رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم الشهيد تطالب بالقصاص... ولا للمصالحة «2»


استكمالاً لمقالى الاثنين الماضى، الذى كان بعنوان «لا تصالح»، أواصل مع القارئ اليوم الجزء الثانى حول هذا الموضوع الذى استفز الشعب المصرى، حيث بدأ البعض فى ترديد موضوع عقد مصالحة مع الإخوان، وهو ما استفزنى استفزازاً شديداً كأم وكامرأة مصرية لا تقبل التصالح مع القتلة الذين تآمروا ومازالوا يقتلون ويتآمرون لإسقاط هذا الوطن الغالى الذى يضمنا بين جنباته.

إن كل زوجة شهيد أو أخت شهيد أو أم شهيد من خيرة أجناد الأرض، والذين يستشهدون كل يوم حتى هذه اللحظة التى اكتب للقارئ فيها مقالى، لن تقبل إلا بالقصاص للشهيد الذى فقدناه فداء للوطن، ولن تقبل إلا بالعدالة الناجزة وبالقانون، الدم المصرى غالٍ يا سادة وليس هناك أم مصرية تقبل أن تتصالح مصر الجديدة بعد ثورة قامت بالملايين وتصدرت المرأة المصرية المشهد الثورى كى تطالب برحيل الإخوان، فكلنا أمهات لشبابا من خيرة أجناد الأرض ولا تصالح مع القتلة، ولا أب مصرى يقبل ان يغتال احد ضابطاً أو جندياً مصرياً من أبطالنا، وكل إمرأة فى مصر تعرف أن الأم لا تصالح فى دم ابنها.

إن أم الشهيد من رجال الشرطة من أفضل شباب مصر من ضباط وجنود لن تقبل أن يتحدث أحد معها عن أية مصالحة مع إخوان الإجرام لا اليوم ولا بعد عشرة أو حتى عشرين عاما، هى تريد القصاص ولا شىء غير القصاص، إن زوجة الشهيد الذى استشهد فى كرداسة أو فى المنصورة أو فى أى موقع آخر من بر مصر، وترك أبناء تيتموا أثناء دفاعه عن شعب مصر وحماية ممتلكاته ومؤسساته لن يقبلوا، ولن تقبل أن تصالح زوجة على دم زوجها، من منا نسى ضباط وجنود قسم كرداسة الذين اُستشهدوا دفاعا عن القسم ودفاعاً عن الشعب وتم تعذيبهم قبل استشهادهم، إن هؤلاء الشهداء الأبرار لن تقبل ام مصرية أن تصالح قتلتهم أو أتباعهم، لن نقبل بغير القصاص ولن تقبل أمهات الشهداء إلا بالقصاص، ولكن حتى الآن لم يتم القصاص.

من منا قد نسى شهيد الشرطة البطل نبيل فراج الذى كان ذاهباً لتطهير كرداسة فأصابه طلق نارى من قتلة المصريين الذين كانوا يختبئون ويهددون أهل كرداسة، سقط الشهيد نبيل فراج مضرجاً فى دمائه فداء لوطنه وترك أبناء يبكون رحيله وزوجة مكلومة لا تجد من يجفف دموعها بعد رحيله على يد الغدر، وبدلاً من القصاص له تسمع من يحاولون أن يدخلوا الإخوان من الأبواب الخلفية تحت زعم التصالح والتوبة.

إن أم محمد رجب الطفل الذى ألقى به موتور من فوق سطح إحدى العمارات فى الإسكندرية لن تقبل ولن تتسامح فى ابنها الذى كان من بين الشباب الطاهر فى ثورة ٣٠يونيو يطالب برحيل المجرمين، فألقوا به هو وصديقه من فوق العمارة فى مشهد رآه ملايين من أبناء الشعب المصرى . اننا لن نقبل ان يتكرر مثل هذا المشهد الدموى، ولن تقبل أية إمرأة مصرية إن تصالح فى هذا المشهد البربرى الذى لم نشهد له مثيلا من قبل فى مصر، أن أم محمد الصغير لن تسامح ولن تصالح ولا أبيه ولا جيرانه ولا الشعب المصرى الذى خرج بالملايين سينسى هذا المشهد أبداً.

أن حرق الكنائس لن يقبله أى مصرى وطنى، لقد نشأنا معاً بلا فرق بين مسلم ومسيحى تعلمنا معاً وعشنا معاً وتربينا فى بيوت بعضنا البعض، وزرع الفتنة شيئاً فشيئاً بيننا لا يجدى، إنه فقط يزيد الهوة بين شعب ٣٠ يونيو الذى نزل مسلموه ومسيحييه لتطهير البلاد من حكم الإخوان وأتباعهم، وإن قتل الطفلة المصرية الجميلة مريم أمام الكنيسة بينما كانت تقف مع والدتها فى يوم العيد لن تقبل أمها أية مصالحة مع المجرمين والقتلة من الجماعة الإرهابية من كارهى الشعب المصرى.

سيادة الرئيس نثق فى أنك تحس بنبض الشعب الوطنى الذى فوضك لمحاربة الإرهاب فى حشود مليونية ممن وضعوا كل ثقتهم فى وطنيتك وشجاعتك وحبك لهذا الشعب الذى اختار الكرامة والحرية ودولة القانون، فلا تصالح اليوم أو بعد عام أو بعد عشرة أعوام، لا تصالح مع الإرهاب، ولا تصالح مع قتلة المصريين، كل من قتل وانتهك عرضاً وعذب وسحل وحرض وارتكب جرماً لابد من القصاص منه، هم ليسوا مثلنا وليسوا منا وليسوا من أبناء وطن نعتز بأننا نريد بناءه على أسس سليمة راسخة