رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قناة الأمل والخير


المصريون يعيدون ملحمة حفر قناة السويس ولكن دون ضحايا إن شاء الله، وببهجة تملأ القلوب كافة حيث فقدت مصر أثناء حفر القناة مائة ألف شهيد، وها هو مشهد العلم المصرى يرفرف خفاقاً على أرض مصر فى الاحتفال بإطلاق قناة جديدة أمس الأول، والذى أطلق السيسى شرارة البدء فيها.

إن مشهد العلم المصرى يجعلنى أزهو بمصريتى وبأرضها المباركة التى أنتمى إليها ولا أرضى عنها بديلاً، لقد رفرف العلم المصرى خفاقا اثناء تدشين قناة السويس الجديدة كشريان حياة جديد لمصر، وها أنت قد صدقت ياسيسى فلقد وعدت فأوفيت بوعدك .

أوفى الرئيس السيسى بالعهد بأنه سيعلن عن مفاجأة عقب عيد الفطر المبارك، وجاءت المفاجأة تحمل أملاً ملموساً تمثل فى مشروع حفر قناة جديدة موازية للقناة الحالية تتضمن حفر ٣٥ كيلو متراً فى البر و٣٧ كيلومترا توسعة وتعميقاً للمجرى الحالى بتكليفه ٤ مليارات دولار يتم تدبيرها من الموارد الوطنية، والتنفيذ للمشروع بأيادٍ مصرية لشركات وطنية تشرف عليها القوات المسلحة إشرافاً كاملاً، لتحويل مصر إلى مركز صناعى وتجارى عالمى، ومضاعفة دخل القناة، وتوفير مليون فرصة عمل، مما يعنى فتح فرص عمل للشباب المقبل على الزواج والذى ينتظر فتح أبواب الرزق أمامه، والذى فى حاجة إلى بث قيم الوطنية والانتماء بداخل وجدانه، وأن مشاركة الشباب فى هذا المشروع ستجعل من كل شاب شريكاً فى بناء الوطن، ولاشك أن المساهمة فى هذا المشروع هى شرف لكل مصرى ومصرية.

إن هذه القناة العملاقة الجديدة سيتم حفرها الآن بالسواعد المصرية، وباستخدام الأدوات الحديثة ومن خلال أحدث الأساليب العملية حتى يتسنى الانتهاء منه خلال عام كما وعد السيسى، ولكن أيضاً سيتم ذلك دون خسائر فى أرواح المصريين كما حدث أثناء حفر قناه السويس فى عهد الخديوى اسماعيل حيث كان يتم جلبهم بالسخرة، فسلاماً على أرواح من استشهدوا لحفر هذه القناة التى هى من أهم مصادر الدخل القومى لنا الآن، ولولا تضحياتهم ما أمكن أن يتم إنجاز حفر القناة التى افتتحت فى احتفال عالمى كبير وتاريخى، والتى حملت معها الخير لمصر وللعالم.إننا على طريق التنمية المبتغاة للوطن، وسوف تنشأ مجتمعات جديدة حولها مما يعنى امتداد عمرانى جديد بدلاً من تكدس المواطنين حول شريط نهر النيل .وإن طرح أسهم للمواطنين الذى أعلن عنه السيسى أثناء إطلاق إشارة البدء يعنى أنه قد أصبح واجبنا كمواطنين ان نشارك فى هذا الصرح الجديد، وأن نساهم كل حسب مقدرته، فهذا المشروع يعد كما قال الفريق مهاب مميش- رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المشروع- «أن هذا المشروع سيكون قاطرة للتنمية والتى تعد العبور الثالث بعد العبور الأول لحرب٧٣، والثانى لثورتى ٢٥يناير و٣٠ يونيو»لقد طالبنا بأن يتبنى الرئيس السيسى مشروعات كبرى قومية تحسن من أحوال البلاد والعباد، وهذا المشروع هو أولها والذى نتمنى أن تعقبه مشروعات ترفع من مستوى معيشة المصريين، ولقد قال السيسى كلمة بليغة ومحددة، هى أن مصر لابد أن تتحرك بقوة لتخرج من دائرة الفقر عبر إطلاق مشروعات كبرى، وفى تقديرى أن هذه الكلمة البليغة والصادقة تتطلب التفاف كل المصريين الشرفاء، وهذا الالتفاف لن يكون جديداً على طبيعة المصريين الذين طالما التفوا حول المشاريع الكبرى وبالذات حين يناديهم الوطن.إن الوطن الآن فى احتياج لتكاتفنا جميعاً ولمشاركة إيجابية فى بنائه للخروج به من المخاطر التى تحدق به، وألف مبروك لنا جميعاً، هذا المشروع العملاق الذى يحمل الخير والرخاء لشعبنا العظيم