رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد للمحكمة الدولية: الحريري سعى لدفع نصر الله لإقناع السوريين بالانسحاب من لبنان

رفيق الحريرى
رفيق الحريرى

كشف شاهد أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن رئيس وزراء لبنان الراحل، رفيق الحريرى، سعى لدفع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لكي يقف معه في عملية إقناع النظام السوري بالانسحاب من لبنان، بحيث يترك السوريون الأمر للبنانيين في إدارة شئونهم بأنفسهم على كل المستويات الأمنية والدستورية مع وعده له بأنّ موضوع سلاح حزب الله، يستطيع اللبنانيون أن يجدوا حلاً له بالتفاهم بينهم وبين الحزب».
وقال الشاهد غالب أحمد الشماع المعروف بعبد اللطيف الشماع - الذي كان يُلازم رفيق الحريري خلال تنقلاته في داخل وخارج لبنان أمام المحكمة التي تنظر قضية اغتيال رفيق الحريري - إنّ الحريري كان يُبذل جهوداً في التواصل مع حزب الله بشأن هذا الأمر ولكن لم يصل إلى حلّ معين.
ووفقا لصحيفة "المستقبل" اللبنانية فقد شرح الشاهد - الذي لم يخرج يوماً على الإعلام وكان صديقاً لرفيق الحريري منذ أيام الطفولة في صيدا - طريقة تفكير الحريري لفتح حوار مع نصرالله، فقال: «ظنّ الحريري أنّ التواصل مهم مع حزب الله وشرح وجهة نظره بأنّ لبنان لا يمكنه الاستمرار بالطريقة التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
وأضاف أن الحريري كان يعتبر أنّ حزب الله عنصر أساسي في هذه المعادلة وكان يرغب في أن يُقنع حزب الله أي أمينه العام حسن نصر الله بأنّ نيّاته ليست في مواجهة سوريا ولا كما كان يذكر، في بعض الأحيان، بالتآمر على سوريا، ولكن بحفظ وعمل علاقات سليمة بين سوريا ولبنان، وكذلك المحافظة على مصلحة سوريا التي كانت تقول آنذاك إنّ حدود لبنان المتاخمة لسوريا هي ضعيفة إذا لم تكن تحت سيطرة السوريين».
وقال الشاهد أمام المحكمة التي تعقد بلاهاي في هولندا "لقد اعتبر الحريري أنّ نصر الله إنسان ضحّى بولده في سبيل استقلال لبنان، ورغب في التواصل والتفاهم معه على طريقة معينة للخروج بالبلد من هذا المأزق الذي وصل إليه".
وأضاف: أن موقف رفيق الحريري من سلاح حزب الله كان يناقشه مع حسن نصر الله ودامت مناقشته له فترة طويلة ، موضحا أن الحريري كان لا يعتبر أنّ وجود سلاح بيد أي طرف كان، هو أمر مقبول، إلاّ سلاح القوى الأمنية اللبنانية.. مشيرا إلى أنه في ذلك الوقت كان هناك سلاح حزب الله وسلاح ميليشيات تابعة لسوريا.
وأفاد الشاهد، الذى كان يرافق الحريري في معظم زياراته لدمشق، بأنّ الحريري، وتدريجياً، منذ عام 2003 «كان يائساً من إمكانية التعاون أو التواصل أو إمكانية إقناع السوريين بما كان يصبو إليه ولقد عاد بعد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد الذي فرض فيه عليه التمديد للرئيس اللبناني السابق إميل لحود «بعد التهديد بتكسير البلد على رأسه وعلى رأس وليد جنبلاط» بقناعة أنّه لا فائدة تُرجى من التواصل أو التباحث من جديد مع السوري.
وقال الشاهد إنّ الحريري وجد في محاولة اغتيال النائب اللبناني مروان حماده رسالة قاسية جداً، له ولجنبلاط، وقد غيّرت كثيراً من قناعاته، وهو كان بإصراره على تكثيف زيارات الإطمئنان لحماده، يهدف إلى إبلاغ النظام السوري بأنه مصمّم على موقفه من وجوب انتهاء تدخّلهم بالسياسة اللبنانية.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أنّ رئيس غرفة البداية بالمحكمة القاضي دايفيد راي و ممثل الادّعاء العام جرايم كاميرون، توقفا باهتمام، عند العلاقة التي تربط بشار الأسد برستم غزالة رئيس جهاز المخابرات والاستطلاع السوري في لبنان -أعلى مسئول أمني بلبنان في ذلك الوقت-، وأرادا أن يأخذا ما يكفي من تأكيدات على أنّها علاقة امرة مباشرة، الأمر الذي أكده الشاهد، مراراً وتكراراً، وأكد أنّ هذا الموضوع تحدّث عنه رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، أكثر من مرة.
وأشارت صحيفة المستقبل إلى أن التشديد على هذه الصلة في غاية الأهمية، لأنّ الحريري، منذ عام 2003، بدأ يتعرّض لتهديدات، مباشرة وغير مباشرة، مصدرها إمّا الأسد وإمّا غزالة. حسب قول الصحيفة
ولفت الشاهد إلى وجود فوارق في العلاقة بين الحريري ودمشق في فترتَي حافظ الأسد وبشار الأسد، حيث أنها تميّزت مع بشار بقلّة الإحترام وبالتهديدات وبالشتائم. حسب قول الشماع .