رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل أنا أصلح للفتوى؟


شميتم النسيم.... خرجتم للمتنزهات.. أكلتم الفسيخ.. عيدتم على الإخوة المسيحيين؟ إذن أنتم والعياذ بالله آثمون!!! دى مش مزحة.. هذه آخر فتاوى الشيخ الحوينى «جميع العلماء حرموا مشاركة المسلمين للمشركين أعيادهم.. وأنه حرام بيع فى يوم شم النسيم البيض أو الفسيخ والرنجة، ومن يفعل ذلك فهو آثم!!! لا حول ولا قوة إلا بالله.. من هم جميع العلماء!!!!! هذه الفتوى جاءت استكمالاً لسلسلة الفتاوى الغريبة التى تخرج من فكر وعقل المسلمين عن تحريم بعض الأكلات.... فقد حرم «الشيعة» من قبل أكل الأرانب لأنه «من الممسوخات»!!!! وحرموا الطماطم لأنها نصرانية!! كما حرم مسلمو الصومال أكل طعام «السمبوسك»، لأنها مسيحية!!!! بعد أن حرموا مشاهدة أو لعب كرة القدم!!!! كما حرم البعض على المرأة أكل الموز والخيار والجزر والكوسة وإذا رغبت المرأة أكلها يقوم «محرم» بشرائها وتقطيعها قبل مناولتها للمرأة!! حسبى الله ونعم الوكيل!!! وإذا كان «شيوخنا» قد تركوا أحوال المسلمين وصد هجمة تشويه الإسلام وحرب الوجود التى يواجهها العرب والمسلمون وانشغلوا بتحريم أنواع من الأكل!!! وانشغلوا بموضوعات كثيرة لا تليق بأن يتم تناولها أو طرحها للمناقشة!!!!. فقد خرج الشيخ الفوزان السعودى عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية «بتحريم البوفيه المفتوح»!!! الهمنى الصبر يارب!!!.. حتى العربة لم يتركوها!!!

«إن لبس حزام الأمان حرام شرعًا، لأنه يمنع القضاء والقدر!!... وإسلاماه.. ألم يأمرنا الله سبحانه وتعالى فى القرآن بأننا لا نلقى أنفسنا إلى التهلكة؟. حتى الزهور حرموها «إن إهداء الزهور للمرضى حرام، لأن لا فائدة لها وهذه بدعة من الغرب!! حسبى الله ونعم الوكيل.....! ألم يأمرنا شفيعنا بأن نكون بشوشين وأن ندخل السعادة فى قلوب المسلمين...!! أعود وأكرر ما ذكرته فى مقالى السابق «شر البلية ما يضحك» بأن المسلمين فى خطر.. والأخطر أن الخطر لا يأتى من الخارج.... لكن الخطر يأتى من الداخل.... من أنفسنا....من تخلفنا... من جهلنا... من إرهابنا...من قصور التفكير... من تعصبنا.. من داخل الأمة الإسلامية!!!!. الآن..... هل هذه هى الموضوعات التى تشغل بال المسلمين؟ هل هذا هو فكر شيوخنا؟.. «إن الفتوى» هى إخبار الحكم الشرعى لمن يسأل عنه.. وأول المفتين هو الله سبحانه وتعالى ويستفًتونك فى النساء قل الله يفتيكم فيهن.. والمفتى هو من يملك العلم الوفير، الدارس، الباحث، العالم بأصول الفتوى وطرق إصدارها وتوضيحها للعامة بناء على سؤال.. فهل تنطبق هذه الشروط على «مفتى» هذا الزمان؟. هل كل «مفتى» طرح هذا السؤال على نفسه قبل أن يفتى «هل أنا أصلح للفتوى»؟ هل تنطبق علىّ هذه الشروط وهذه المواصفات؟... لو كان صادقاً مع نفسه، فسيعتكف وسيعتزل الإفتاء..... أما إذا كذب على نفسه، فسنعيش فى عالم من «اللا - عقلانية» المسمى بـ «عالم الفتاوى»... اللهم ارحمنا منهم ومن فتاواهم... وانقذ إسلامك من هؤلاء....موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله