رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عايز أعيش ..وفرصه عمل لابنى «2»


ربما يكون الكثيرون منا قد سمع هذه العبارة كثيراً من الآباء «عايز فرصة عمل لابنى» حيث البطالة بين الشباب قد أصبحت قنبلة موقوتة مثلها مثل العشوائيات، قد يقول البعض إن الشباب الآن ليسوا كجيل آبائهم، فهم لا يريدون أن يعملوا ، وأن الشعب المصرى كسول بطبعه أو أن السياسة قد خربت عقول الشباب فأصبحوا ينتقدون فقط، ويسخطون على كل شيء بينما هم ليسوا جادين فى الرغبة فى العمل، وإنما هم يريدون أن تأتيهم الحكومة بكل شىء وأن العمل الحكومى مازال مطلباً للأسر البسيطة حتى لو كان مردوده قليلاً، لأن هناك أجيالاً نشأت على الاعتماد على الحكومة، ولا تدرك ان الدنيا قد تغيرت وأن الحكومة لن تكون هى مصدر العمل الوحيد وأن القطاع الخاص يفتح آفاقاً متعددة أمام الراغبين فى العمل، ولكن بقدر أكبر من الجهد وقدر أكبر من التدريب وبمواصفات لها معايير مختلفة عن العمل الحكومى.وأن من يرغب فى فرصة عمل حقيقية بالقطاع الخاص عليه أن يجتهد وأن يبذل الجهد فى ظل معايير المنافسة وقواعد العمل فى كل مجال، إن مئات الآلاف يتخرجون من الجامعات المصرية ولا يجدون فرصة عمل، ببساطة لأن احتياجات سوق العمل قد تغيرت، ولأنه لابد من تغيير النظرة المجتمعية لمهن مطلوبة، لكنها لا تحظى بتقدير المجتمع، لذلك لابد من تغيير المفاهيم المجتمعية التقليدية السائدة حول مهن يحتاجها المجتمع، ولابد أن يتوافر التعليم الذى يضخ هذه المهن، فليس من المعقول أن نترك الشباب ست أو سبع سنوات دون عمل وإلا تحولوا إلى عاطلين قد تتلقفهم أيدٍ آثمة تخطط ضد الوطن، أو تستقطبهم فى عمليات تخريب ممنهجة، حيث نرى شباباً مصرياً من البسطاء قد تم التغرير بهم لاستخدامهم فى تفجير منشآت أو تهريب سلاح أو استهداف مؤسسات حكومية، أو إلقاء عبوات ناسفة فى قطارات السكة الحديد أو افتعال حوادث طرق، أو البلطجة فى الشوارع أو سرقات سيارات أو ارتكاب جرائم مستحدثة، وما أكثرها، لإظهار ضعف الحكومة.إن الأوضاع الآن والحمد لله أفضل من ذى قبل فقد مضى حكم الظلام للأبد، وكلما تذكرناعنف الجرائم التى جاءت من الظلاميين ضد أبناء الشعب الذين ليسوا من فصيلهم سنقول الحمد لله إن جيشنا قد حمانا ووقف فى ظهورنا وأنقذنا خير أجناد الارض قبل أن تسيل دماء المصريين سيولاً فى الشوارع، ويجثم الظلاميون على أنفاسنا طوال خمسمائة عام، لكن هناك مطلباً ملحاً الآن لأن الشاب المتخرج من الجامعة يقول «عايز أعيش» الآن وليس غداً، إنه يريد عملا يكفل له حياة كريمة تعطيه الأمل فى أن يتزوج ويكوِّن أسرة بدلاً من البطالة والبقاء عالة على الأهل، لهذا فإننا لابد من ان يتم ابتكار مشروعات قومية كبرى يشارك فيها الشباب فيحسون بأن الحياة تفتح لهم ذراعيها وأن الدوله تهتم بمطالبهم وهى ليست ضخمه فهى بيت صغير أمن وزوجه وأبناء ككل شباب العالم المتحضر، لابد من أن نضع فى حساباتنا أن الشباب ليس لديهم صبر الكبار، وأنهم لابد أن تكون لهم فرص عمل، كل أب لديه ابن شاب يريده أن يعيش من عمل يزاوله ويكسب من خلاله قوت يومه، لهذا لابد أن تكون مشكلة البطالة فى أولوية أجندة الحكومة المصرية ،،،، وللحديث بقيه