رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغباء طريق الإخوان للهلاك


بكل الحزن والأسى أشكر جماعات الإخوان الإرهابية على الاحتفالية الدموية التى أقامتها بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة لأحداث يناير 2011. والشكر واجب لأنها قدمت للمصريين مشاهد مسرحيةً حية لما سبق أن اقترفته من جرائم آثمةٍ خسيسة فى عام 2011، فكشفت بجلاء عن وجهها القبيح، وزادت الشعب كرهاً وبغضاً لها.
ورغم آلام
الحزن التى تعتصر قلوبنا جميعاً على أبناء الوطن من الشهداء والمصابين الذين سقطوا ضحايا للجرائم الإرهابية التى شهدناها فى أيام هذه المناسبة- والتى استهدفت الشعب بأسره بالقتل والترويع، واستهدفت ممتلكاته بالتدمير والتخريب حتى جاوزت الخسائر فى مرفق السكة الحديد فقط مائتى مليون جنيه بخلاف خسائر القطاعات الحيوية الأخرى - فإننى باستقراء تلك الجرائم أستبشر خيراً بقرب اندحار تلك الجماعة وانكسار شوكتها وزوال وجودها بإذن الله إلى الأبد. أما سبب اعتقادى بذلك فيرجع إلى حقيقةٍ إنسانية وهى أن الغباء الشديد دائماً ما يُطيح بصاحبه ولا يُوردُه إلا موارد التهلكة. وهنا يجب أن أعترف أنه رغم ما أعرفه عن فساد عقيدة تلك الجماعة الإرهابية وخبْث نواياها وانحراف سلوكها، إلا أننى لم أكن أتصور أنَّها بهذا القدر من الغباء وظلام البصر والبصيرة، بما يجزم بأنَّ مصيرها القريب المحتوم هو الهلاك والاندثار.

وشرحاً لذلك فإنَّ جماعة الإخوان الإرهابية بكل فصائلها المتنوعة وشركائها من الجماعات والحركات المماثلة وبدعمٍ من أجهزة المخابرات المعادية، تسعى لإسقاط نظام الحكم القائم والقفز إلى السلطة بتكرار ذات سيناريو القتل والترويع والتدمير والتخريب وإشاعة الفوضى، الذى نجحت بهِ فى إسقاط نظام مبارك. ولكن لغبائها الشديد فإنها لا تعى ثلاثة فروقٍ جوهرية بين الظرفين وهى: «1» أن جرائمها الإرهابية فى الحالة الأولى وتدميرها لمقدرات الوطن وشل حركته الحياتية - وهى الجرائم التى اضطرت النظام الأسبق للتخلى عن السلطة - كانت مستترةً بغطاءٍ شعبىٍ يستحيل التغافل عنه أو التصدى لهُ وهو المتمثل فى ملايين الشرفاء المخلصين الذين احتشدوا بصفاءِ نيةٍ ونقاءِ سريرةٍ إستجابةً لدعواتٍ سابقةٍ عبر مواقع التواصل الاجتماعى للمطالبة بإصلاحاتٍ سياسية، وهى دعواتٌ كان ظاهرُها الرحمة وباطنها الخراب، إلى أن تحقق لتلك الجماعة ما أرادت. أما الآن وقد استبان الشعب حقائق الأحداث وكشف ستر المتآمرين وزيف شعارات المزايدين، فلم يعدْ مقبولاً أو ميسوراً خداعهُ مرةً أخرى . «2» إنها فى الحالة الأولى وباستغلال الغطاء الشعبى المذكور ووفقاً لآليةٍ معدةٍ سلفاً، استطاعت أن تباغت أجهزة الأمن وتُحطمها معنوياً بأكثرِ مما أجهزت عليها مادياً. أما الآن فإنَّ ذلك أصبح عصياً عليها، ليس لإستعادة أجهزة الأمن أضعاف قوتها وقدرتها فحسب، ولكن لأن الشعب أصبح درعها الحصين وحارسها الأمين. «3» إن القاعدة الشعبية للنظام الحاكم فى الحالة الأولى كانت هشةً للغاية وقد نفر الشعب من مثالبه وعوراته، وهو ما ساعدَ على سقوطه غيرَ مأسوفٍ عليه أما الآن ولله الحمد، فلا أعتقد أنَّ نظاماً للحكم فى العالم يحظى بهذا الحب الجارف والتأييد الشعبى الواعى الذى يحظى به الرئيس المصرى و نظامه، وهو ما يُمثل القوة الحقيقية الداعمة لهُ فى مواجهة كل تحديات الداخل والخارج بنجاحاتٍ متتالية لا يُنكرُها إلا حاقدٌ أو جاهل.

وأخيراً تجدرالإشادة باللفتة المصرية الأصيلة للسيد الرئيس فى كلمته الموجزة يوم24/1 حين نعى بمنتهى الحزن والإخلاص العاهل السعودى الراحل، ثم استطرد لتهنئة ثوار يناير فجَسَّدَ فى الذهن مروءة الناصر صلاح الدين الأيوبى حين لم تصرفه شواغلهُ فى الحرب، عن أن يقول لرفاقه «هل هنأتم أخاكم عيسى بعيد القيامة المجيد». حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل.

لواء بالمعاش