رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفن والإبداع من أجل تحيا مصر «٢ »


استكمل الجزء الثانى من وجهة نظرى حول الفن المصرى من أجل صندوق «تحيا مصر»، ولأننا شعب محب للفنون وللإبداع، ولأننا شعب عرف الموسيقى حيث نجدها على حوائط المقابر الفرعونية، فمن يزورها يجد لوحات ماتزال خير شاهد على عشق المصريين للموسيقى، فنشاهد الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها، والعازفين من الرجال والنساء يقمن بالعزف عليها، ونرى الراقصات الجميلات أيضا على الجدران تشهد على هذا الفن الذى عرفه المصريون القدماء قبل غيرهم من الشعوب، لقد حاولت الجماعة الإرهابية أن تروج لتدمير الهوية المصرية المتعمقة الجذور بداخلنا، فتارة يخرج علينا مدعو الدين ليقولوا إن الموسيقى حرام، وتارة اخرى يسبون الفنانات ويشهرن بهن، وتارة اخرى يغطون تمثال أم كلثوم، وتارة أخرى يغطون تمثال نهضة مصر، لأن به امرأة فلاحة، ولأن المرأة عورة فى كل فتاواهم.

إن الفن المصرى يمكن أن يكون فى مقدمة الصفوف من أجل دعم صندوق «تحيا مصر»، ويمكن ان يمتد فى مختلف مجالات الفنون وبدون حدود، ويمكن أن يتحول إلى منظومة فى مجالات الغناء والسينما والفن التشكيلى وغيرها من الفنون المصرية، بحيث يشارك الفنانون فى دعم هذا الصندوق، فمثلا يمكن أن يوضع تبرع رمزى على تذكرة السينما، أو فى الحفلات العامة، ولكن ما يزال الأمر فى حاجة إلى أن يعرف الناس إلى أين ستوجّه أموال صندوق «تحيا مصر»، وإلى أى مشروعات تحديداً، حتى يصبح منظومة مكتملة الأركان ومستمرة، ما دمنا مازلنا فى حاجة لمشاركة الشعب بالتبرعات .وأعتقد أن حفل «تحيا مصر» يعد بداية على طريق دعم هذا الصندوق المهم، خاصة مع وجود الحماس الوطنى الراهن من قبل أبناء الشعب الذين ظهر معدنهم الأصيل فى دعم مشروع قناة السويس الجديدة، إن هذا الحفل الذى سعدت بالمشاركة فيه لابد أن يتكرر مرة اخرى، ويمكن أن يشارك فى الحفلات المقبلة فنانون آخرين، أما هذا الحفل فلقد كان احتفالية كبيرة بيعت كل تذاكرها للمتبرعين، ووصل عدد الحاضرين لما يقرب الألف فرد، وأحياه ٣ فنانين مصريين متبرعين بأجورهم من أجل صندوق «تحيا مصر» وهم الموسيقار المبدع الكبير عمر خيرت، والمطرب الكبير هانى شاكر، والمطربة الشابة ذات الصوت القوى آمال ماهر. أما أنا فلقد شاركت فيها لأنها تحمل اسم مصر، ومن أجل دعم صندوقها، ولمست بنفسى تعبير واضحاً وجلياً عن الإحساس الوطنى كأروع مايكون، فالفنانون الثلاثة؛ المطرب الكبير ذو الصوت الذهبى هانى شاكر والمبدع الكبير الموسيقار عمر خيرت والفنانة الشابة ذات الصوت القوى آمال ماهر تبرعوا عن طيب خاطر بأجورهم لإحياء هذه الليلة التى تميزت بالحماس الوطنى، وغنوا لمصر وارتفعت أصوات الآلات الموسيقية لتعكس أقصى درجات المهارة والحرفية فى حب الوطن الذى ينادينا الآن للمشاركه فى بنائه، والاتحاد ضد كل الأخطار المحيطة به، فكانوا فى أروع حالاتهم، وارتفعت أصوات كل الحاضرين فى القاعة بالغناء لمصر، وارتفعت الأعلام المصرية الجميلة لترفرف فى الأيدى، وغنينا جميعاً أغانى نحبها، ونحفظها عن ظهر قلب، مثل «يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر»، وبالأحضان بالأحضان يا بلدنا يا حلوة بالأحضان»، و«أحلف بسماها وبترابها»، ونجح هانى شاكر فى تقديم أغان وطنية لطالما ألهبت مشاعر المصريين بعد ثورة يوليو ١٩٥٢. وللحديث بقية