رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التعليم العالى: مقترح السنة التمهيدية بعد الثانوية العامة تحت الدراسة ولم يطبق بالعام الدراسى الجديد

التعليم العالي والبحث
التعليم العالي والبحث العلمي

أولت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اهتمامًا كبيرًا بالبرامج والتخصصات الدراسية الجديدة بمختلف الجامعات المصرية لمواكبة احتياجات سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية، حيث تم إنشاء الجامعات الجديدة بنظام البرامج التعليمية البينية والمزدوجة الحديثة للبعد عن الكليات النظرية، التي أصبحت لا قيمه لها في سوق العمل الحالية.

وفي هذا سياق أعلن الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن مقترح ما بعد الثانوية العامة وعمل سنة تأسيسه "تمهيدية" قبل الالتحاق بالجامعة وحتى يلتحق بالتخصص الذي يختاره وفق قدرات الطلاب، وهو قانون تعمل عليه الوزارة، وهو نظام اختياري لتأهيل الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة أو ما يُعادلها للالتحاق بالكليات والبرامج الدراسية المُختلفة بالجامعات الخاصة والأهلية، والذين لا يتاح لهم الالتحاق بها وفقًا لمجموع درجاتهم في شهادة الثانوية العامة أو ما يُعادلها، وبعد اجتياز الطالب المقررات الدراسية المحددة وعدد الساعات المطلوبة، يمكنه الالتحاق بالكلية أو البرنامج الدراسي بالجامعات الخاصة والأهلية في الفصل الدراسي التالي لاجتياز هذه المُقررات.

وقال مصدر بوزارة التعليم العالي إن السنة التمهيدية التي أعلن عنها الوزير مقترح تحت الدراسة بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، ولم يتم إقراره حتى الآن من مجلس النواب.
وأكد المصدر في تصريحات خاصة للدستور، أن العام الدراسي الجديد 2024 /2025 سيكون بدون المقترح، ويتم القبول بالجامعات والمعاهد المصرية وفقًا للتنسيق والحدود الدنيا التي تعلنها الوزارة وفقًا لنتائج الطلاب بالثانوية العامة للعام الدراسي الحالي.

 

المقترح جيد لطلاب الثانوية العامة الحاصلين على مجموع لا يؤهلهم للالتحاق بالجامعات

وقال الدكتور تامر شوقي أستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن مقترح إضافة سنة تأسيسية بعد الثانوية العامة قبل الالتحاق بالجامعة حل جيد للكثير من الإشكاليات التى يواجهها بعض طلاب الثانوية العامة الحاصلين على مجموع لا يؤهلهم للالتحاق بالجامعات، كما يحقق العديد من الفوائد لنظام التعليم المصري وسوق العمل ويتضمن أهم فوائد هذه السنة التأسيسية، أنها تجعل القبول بالجامعات الخاصة أو الأهلية لا يتوقف على مجموع الطالب في شهادة الثانوية العامة فقط، حيث تتأثر درجات الطالب في تلك السنة بالعديد من الظروف الخارجية الطارئة.

السنة التمهيدية تتيح الفرصة للطلاب للالتحاق بالكليات والتخصصات الحديثة المرتبطة بسوق العمل
وأضاف شوقي، في تصريحات خاصة للدستور، أن السنة التمهيدية تتيح الفرصة للطلاب للالتحاق بالكليات والتخصصات الحديثة المرتبطة بسوق العمل، والتى كادوا أن يفقدوا فرصة الالتحاق بها بسبب مجموع الدرجات التى حصلوا عليها في الثانوية العامة، كما تجذب عددًا أكبر من الطلاب للالتحاق بالتخصصات الجديدة المطلوبة في سوق العمل بدلًا من توجههم إلى الكليات النظرية التى لا تحتاج سوق العمل إلى الكثير من خريجيها.

وتابع أستاذ كلية التربية بجامعة عين شمس، أنها تحمي الطلاب من محاولات النصب عليهم بالالتحاق بالكيانات الوهمية؛ بل أصبح من حقهم الالتحاق بالكيانات الرسمية المعترف بها والجديدة، وتوفر مصاريف التحاق هؤلاء الطلاب ببعض الجامعات الأجنبية، والتى قد يكون بعضها غير معترف به، مشيرًا إلى أنها تعمل على زيادة أعداد خربجي التخصصات الجديدة والتى تحتاج إليها سوق العمل بدرجة ملحة، وتسمح هذه السنة بالتأكد من توافق قدرات الطالب مع متطلبات التخصصات الجديدة، مما يزيد من فرص نجاحه فيها فيما بعد، واستغلال إمكانات الجامعات الخاصة الأهلية في تعليم أعداد أكبر من الطلاب.

لابد أن يقتصر تطبيق هذا المقترح على الكليات والتخصصات الجديدة فقط
قال الدكتور عاصم حجازي خبير تربوي، إنه في الفترة الأخيرة تم استحداث بعض التخصصات البينية، والتي تحتاج إلى إلمام الطالب ببعض المعلومات والمعارف التي لا يمتلكها نتيجة لعدم دراسة بعض الفروع أو المواد وفقًا لنظام التشعيب المعمول به حاليًا، لذلك فإن وجود سنة تمهيدية لإعداد الطالب للدراسة بهذه التخصصات أمر مهم بشكل مؤقت لحين تطوير نظام الثانوية العامة واستحداث مسارات جديدة مؤهلة، ولكن بعد إجراء تحديثات على نظام الثانوية العامة وتطويرها واستحداث مسارات مؤهلة للبرامج الدراسية والتخصصات المستحدثة يمكن أن  يلتحق الطالب للدراسة مباشرة بدون سنة تمهيدية.

وأكد عاصم في تصريحات خاصة للدستور أن هذا المقترح سوف يضمن للطلاب الاستفادة الكاملة من دراستهم بالتخصصات الجديدة وتحقيق الفهم الكامل والاستيعاب الجيد الذي يمكن من خلاله تحقيق التفوق وتحقيق الاستفادة للطالب وللمجتمع، مشيرًا إلى نظام التنسيق المعمول به حاليًا يحتاج إلى تطوير، وقد يكون الحل هو إعداد اختبارات قدرات مقننة لكل قطاع من قطاعات التعليم العالي لتخفيف الضغط على الثانوية العامة وتقليل الاعتماد على مجموع الطالب فيها كوسيلة للالتحاق بالجامعة.
وأضاف الخبير التربوي أنه ينبغي أن يقتصر تطبيق هذا المقترح على الكليات والتخصصات الجديدة فقط، ويمكن لباقي الكليات تطبيق نظام اختبارات القدرات، مشيرًا إلى تأثير وفاعلية هذا النظام يرتبطان بتأهيل الطلاب للالتحاق بالتخصصات الجديدة، ولكن عند تطبيقه على جميع الطلاب في كل الكليات فإنه سوف يفقد الثانوية العامة أهميتها ويفرغها من مضمونها وسوف يخلق ثانوية عامة جديدة بنفس مشكلات نظام الثانوية الحالي وأكثر.