رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 محطات هامة في أحداث "الاتحادية"

جريدة الدستور

"مشهد مرعب ومخيف ينذر بعواقب وخيمة على مستقبل هذا البلد مادام المتحكم فيه من العناصر التي تتخذ من العنف والقتل منهجًا.. مرسي يخوض حربًا ضد الشعب"، بهذه الكلمات وصف الروائي بهاء طاهر "أحداث الاتحادية"، التي أسفرت عن إصابة المئات ووفاة آخرين، أبرزهم الحسيني أبو ضيف الصحفي بجريدة الفجر؛ إثر الاشتباكات التي نشبت في محيط القصر بين الرافضين للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي في نوفمبر 2012، وبموجبه حصن قراراته، وأنصار الرئيس.
وهي القضية التي أسندت النيابة العامة إلى الرئيس المعزول محمد مرسي تهم تحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، واستخدام العنف والبلطجة وفرض السطوة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء، والقبض على المتظاهرين السلميين واحتجازهم بدون وجه حق وتعذيبهم.
وسطرت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، اليوم الثلاثاء، فصلا جديدا في هذه القضية، بإصدارها حكما بالسجن المشدد 20 عاما على الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الجماعة عصام العريان ومحمد البلتاجي وأسعد الشيخة.
تعود الأحداث إلي يوم الثلاثاء 4 ديسمبر عام 2012، حيث توافد العشرات من المتظاهرين إلى قصر الاتحادية الجمهوري، ضمن فعاليات مليونية "الإنذار الأخير"، التي دعت لها مختلف القوى السياسية والثورية، للتأكيد على رفض الإعلان الدستوري، ودعوة الرئيس للاستفتاء على الدستور.
ورفع المشاركون في المسيرات المتجهة صوب قصر الاتحادية، لافتات جاء بها: "ارحل يا مرسي الفرصة الآن حانت لرحيلك أنت وهذه الجماعة الدموية.. اغتنم الفرصة.. وأنتم تحاربون الله ورسوله والذين آمنوا" و"ارحل يا مرسي.. انكشفت أنت وجماعتك"، وقرر عدد من المتظاهرين الاعتصام في خيام عند جدران قصر الاتحادية، ثم جاء مؤيدون بحجة الدفاع عن القصر من هجوم وشيك عليه، وفضوا الاعتصام.
أحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة قصر الاتحادية، قال إن المعتصمين كانوا في أفضل حالات الاحترام والهدوء ولم يصدر منهم أي تصرف عنيف والمهاجمين من أعضاء جماعة الإخوان والموالين لهم، قاموا بتحطيم خيام المعتصمين والتعدي عليهم بالضرب المبرح والهجوم العنيف وأحدثوا بهم إصابات بالغة على حد قوله.
وأضاف، "أن المهاجمين من جماعة الأخوان قاموا باستخدام الأسلحة النارية ضد المتظاهرين وتعدوا على الصحفيين لمنعهم من تصوير وقائع الاعتداء على المعتصمين السلميين".
وشهدت الأحداث وقائع عنف يندى لها الجبين، حيث قام أنصار الرئيس المعزول بتعليق أحد المتظاهرين السلميين بعد أن اعتدوا عليه بالضرب المبرح علية على أحد أعمدة الإنارة المتواجدة بجوار مسجد عمر بن عبد العزيز، وتدخلت قوات الحرس الجمهوري لتحريره منهم.
كما قاموا باحتجاز وتعذيب العشرات من الرجال والنساء والأطفال، فقد تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشخص يتم تعذيبه على يد أنصار الجماعة ويدعي المهندس مينا فيليب، وقال "فيليب" في أحداث الاتحادية تصادف وجودي مساء الأربعاء في شارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة أثناء عودتي من عملي، وفوجئت بهجوم عدد من الإخوان قاموا بضربي على وجهي ورأسي وسحلي على الأرض وسبى بأقذع الألفاظ، وتم احتجازي لساعات لم يعلم أحدهم أنى مسيحي، إلى أن جاء أحدهم وقال بصوت عالٍ: "الرجل ده مسيحي"، فاستمروا في لكمي وضربي بشدة.
وتابع الحديث عن وقائع اليوم قائلاً: ظللنا محتجزين مع الإخوان والملتحين حتى جاء ضابط شرطة وطلب منهم تسلمنا، ثم أخذنا إلى نيابة قسم مصر الجديدة، وتمت إثبات حالتنا المتدهورة، وتم إحضار مسعفين لنا لعمل إسعافات أولية لأصابتنا، وأضاف كان معنا في الحجز أكثر من 15 شخص بينهم أطفال ورجال ونساء والجميع إصاباتهم سيئة للغاية.
وفى صباح يوم الخميس السادس من ديسمبر: أمر المستشار مصطفى خاطر المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة، بانتداب أعضاء نيابات مصر الجديدة والنزهة وعين شمس للتحقيق في أحداث اشتباكات قصر الاتحادية والتي أسفرت عن مصرع سبعة أشخاص بعد إصابتهم بطلقات نارية.
وشهد ميدان التحرير، توافد عشرات المتظاهرين احتجاجا على فض اعتصام المعارضين للقرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى أمام قصر الاتحادية، ونظم المتظاهرون مسيرة طافت مختلف أرجاء الميدان مرددين الهتافات ضد "مرسي"، ومن بينها "يسقط يسقط.. حكم المرشد" و"ارحل.. ارحل".
قرر المعتصمون في ميدان التحرير تنظيم ثلاث مسيرات إلى قصر الاتحادية للاحتجاج على اعتداء ميليشيات جماعة الإخوان على المتظاهرين السلميين.
"الجمعة" السابع من ديسمبر:
تخطى الآلاف من المتظاهرين في محيط قصر الاتحادية الحواجز التي أقامتها قوات الحرس الجمهوري ووصلوا إلى أسوار قصر الاتحادية والتزمت قوات الحرس بالمدرعات والمركبات المتواجدة بمحيط الاتحادية لعدم الاحتكاك بالمتظاهرين.

ولقد تراجعت قوات الحرس الجمهوري إلى داخل قصر الاتحادية وأمام بواباته، عقب تجاوز عشرات الآلاف من المتظاهرين الأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية، وهم يرددون هتاف "إيد واحدة"، ولم يقع أي صدام مع قوات الحرس حتى بعد أن صعد المتظاهرون فوق الدبابات أمام القصر.
وبحلول الساعة الحادية عشر من مساء الجمعة، تناقصت أعداد المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي، في حين بدأت مجموعة منهم نصب الخيام استعدادا للاعتصام السلمي مرة أخرى أمام قصر الاتحادية.
أخلت نيابة مصر الجديدة سبيل 134 متهما في الأحداث بضمان محل إقامتهم، وذلك بعد أن تسلمت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، والتي أكدت عدم تورط المتهمين في الاشتباكات، وأنهم تواجدوا للتعبير عن آرائهم بطريقة سلمية وتم التعدي عليهم.
"السبت" الثامن من ديسمبر:
تراجع الرئيس محمد مرسي عن الإعلان الدستوري الأخير، وأصدر إعلانا دستوريا جديدا، وهو ما أدى إلى امتصاص غضب القوى السياسية بعض الشيء.