رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمات نافعة لمن يريد


نحن نعيش فى حياتنا بمثابة تجربة نجريها، ثم نترك نتائجها لمن يأتى بعدنا. ربما – الحكيم منهم – يستفيد من التجربة فيتجنب الفشل ويتمسك بالنجاح ثم يضيف – بقدر أمانته – نتائج أخرى. وهكذا يدخل الإنسان الحياة دون إرادته، ثم يتركها دون إرادته أيضاً ولكنه يترك كتاب أعماله. وستظل أجيال تردد أعماله الطيبة، بينما أصحاب الأعمال الشريرة، فلن يذكرهم أحد، وأذكر أنه من خلال مطالعتى للكتابات النافعة فى مجالات مختلفة، عثرت على مجموعة من الأقوال التى أعتقد أنها تمس حياتنا اليومية، لكننى للأسف لا أتذكر من كتبها بخبرته أو سجلها بحكمته، لكنها بلا شك كلها أقوال حكيمة وأصحابها من فئة الحكماء الحقيقيين الذين ترفعوا عن مباهج الدنيا وزيفها وأنحازوا نحو نور الحكمة. لم ينزلقوا يوماً فى طريق المنافقين، فالمنافقون قال عنهم يشوع ابن سيراخ «من حكماء الجيل الثانى قبل الميلاد»: «ابكِ على الميت لأنه فقد النور، وابكِ على الأحمق لأنه فقد العقل. النوح على الميت سبعة أيام، والنوح على الأحمق والمنافق جميع أيام حياته».

هيا بنا نطالع بعض الحِكم النافعة: «1» ضع الضّفدع فى كرسّى من ذهَب سّتجده يقفز للمسّتنقع، هكذا بعضُ البشَر مهما ترفْع من شأنه سيعود للمكان الذى أتى منه. «2» ‏‏سألوا حكيماً: لماذا لا تنتقم من الذين يسيئون إليك ؟ رد ضاحكاً: إذا رفسك حمار فهل ترفسه؟! «3» لا تحزن على شخص تغيّرت تصرفاته تجاهك فجأة، فقد يكون اعتزل التمثيل. «4»  خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة، وخلق الحيوانات شهوة بلا عقول، وخلق الإنسان وجعل فيه العقل والشهوة فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ومن غلبت شهوته عقله التحق بالحيوانات. «5»  كن فى حياة الآخرين كحبات السكر حتى وإن اختفيت تركت طعماً حلواً. «6» يظل الإنسان فى هذه الحياة مثل قلم الرصاص تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل ويكون هكذا حتى يفنى القلم ولا يبقى له إلا جميل ما كتب. «7» لا تبك ِ على كل شىء مضىء بل اجعله درساً لك فلا شيء يجعلك عظيماً إلا ألم عظيم وليس كل سقوط نهاية فسقوط المطر أجمل بداية.

«8» أسلوبك هو مكانتك وهو فن التعامل مع الآخرين فكلما ارتقى أسلوبك ارتقت وعلت مكانتك. «9» يمدحون الذئب وهو خطر عليهم ويحتقرون الكلب وهو حارس لهم، فكثير من الناس يحتقر من يخدمه ويحترم من يهينه. «10» ابتسمت عندما لم أحصل على ما أريد و فهمت أن الله يريد أن أحصل على أكثر مما أريد فصبرت وابتسمت من جديد. «11» إذا تألمت لألم إنسان فأنت نبيل، أما إذا شاركت فى علاجه فأنت عظيم. «12» عندما كنا صغاراً نتصنع «البكاء» كى لا «ننام»! والآن: نتصنع «النوم» كى لا يعلم أحد بأننا «نبكى». «13» كثير من الحقيقة وراء كلمة: «كنت امزح» وكثير من الألم وراء كلمة: «حصل خير» وكثير من الحاجة وراء كلمة: « تسلم ما تقصر» وكثير من العذاب وراء كلمة: «انا بخير» و كثير من الغضب وراء كلمة: «براحتك» و الكثير الكثير وراء: «الصمت»، والكثير من الخير بل الخير كله وراء كلمة: «يارب». فما أحلى وما أجمل أن نردد دائماً: «فلنشكر صانع الخيرات الرحيم الذى سترنا وأعاننا وحفظنا وأشفق علينا وعضدنا».

أستاذ الهندسة جامعة الإسكندرية