رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هيا نحتفل بالكريسماس والمولد معاً «١»


كل سنة والشعب المصرى بخير، مسلمين ومسيحيين، بمناسبة أعياد الكريسماس والمولد النبوى الشريف، انه لمن مفارقات قدر المصريين أننا هذه الأيام نحتفل فى نفس الوقت بعيدين عزيزين علينا جميعاً لأنهما يحملان معهما مظاهر البهجة والفرح، ولاشك أن الاحتفالات قد جاءت هذا العام تحمل مغزى مهماً لأنها واضحة ومقصودة فهى تجىء بعد بدء تأسيس دولة مصر الجديدة وانتخاب رئيس جديد يحظى بشعبية كبيرة وبعد ٤سنوات من المعاناة عاشها المصريون، وكانت مصحوبة بمؤامرات ومحاولات مستمرة لتخريب مصر، ثم جاءت ثورة ٣٠ يونيو لتنهى عاماً أسود من الظلام، ولاتزال محاولات الظلاميين لتخريب الوطن مستمرة، ومازالت محاولاتهم لإرهاب الشعب وارتكاب جرائم مستمرة.

ولكن على الجانب الآخر فإن الشعب المصرى بدأ يستعيد روحه المعهودة وطبيعته التى تميل إلى الفرح والبساطة والبهجة، حيث نرى الاحتفالات بالعيدين معاً فى نفس الأسبوع تتجلى فى أبهى صورها فى كل مكان فى أنحاء المجتمع المصرى، وفى الشوارع والفنادق والمقاهى والبيوت، حيث يجتمع معاً فى نفس الأيام عيد الكريسماس وهو عيد للمسيحيين ويحتفل به غير المسيحيين فى مصر، وعيد المسلمين المتمثل فى يوم المولد النبوى الشريف، فنرى عروسة المولد وفى نفس الوقت شجرة الكريسماس فى شوارع مصر، ومن المؤكد أن الشوق للاحتفال قد دفع الشعب ليضاعف من احتفالاته هذا العام، ومن حفلاته لنسمع ترانيم الكريسماس فى الكنائس وفى البيوت، ومن ناحية أخرى نسمع التواشيح الدينية والابتهالات فى بيوت المسلمين، إن هذه المظاهر لا تحدث إلا فى مصر فقط، وبهذه الصورة اللافتة للنظر والواضحة، لأنها مصحوبة بالأمل وبالرغبة فى الحياة فى مواجهة محاولات الإظلام والفتاوى التى يطلقها أدعياء الدين والتى تبث هنا وهناك ضد الكريسماس، وضد الفرح وضد الاحتفال، إن الاحتفالات لها مغزى واضح هذا العام فى تقديرى، وهو أن الشعب المصرى يقف مع الفرح والحياة، وضد محاولات بث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، فلقد نشأنا مسلمين ومسيحيين أصدقاء وجيراناً وأشقاء فى الوطن، ولن يتغير هذا أبدا مهما حاول المتآمرون التفرقة بيننا، نشأنا معا وعشنا فى أحياء واحدة، وفى فصول دراسية واحدة وعمارات واحدة، نتبادل التهانى بالأعياد ونفرح لأفراح بعضنا ونتساند فى أوقات المحن، وإننى أعتقد أن المصريين لن يستطيع أن يفرقهم أحد إلى عنصرين أو فئتين مسلم ومسيحى، والمدهش هذا العام أن الاحتفالات تتزامن معا، والزينات المصاحبة للكريسماس مثل شجره عيد الميلاد وبابا نويل تنتشر فى كل مكان والزينات المصاحبة للمولد النبوى الشريف مثل عروسة المولد والحصان الأبيض تنتشر فى كل مكان.

ومن ناحية أخرى، تنتشر أغانى وموسيقى وترانيم وأفلام الكريسماس فى بعض الأماكن وتكثر التجمعات بين الأهل والأصدقاء، وتقام موائد الطعام وتبادل الهدايا، وفى أماكن أخرى تنتشر التجمعات التى تحيى المولد النبوى وذكر التواشيح التى تمتدح الرسول الكريم والأفلام التاريخية حول ذكراه العطرة، وتقام التجمعات الأسرية وتجمعات الأصدقاء لإحياء السيرة النبوية العظيمة.

واليوم ٢٥ ديسمبر هو موعد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ويعتبره البعض الآخر يوم ٧ يناير، ولكن العادة فى مصر هى استمرار الاحتفالات على مدى أسبوعين.

ونفس الأمر بالنسبه للمولد النبوى الشريف، حيث تبدأ مظاهر وأجواء الاحتفال به وتمتد على مدى ١٥ يوماً تبدأ منذ أول يوم فى شهر ربيع الأول وعلى مدى أسبوعين، ويحل يوم المولد فى ١٢ربيع الأول، وهو يوم ميلاد سيد الخلق النبى محمد عليه الصلاة والسلام، وسيكون ذلك يوم ٣ يناير ٢٠١٥، حيث أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بذلك، أما الظاهرة النادرة التى ستميز عام ٢٠١٥ أيضاً إلى جانب تزامن العيدين والتى تدعونى للتفاؤل بعام ٢٠١٥، فهى اننا سنحتفل بالمولد النبوى الشريف مرتين فى نفس العام، حيث إن السنة الهجرية أقصر من السنة الميلادية بـ١١يوماً، وهذه الظاهرة النادرة تحدث مرة كل ٣٣ عاماً، وقد حدث هذا آخر مرة عام ١٩٨٢، وأما المرة القادمة فستكون فى عام٢٠٤٧، حيث يشهد هذا العام المولد النبوى الشريف لعام ١٤٦٩ والمولد النبوى لعام ١٤٧٠ معاً.. وللحديث بقية