رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت مع أبطال مصر من جرحى سيناء«١»


يا لها من بطولة ويا لهم من أسود شجعان، أبطال مصر من قواتنا المسلحة من جرحى الحادثة النكراء بكوم القواديس، لا كلمة الآن إلا كلمة الوطن والحفاظ عليه والتضامن معهم لأنهم هم الذين بهم يحيا الوطن ويعيش، وبفضل شجاعتهم وقدراتهم القتالية وصمودهم نحيا نحن، وبفضل بسالتهم بقيت الأرض المصرية تستعصى على أى مستعمر ومعادٍ أو مغامر .

لقد تشرفت منذ بضعة أيام بلقاء جرحانا الذين أُصيبوا فى سيناء فى مستشفى للقوات المسلحة المصرية مع مجموعة من الفنانين والإعلاميين، حملت معى بعض الورود والشيكولاتة ومصحفا لتقديمها لهؤلاء الأبطال الذين أصيبوا بيد الارهاب الأسود بينما كانوا يقفون لحماية أرض سيناء الغالية، أردت ان أرفع روحهم المعنوية بكلماتى الصادرة من أعماق قلبى، فإذا بى أجدهم هم الذين يرفعون من روحى المعنوية، ويؤكدون لى ولأصدقائى من الفنانين أنهم ما أن يتم شفاؤهم من إصاباتهم، سيعودون مرة أخرى إلى الجبهة، للدفاع عن الأرض المصرية.

وبينما أخذت أربط على كتف محمد، فإذا به يروى لى تفاصيل ما حدث، وقال لى: كنت ذاهباً لمساعدة زملائى الذين تم استهدافهم، فإذا بنا نحن أيضاً نصاب ويتم استهدافنا، فقلت لمحمد: نحن نقف معكم، وفخورون بكم كلكم، فأنتم أبناؤنا الشرفاء الذين تحمون الأرض والعرض،و اللهم أنصركم ووفقكم فى معركتنا للدفاع عن وطننا الغالى، ورغماً عنى كادت دموعى تفر منى، فإذا بمحمد الذى يبلغ من العمر ٢١عاماً فقط يقول لى: إن شاءالله سنعود للثأر لإخوتنا من الشهداء.

اما أحمد فكان رغم كسر ساقه مبتسما يرحب بنا بمشاعر صادقة، ويؤكد أنه ما أن يُشفى حتى يعود إن شاء الله إلى موقعه مرة أخرى، قال لنا: لن نترك ثأرنا أبداً، وأخذت الفنانات يكتبن على ساقه الملفوفة فى الجبس كما كنا نفعل حينما كنا صغاراً، فحينما كسر ذراع ابنى محمد فى مباراة لكره اليد كنا نكتب له عبارات الحب على ذراعه الملفوفة فى الجبس، ليحس أننا نحبه ونشاركه فى إصابته، وهكذا فعلت بعض الفنانات مع البطل الشاب المصاب.

وحينما اقتربت من بطل آخر كانت والدته تجلس معه، وطالبنا بأن نكون صوت الوطن بين الشباب ونتحدث لهم عن المؤامرات ضد مصر، وألا نتركهم نهباً لمن يحدثون لهم عمليات غسيل مخ ويبثون فيهم كراهية الجيش والوطن؛ قال نحن إخوتهم ندافع عن مصر، وهذا دورنا ونحن لا نكره أحداً، لكننا ندافع عن بلدنا لأنها تتعرض لمؤامرات دولية كبرى، لقد جعلنى هذا البطل أحس بمدى شجاعته وإيمانه بدوره فى حماية بلدى الغالية، فقلت له، عشت وعاشت مصر بك وبزملائك،ونحن معكم نحس بكم،و ودورنا ان نتولى توعية الناس بأهمية الحفاظ على الوطن ومساندتكم، نحن نفتخر بكم ونحن معكم لإنقاذ مصر، ونفخر بكل واحد من جنودنا، من اصغر مجند إلى اكبر رتبة عسكرية لأنه بدون شجاعتكم ودوركم لن يستطيع الشعب النصر على السفلة والمأجورين والموتورين.

و أشهد ان كل واحد من أبطالنا هو بطل فى حد ذاته، كما أحسست فى هذا اليوم مع جرحانا كل منهم هو أسد مصرى أصيل، لا يهاجم ولا يعتدى، لكنه يدافع عن الأرض، وعن نساء مصر وبناتها وأطفالها ورجالها وشبابها، والحقيقه ان من يراهم لابد سيحس مثلى بالفخر بالجيش المصرى، وبأن مصر ستنتصر فى حربها الضروس ضد الإرهاب .