رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"داعش" تبدأ بمجزرة "سيدة النجاة" بالعراق.. وتنتهي بقتل 21 مصريًا بليبيا

داعش
داعش

مع الظهور المتكرر لاسم تنظيم داعش، والذى يأتى دائماً مصاحبًا لكلمات ومعانٍ تحمل العنف والقتل والتخريب والخطف والتعذيب، واستمرارا لعملياتهم الإرهابية التى طالت الكثير من الدول العربية وكذلك الغربية، جاء إلقاء القبض على 21 مسيحيا مصريا في ليبيا وقتلهم من قبل تنظيم داعش الإرهابى، بالتزامن مع مرور5 سنوات على مجزرة كنيسة "سيدة النجاة"، كما جاء في صحيفة دابق التابعة للتنظيم والناطقة باللغة الإنجليزية.

وكانت مجزرة كنيسة "سيدة النجاة" هي العملية الأكبر من نوعها في بغداد، حين قام التنظيم في 31 أكتوبر 2010 باقتحام كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك بمنطقة الكرادة في العراق الموجودة بها الكنيسة، وذلك أثناء أداء مراسيم القداس، وكما ذكر التنظيم أن هذه العملية جاءت في إطار الانتقام لكاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين، وقد أعلنا إسلامهما في مصر، وقامت الكنيسة باحتجازهما، لتعثر قوات الأمن فيما بعد على جثة كاميليا شحاتة.

وبدأت المجزرة حين قام المسلحين بإطلاق نار في الهواء وتفجير قنابل صوتية داخل الكنيسة، واحتجاز من فيها وقطع التيار الكهربائي عنها، وكذلك إغلاق الشبابيك ومنافذ التهوية، مهددين بقتل أي مقاومة تصدر من المصلين.

وتم تنفيذ العملية على عدة مراحل واستخدمت آليات التفجير المفخخ عبر السيارات، والانتحارية عبر الأحزمة الناسفة، بالإضافة للقنابل اليدوية والأسلحة الأوتوماتيكية الرشاشة، وقدر عدد المشتركون في هذا العمل الإرهابي نحو عشرين شخصًا.

واستغرقت عملية تحرير الرهائن في كنيسة "سيدة النجاة" أكثر من ساعتين وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق تام لمحيط الكنيسة، وشارك في العملية المئات من قوات الجيش والشرطة إلى جانب "الفرقة الذهبية" وهى قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب.

انتهت الحادثة بتفجير المسلحين لأنفسهم، وهو ما أدىل قتل وجرح المئات ممن كانوا بداخل الكنيسة، فراح ضحية هذا الحادث الأليم 51 شخصا بينهم كاهنان ونساء وأطفال، بالإضافة إلى 11 عنصرا من قوات الأمن العراقية، كما أصيب في الانفجار 66 شخصا بينهم 32 من رجال الأمن.

ووقتها خرج بيان عن التنظيم تم نشره على مواقع إسلامية متشددة على الإنترنت، مفاده أن الهجوم كان عملا ضد الكنيسة القبطية في مصر، للإفراج عما وصفه بـ "مسلمات مأسورات في سجون وأديرة" فيها.

وأثار هذا الفعل ردود فعل عالمية عديدة، فخرجت مصر وقتها وأدانت بشدة العمل الإرهابى الذي استهدف الكاتدرائية فى بغداد، وفى الوقت نفسه رفضت الزج باسمها أو بشئونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية، كما أدانت هذا الفعل عدد من العواصم الأوروبية فأعربت الحكومة الألمانية عن صدمتها إزاء الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة".

وقامت الخارجية الفرنسية بإدانة هذا العمل الإرهابى الذي وقع في أعقاب حملة قتل وأعمال عنف، معلنة تمسكها باحترام الحريات الأساسية ومنها الحرية الدينية، كما أعربت وزارة الخارجية الإيطالية عن "إدانتها الشديدة" لعملية احتجاز الرهائن.

وبعد حوالى شهر أعلنت وزارة الداخلية العراقية أنها قامت باعتقال الخلية الإرهابية التي يُشتبه أنها مسئولة عن الهجوم الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة"، من بينهم "القائد العسكري" لتنظيم القاعدة في بغداد حذيفة البطاوى، وقتلت شخصاً آخر هو أبو عمار النجادي، وذكرت الشرطة وقتها ارتباط تنظيم داعش بالقاعدة.