رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القاعدة الأمريكية «قطر»


قطر الدويلة هى فى الحقيقة قاعدة أمريكية، ومن غير المعقول أو المقبول أن يتصور أحد أن دولة صغيرة الحجم جغرافياً وقليلة فى عدد السكان أن تصبح ذات سيادة مستقلة أو أن لديها القدرة على الابتعاد سنتيمترات قليلة بعيدة عن قائد قاعدة العديد والسيلية، الذى يعتبر الأمير الحقيقى لقطر. تصوروا معى تصرف هذه الإمارة التى تخترق فيها الطائرات الأمريكية حاجز الصوت فوق قصر أميرها، لا تنتظروا من هذه الإمارة أن تكون أكثر من منفذ للسياسة الأمريكية فى المنطقة، ولا يعتقد أى منكم أنها تمتلك رفاهية التراجع أو التوقف عن تمويل الإرهاب، فهى مجرد واجهة سياسية للمخابرات الأمريكية العسكرية، ولا أكثر من ذلك.

كانت قطر حاضرة فى مشروع تقسيم الشرق الأوسط، وكانت بواقع انها قاعدة أمريكية فى قلب الخليج تلعب دورها بالتناغم مع القواعد الأمريكية وقواعد الناتو فى غرب تركيا، وهو الأمر الذى يفسر لحساب من تلعب الدوحة، ففى كل أزمات المنطقة تجد قطر حاضرة، موجودة بإعلامها الذى يهيج الأحداث ويصنع الصراعات، موجودة بتمويلاتها المالية لأطراف الصراع حتى يحتدم، موجودة بإمدادات السلاح هنا وهناك.. قطر هى اللعبة الدولية التى يسعى الغرب لتسويقها لنا على انها نموذج يحتذى به، فبعد تفكيك الدول العربية، ستتحول قطر من دويلة إلى دولة مقارنة بصغر حجم الدول الناتجة عن التقسيم، فتصبح قطر الدولة القائدة والنموذج لما تريد أمريكا تسويقه بالدولة الصغيرة الناجحة، لذلك كان متوقعاً ألا تلتزم قطر ببنود المصالحة التى سعى لها المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، ذلك لأن قطر قد باتت فى طريق اللاعودة من تعاملاتها مع تلك الميليشيات، فقطر باتت جزءًا من نظرية التفكيك وأصبح مستقبلها متعلقاً فقط بخريطة التقسيم ومن دون ذلك فلا مستقبل حتى للدوحة على المدى المتوسط أو البعيد، وبات من المطلوب إعداد رؤية، استراتيجية قادرة على التحرك للقضاء على الإرهاب القطرى فى فترة زمنية وجيزة.

من القصص المثيرة حقاً قصة قطر وكأس العالم والتى لها مغزى واضح، فقطر تقدمت للفيفا بملف يتضمن 10 استادات دولية ضمن ملف قطر لكأس العالم 2022، ثم تقدمت قطر مؤخراً باعتذار للفيفا بسبب تخفيضها عدد الاستادات إلى 8 وهو الأمر الذى رفضته الفيفا وهددت بأنها ستسحب ملف تنظيم المونديال من الدوحة، لكن قطر بررت عدم قدرتها بأن مساحة قطر لا تتحمل إقامة 10 استادات بمرافقها وبأماكن تدريباتهم وفنادقهم السياحية. السؤال الحقيقى: لماذا تقدمت قطر بملف يفوق مساحتها الجغرافية وإمكانيتها السكانية؟، وهل كانت تتوقع أن تكون مساحتها أكبر بعد مشروع التقسيم؟

رئيس حزب الجيل الديمقراطى