنودي

"خايف أموت من غير ما أشوف تغير الظروف.. تغير الوشوش وتغير الصنوف والمحدوفين ورا متبسمين في أول الصفوف.. خايف أموت وتموت معايا الفكرة.. لا ينتصر كل اللي حبيته ولا يتهزم كل اللى كنت أكره.. اتخيلوا الحسرة!"، بهذه الكلمات عبر الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي عن رأيه في الموت، فلم يشغله فراق الأحباب أو الأهل أو الحرمان من ملذات الدنيا بقدر ما كان مهموما بوطنه ويخشى أن يرحل قبل أن يشهد تغيرا ملموسا.

"الأبنودي" الذي مزج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدي، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. ليكون هو السهل الممتنع كما وصفه الكاتب الصحفي محمد توفيق في مقدمة كتابه "الخال".

 تناول الموت في قصيدة أخرى، هي "العمة يامنه"، قائلًا: "إذا جاك الموت يا وليدى.. موت على طول.. اللى اتخطفوا فضلوا أحباب.. صاحيين فى القلب.. كإن ما حدش غاب.. واللى ماتوا حتة حتة.. ونشفوا وهم حيين.. حتى سلامو عليكم مش بتعدى.. من بره الأعتاب.. أول ما يجيك الموت.. افتح.. أول ما ينادى عليك.. اجلح.. انت الكسبان.. اوعى تحسبها حساب"، وكتب قصيدة أخرى بعنوان "الموت على الأسفلت" جسد فيها المأساة والواقع الفلسطيني.

قال "الأبنودي" في لقاء إعلامي أجراه مطلع الشهر الجاري، بعد تحسن حالته الصحية: "الصعايدة فهمونا إننا مبنعياش، بنموت فجأة". وتابع: "إحنا الصعايدة نحب الموت، ونحتفل بيه وننتظره، ده أول ما الواحد عندنا يعدي الأربعين نقول عليه حسن الختام".