رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطع الكهرباء يعود بلا حدود


عاد قطع الكهرباء المتكرر فى أى ساعة من الليل أو النهار وكنّا نأمل فى إصلاح الحال بشكل أفضل، عاد قطع الكهرباء لمدة ساعة أو أكثر فى بعض المناطق ودون مراعاة لمصالح المصريين، ودون اكتراث بمصالحهم المتعطلة أو سلبيات ذلك على المواطن المصرى .

كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد لفت الانتباه إلى ضرورة إيجاد حلول لهذه المشكلة التى يعانى منها الشعب المصرى، والتى لابد من البحث فى أسبابها الحقيقية وعدم إغفالها، وتحسنت الأمور قليلاً لكنها عادت إلى حال أسوأ من ذى قبل، ويأتى على رأس هذه الأسباب: وجود خلايا نائمة للإخوان بداخل الوزارة نفسها، الكل يعلم ذلك ولكن لا استبعاد للمفسدين، والتى يأتى من أسبابها أيضا، وجود خطط إخوانية لإظلام مصر حتى تتصاعد حدة المشاكل اليومية التى يواجهها المواطن، فيتحول إلى غضب من الدولة والحكومة، وحتى يشعر المواطن بعجز الحكومة أمام مخططات الإخوان لتدمير الوطن.

إن من الإنصاف أن نقول إن هناك بعض التقدم يحدث فى مواجهة المشاكل اليومية، وهناك خطوات يجرى اتخاذها للحركة إلى الأمام، ولكن فى نفس الوقت لابد أن يتم تطهير وزارة الكهرباء، ولا أدرى حتى الآن لماذا لا يتم تطهير هذا القطاع المهم والحيوى فى حياة كل منا، ولو نظرنا إلى خطورة انقطاع الكهرباء على المستشفيات فقط لأدركنا مدى خطورتها وخاصه أثناء إجراء العمليات .

إن المسألة فى حاجة إلى حل هذه الأزمة اليومية التى تمس كل أبناء الشعب، سواءا فى المدن أو فى الأرياف، ولا يجوز ولا يصح إرجاؤها أو السكوت عليها، ولابد قبل كل شىء من إيجاد بدائل لتوليد الطاقة، لقد أصبح واضحاً أن المؤامرة على مصر ستتناول وستطال كل المجالات التى تمس حياة المواطنين، وحتى يتصاعد السخط على الحكومة وعلى السيسى الذى يحظى بشعبية جارفة لدى الشعب المصرى، تجعل هذا الشعب مستعداً لتحمل الصعاب لعبور هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، ومساعدته لإنقاذ مصر من تلك المؤمرات المحيطة بها، والمتربصة بأمنها وشعبها.

إن الشعب المصرى الذى جمع ٦٠ملياراً فى ٨ أيام من أجل مشروع قناة السويس الجديدة هو شعب قادر على فعل المعجزات، وعبور المستحيلات مرة ومرات، وهو قد حقق ذلك بعد ثورة ٣٠ يوليو، لأنه يثق فى السيسى كرئيس وطنى قادر على العبور بالوطن فى هذه المرحلة الصعبة التى نريد أن ننتقل فيها إلى بناء دولة جديدة حديثة ومستنيرة ومتقدمة.

أنا أعلم أن هناك مشروعات كثيرة لإنتاج الطاقه البديلة كانت موجودة فى الأدراج ولم يلتفت إليها أحد قبل ٢٥ يناير ٢٠١١، وأعلم أن كثيراً من المشروعات المهمة من أجل العبور بمصر إلى المستقبل موجودة لدى الكثير من العقليات المصرية فى المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية، ولكن أخشى ألا تصل تلك المشروعات إلى صانع القرار، لذلك فإنه من الضرورى البحث عن حلول عاجلة للمشاكل الحيوية التى تمس بشكل مباشر الحياة اليومية للشعب المصرى، ومن الممكن عقد حلقات نقاشية مجتمعية لإيجاد حلول لمشكلة الكهرباء قبل أن تغرق المدن والقرى فى الظلام بفعل الأيدى الملوثة والآثمة التى تتآمر على الوطن، وأرجو أن تقوى يد الدولة لتطهير المؤسسات، لأنها بداية الإصلاح الحقيقى بكل مؤسسات الدولة