رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر والسعودية.. "إيد واحدة" ضد قطر وتركيا

السيسي والملك سلمان
السيسي والملك سلمان

"رجعت ريمة لعادتها القديمة" وفي الغالب تلعب دور ريمة هنا "قطر" التي طالما اعتادت الهجوم على مصر وفق أجندتها الخاصة، ليتدخل الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين رحمه الله، بمحاولة للإصلاح بين الأشقاء العرب وإعادة اللحمة العربية.

ونوعا ما التزمت قطر بشروط المصالحة التي حددها الملك عبد الله رحمه الله، بعدم التدخل في الشأن المصري، ليرحل الملك عبد الله عن عالمنا وتموت معه المصالحة، وتعود قطر مرة أخرى إلى سياستها، ضاربة عرض الحائط بما توصلت إليه المصالحة المصرية القطرية.

وفي موقف مشابه لسحب السعودية والإمارات والبحرين سفرائهم من الدوحة، اعتراضا على موقفها المناهض لمصر، قاطع الوفد المصري والسعودي والليبي والإماراتي المشارك بفعاليات القمة الأفريقية المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اجتماع مجموعة الاتصال الأفريقية الخاصة بليبيا، اعتراضا على دعوة الاتحاد الإفريقي لكل من قطر وتركيا لحضور الاجتماع.

"وضع طبيعي" استهل قدري أبو حسين، رئيس حزب مصر بلدي، تعليقه علي المقاطعة بهذه الجملة، قائلا "قطر تلعب دور مشبوه من البداية في ليبيا، ولعبته في سوريا واليمن، وليس من المنطقي أن مجموعة دول تسعي إلى تصحيح الموقف، أن تتعامل مع ممثلي دول شاركت في الحال الذي وصلنا إليه.
وأكد أن الموقف المصري والسعودي متعلق بإستراتيجية تم التوافق عليها أكثر منها موقف حالي، وبعد مناقضة قطر للمصالحة التي راعاها الملك عبد الله – رحمه الله- لا نتائج ملموسة علي الأرض للمحاولات التي طرحها العاهل السعودي، ومجرد إغلاق الجزيرة كوسيلة إعلامية قبل وفاة خادم الحرمين، وخلال فترة الصلح، لم تلتزم قطر إطلاقا ببنود المصالحة.

"من المعلوم توجه هاتين الدولتين" تطرق يحيي قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، إلي أن حضور قطر وتركيا هذا اللقاء، من شأنه الإضرار بموقف مصر في أي أمر يتعلق بالمنازعات في قضية سد النهضة، وهناك غرض واحد لهم وهو كيفية التوصل للإضرار بحقوق المصريين في حصة المياه المقرر لهم.
ورأي أن المقاطعة إعلان للعالم بأن الأمور لا تسير بشكلها الجيد مع تواجد قطر، ومؤشر آخر بأن السعودية بدأت تعيد النظر فيما سبق أن تعهدت به قطر في المصالحة مع مصر، وأنها لم تكن جادة فيما توجهت إليه، وأن السعودية بدأت تنظر إلى قطر بشأن عدم التزامها بالتوجه الذي اقترحه كبير العرب رحمه الله، لكن هذا ما كنا نتوقعه من قطر.
وقال أن السعودية سوف تعيد النظر مرة أخرى بشأن المصالحة، وقد تلزم قطر بأمور أكثر تشددا وعليها أن تقدمها لإثبات حسن النوايا، ومقاطعة حضور فعاليات القمة الإفريقية بداية الطريق نحو الرؤية الحقيقية لتصرفات قطر في المرحلة القادمة.
السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، اعتبر رفض هذه الدول التواجد القطري والتركي موقف صحيح، فوجود الدولتين يهدف إلي تعكير الأجواء وتعطيل الجهود المبذولة، ولا يجب السماح لهم بالتدخل في الشأن الليبي وأوضاع دول الجوار، خاصة وان تركيا دولة غير عربية، وقطر غير مؤهلة للقيام بأي دور في الأزمة الليبية الحالية، وأدوارهم بها قدر من التعطيل وفرض الرأي أكثر من الانجاز ومساعدة الأطراف المتنازعة.
وقال أن السياسة السعودية موقفها ثابت بشأن المصالحة المصرية القطرية، وما تفعله قطر مجرد محاولة لاستغلال رحيل الملك عبدالله وانشغال السعودية بترتيب البيت من الداخل، وتتراجع عن الالتزامات التي تعهدت بها، وربما اهتمام السعودية بهذا الشأن يتأخر تدريجيا أو يصيبه نوع من التباطؤ.