رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصائد كثيرة كسيرة

جريدة الدستور

أنت بسبعين امرأةٍ

ويقولون بأكثرَ

فى كتبٍ أخرى

لكن القولَ الموثوقَ بهِ

تسعون ونيّف

كل الأشياءِ تشيخُ

وتكبرُ بمرورِ العمرِ

ولكنكَ تبقين بقلبىَ

طالبةَ الثانويةِ

بالجونلةٍ

زرقاءَ كبحرِ

وقميصٍ أبيضَ

كشراع الزورقِ

يمخر فى الروحِ

وعينينِ

تقولانِ لولدٍ

مشتعلٍ بالشوقِ الفاتكِ

صُن.. فيصون

أمى

قالت

هى لكَ

ولو طال بكَ الحزنُ

وقد طال بىَ الحزنُ

وأورقَ

وازدهرَ

وأزهرَ

وما كانت لى

ياستَ الناس

صارت فى الستين من الحلمِ

وصرتُ كذلكَ

فلماذا أبصرها

سوسنة بيضاء

تغردُ بالعطرِ

وأبصرنى

ولدًا كالقمح الفارعِ

وبشَعرٍ كالليلِ

تمشطهُ

أطرافُ مواجعهِ

وإن صَفَعَتكَ

بزهرةِ فلٍّ.. فاصفعْها

بمحلِّ زهورٍ

أسفل كوبرىِ النيلِ

ولا تهتم بأقوالِ المارةِ

وكلام أمين الشرطةِ

واضحك

واشرب كوكاكولا

واتركها

تلعن وتسبّ

إلى أن تلحقَ بالميترو

فى آخر عربات النسوةِ

قالت بنتٌ

وغدٌ كذابٌ

يفضحنى

فى كل كتابٍ

يغمرنى قُبلًا كاذبةً

فى صفحته المقروءةِ

أقسمُ مالمسَ يدًا

أقسم مازال الأحمرُ بكرًا

مافض بكارته

طرف لسانٍ

أو شفة داكنةٌ

من أثر التدخين

ولا

أهواكِ محجبةً

أو غيرَ محجبةٍ

سافرةً

إذ إنِّى أفصلُ بين الدين وبين الدولةِ

وأمشى خلفَ وصايا الفقهاءِ العشاق

وأتبعُ ملتهم

فى هذا الصبح

عثرت على جثةِ بنتٍ

تطفو 

فى نهر الفصل الرابعِ

من متن روايةِ حبٍّ

أنهيت قراءتها

لا أعرف ما اسم البنتِ

ولا الرقم القومى

لأخبر أسرتها

أو أدلى بالأوصاف

إلى الجندى الواقف 

فى المخفرِ

مكتئبًا

ويفكر فى بعض طعامٍ دسمٍ

فى بيت الزوجية

لو كان له زوج

أو بيت

وانساب العرق غزيرًا

من جبهتها المرمرُ

من أثر الحَرِ الظالمِ

فمسحتُ جبينى بالمنديل

فضحكَتْ

قالت شكرًا