رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

24 يناير.. اليوم الذي تمنى مبارك لو وقف الزمن عنده

مبارك
مبارك

ما أشبه الليلة بالبارحة، ففي مثل هذا التوقيت قبل أربع سنوات كان مبارك حرا طليقا حين انطلقت شرارة ثورة يناير بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"تويتر" منادين بضرورة مجابهة الظلم والفساد الذي استشرى في البلاد خلال عقود من حكم مبارك، والخروج على استبداده.

كثير من المؤشرات كانت تؤكد أن مصر على أعتاب ثورة حقيقية، بداية من الثورة التونسية التى أطاحت بـالرئيس زين العابدين بن على، الذى فر هاربا لتنجح بذلك ثورتهم، وهو ما بث الأمل في قلوب المصريين، بأن المستحيل قد يصبح ممكناً، وأنه لا شئ يعلو فوق إرادة الشعوب.

وكان انتشار الفقر وزيادة معدلاته وارتفاع نسبة الأمية والجهل وغلاء الأسعار والبطالة المتزايدة يوم تلو الآخر، مع ثبات الدخل، كفيلا بأن يصل بالشعب المصري إلى مرحلة الانفجار، بعد أن تجاهله مبارك ونظامه، وتعاملت معه الحكومة آنذاك كما لو كانت في جزيرة منعزلة.

وكان الشعب يوم 24 يناير يفكر فى اتجاه التظاهر والثورة، بينما كانت السلطة المصرية حينها برئاسة المخلوع مبارك، تتجاهل كل ما يطالبهم به الشباب فى حالة استنكار للواقع واستهزاء بقدرة الشعب على التغيير.

وفى كلمة مبارك فى عيد الشرطة 2011 قبيل الثورة بيوم، تجاهل ما سيحدث، وقال في خطابه: "أقول لدعاة الاستقواء الأجنبي إن دعواهم مرفوضة وتأباها كرامة مصر أقباطاً قبل المسلمين، لن نقبل ضغوطاً أو تدخلاً في الشأن المصري".

وتابع مبارك: "إن الإرهاب لن يثني مصر عن مسيرتها، وسوف نهزمه، كما هزمناه من قبل وسنمضي في طريقنا صفا واحدا، بكل الثقة والعزم والتصميم، مدركين ما يحدق بنا وبمنطقتنا من تهديدات ومخاطر نحمي أمن مصر القومي وأمان شعبها ونصون وحدة المسلمين والأقباط".

وفي تجاهل مماثل، قال حبيب العادلى وزير الداخلية فى كلمته باحتفال عيد الشرطة 2011 "لقد توهم البعض أن نهج التحريض والإثارة سوف يفتح الأبواب المغلقة أمام مقاصدهم نحو إشاعة التفكك والفوضى والسعى لاختلاق مواقف تصادمية، ولكن الشعب نبذهم، إذ كان دوما بوعيه وأصالته مدركا أن السبيل نحو غد أفضل لن يكون أبدا على حساب المصالح العليا للوطن واستقرار أرجائه".

لتأتى الرياح الشعبية بما لا تشتهيه سفن مبارك وأعوانه، حيث خرجت جموع غفيرة من مختلف أطياف الشعب المصري، يوم 25 يناير وسط استجابة واسعة للتظاهر، وانطلقت المظاهرات فى مختلف ميادين محافظات الجمهورية.

وحين ذاك علق صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى أثناء الثورة فى المؤتمر الصحفى الذى عقده عقب اجتماع هيئة مكتب الحزب الوطنى بمقر الأمانة العامة "مافيش علي رأسنا بطحة علشان نخاف منها".. وأكد أن عطاء القيادات الحزبية سيظل مستمراً بهذا الوطن عن إيمان راسخ منهم بحق الوطن عليهم، قائلا: إحنا موجودين أهوه، وسنظل شامخين من أجل الوطن حاضنين للناس.

فيما قال أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب "إن البرلمان الحالي شرعي.. ولاشك أن هناك ثقة في الرئيس لكن الرئيس يعلم ما هو الوقت المناسب الذي سوف يتحدث فيه".

رجال مبارك لم يتوقعوا الصدمة، وكانت الأحداث فوق ما كانوا يتخيلون، وهو ما ظهر جليا في تصريحاتهم، التي جاءت دليلا على صدمتهم، كما لو كانت تتحدث عن شعب آخر غير الشعب الثائر في الشوارع والميادين.