إذاعة القرآن الكريم .. السد المنيع الذي حال دون تزييف نسخ المصحف
تراث ضخم وهائل من البرامج خلدته تعاليم الإسلام الصحيحة، كان منهجًا لها، الوسطية وعدم الغلو والتطرف، كان ديدنها إنها إذاعة القرآن الكريم التي تحتفل اليوم بمرور 51 عامًا على تأسيسها.
في يوم، الأربعاء، الخامس والعشرين من شهر مارس لعام 1964، بدأت إذاعة القرآن الكريم بثها، لتكون المنبر الذي علا وعلا، وما زال يعلو رغم مرور الزمن وتعدد وسائل الاتصال، لكنها كانت في عالم آخر لا ينافسها أحد ولن يضاهيها أي وسيلة إعلامية أخرى.
تم تأسيسها بأمر من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتضافرت جهود العلماء ورموز الوطن لإنشائها لتصبح إضافة كبيرة إلي الإذاعة المصرية، وكان تأسيسها سببه انتشار نسخ مزيفة لتحريف معاني القرآن، الأمر الذي أدي استنفار جهود العلماء من وزارة الأوقاف والشئون الاجتماعية والأزهر بإنجاز تسجيل صوتي للقرآن المرتل برواية حفص عن عاصم والذي قام به الشيخ الجليل الراحل محمود خليل الحصري.
وتم طبعه على أسطوانات وتوزيع نسخ منها على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، بالإضافة إلي جميع المراكز الإسلامية في العالم، وهو ما اعتبره العلماء أول تجميع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابي له في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وتبث إذاعة القرآن الكريم، وتشرح العبادات والمعاملات بالطريقة الوسطية، وتحرص على تقديم مادة مركزة شديدة الأهمية خلال مدة قليلة، سواء من الأحاديث الشريفة وتقديم المصحف المجود بأصوات أعلام التلاوة، بمختلف القراءات القرآنية لمشاهير وشيوخ القراء المصريين، وبرامج لتفسيرها، كما تقدم أعلام المبتهلين.
من المشايخ الذين ذاع صيتهم في إذاعة القرآن الكريم الشيخ محمد رفعت، والشيخ علي محمود، والشيخ طه الفشني، والشيخ أبو العينين شعيشع، وكذلك الشيخ محمود الحصري، والشيخ مصطفى إسماعيل، بالإضافة للشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود البنا وغيرهم.
ومن المنشدين، الشيخ علي محمود والشيخ طه الفشني، والشيخ النقشبندي وكل من نصر الدين طوبار ومحمد الطوخي والشيخ عبد السميع بيومي والشيخ محمد عمران، ولعل أشهر البرامج بها.
وكان مدة البث في بدايتها 14 ساعة في اليوم، وزاد انتشارها بعد حرب أكتوبر 1973 وزاد إرسالها إلى 19 ساعة حتى وصلت تدريجيا لأن تعمل علي مدار اليوم، فدخلت إلى قلوب المصريين ووجدانهم، ومازالت تواصل طريقها في نشر الإسلام بخطاب ديني متجدد.
